الدولة في اجازة الاضحى، والكوارث تلهب الوضع وتقضي على المواطن
هل يكون 4 اب ذكرى انفجار المرفأ موعداً لاستعادة الكرامة المسلوبة؟
الدولة في اجازة، وبما ان الوضع الداخلي على افضل ما يرام يحق لدولتنا ان تعيّد وترتاح. انها اجازة عيد الاضحى المبارك الذي حل هذا العام والمواطنون في اسوأ حال، بفضل هذه الطبقة السياسية التي قضت على كل مقومات الدولة واوصلتنا الى الكارثة.
الاستشارات النيابية الملزمة كان يفترض ان تجرى في اليوم التالي لاستقالة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، نظراً لخطورة الوضع الذي لا يحتمل التأجيل، وقد اضاع المسؤولون تسعة اشهر ذهبت هباء، ولم يتمكنوا من تشكيل حكومة تبدأ طريق الاصلاح. ولماذا العجلة فالامور تسير في افضل حال، والمواطن يعيش في رفاهية والكهرباء والماء والدواء والمستشفيات والمحروقات كلها مؤمنة له، فلماذا يطالب باكثر؟
المهم ان الدولة «معيدة» وكذلك الطبقة السياسية كلها. وحدها الازمات لم تذق طعم العيد. فالعتمة شبه شاملة، وقد انتقل التقنين الى المولدات التي يدعي اصحابها انهم يعانون من نقص في المازوت. صفوف الذل امام المحطات لم تختف ولم تعيد، لا بل ازدادت ازدحاماً واصبح من يحصل على ليترات من البنزين كأنه ربح اللوتو. اما الصيدليات فقد عجز اصحابها عن مواجهة الناس، بعدما فقدت كل الادوية ولم يعد لها ما تبيعه للمريض. وما هم الدولة، فعلى المريض في نظرها ان ينتظر حتى الله يفرجها، ومن لم تكن له القدرة على البقاء فليرحل، فانه لا يستحق الحياة.
واياك ايها اللبناني ان تمرض وتقرر دخول المستشفى فقد اصبح ذلك فوق قدرتك حتى ولو كنت مضموناً، واصبح الاستشفاء حكراً على الاغنياء والسياسيين. فهؤلاء يستحقون ان يحيوا.
ولكن من قال ان الدولة كلها معيدة. فوزارة الاقتصاد التي يجب ان تسمى وزارة الزيادات، لم تعرف طعم العيد وقد عمدت في اول يوم من ايام الاضحى المبارك الى رفع سعر الخبز للمرة الرابعة في ثلاثة اسابيع، وهي مصممة على المضي في هذه السياسة، حتى يصبح الرغيف فوق متناول الـ 95 بالمئة من الشعب اللبناني، ويقتصر تناوله على الطبقة السياسية والاغنياء. وقد نسيت وزارة الزيادات ان الخبز اصبح الطعام الوحيد الذي يمكن للفقير ان يتناوله وان كان يحصل عليه بصعوبة.
المسلسل طويل واذا اردنا تعداد الازمات التي حلت بالشعب لاحتاج ذلك الى مجلدات. انها مآثر الطبقة السياسية الفاشلة التي سيتحدث عنها التاريخ بالفحم الاسود.
وكأن كل هذه المصائب والويلات لا تكفي، فقد جاء من يحاول توريط لبنان بحرب مع اسرائيل. عمد الى اطلاق صاروخين لم يحدثا اي اضرار عند العدو، ولكنهما اعطياه الذريعة ليقصف الاراضي اللبنانية بالمدافع الثقيلة ويروع المواطنين. هل تعلم الجهة التي اطلقت الصواريخ انها قدمت افضل خدمة لاسرائيل. انها دولة معتدية في نظر العالم كله ولكن الصواريخ المجهولة صورتها وكأنها الضحية المعتدى عليها وان لبنان هو المعتدي. يا لها من مفارقة، حبذا لو ان الجهة التي اطلقت الصواريخ فكرت قليلاً وقومت النتائج التي يمكن ان تحدث، ولكن التصرف العشوائي هو السمة الغالبة في هذه الايام. الا يكفي لبنان ما تورط به في حروب المنطقة، حتى يريدون فتح جبهة له مع اسرائيل؟ وهل هناك من يسعى لربط لبنان بازمة غزة وجره الى التدمير كما حدث في القطاع؟
مسكين لبنان ليس له من يسأل عنه. فسياسيوه منشغلون بمصالحهم الخاصة لا تهمهم مصلحة البلد. ولكن حتى الساعة لم نعلم بعد لماذا هذا الشعب مستسلم الى هذا الحد. يتلقى الضربات ويكتفي بعدها. صحيح انهم واجهوه بالقمع والاعتقال والسجن، ولكن لا يجوز الاستسلام وعلى الشعب المقهور ان يقاوم فارادة الحياة يجب ان تبقى اقوى. حتى الساعة لم نفقد الامل بانفجار الشعب دفعة واحدة ضد هذه الطبقة السياسية. ونأمل ان يكون 4 اب ذكرى انفجار مرفأ بيروت منطلقاً لاستعادة الكرامة والحقوق التي سلبوها.