رئيسي

ماذا دار في القمة الاردنية – الروسية؟

ملفات عديدة جرى بحثها خلال القمة الروسية – الاردنية التي استضافتها العاصمة الروسية موسكو الخميس الفائت. فاضافة الى ملفات التعاون الثنائي بحث الزعيمان جملة من المواضيع المتعلقة بتطورات المنطقة والعالم. وفي مقدمتها الحرب ضد الارهاب، وانعكاساتها على تطورات الموقف في المنطقة ككل.

وبحسب بيان رسمي، عقد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لقاء قمة في العاصمة الروسية موسكو، تناول آفاق تعزيز علاقات التعاون والصداقة الثنائية في شتى الميادين، وأخر المستجدات الإقليمية والدولية.
وأكد الزعيمان، خلال مباحثات ثنائية تبعتها أخرى موسعة جرت في قصر الكرملين، وحضرها كبار المسؤولين في البلدين، الحرص المشترك والمستمر على النهوض بالعلاقات الثنائية وتطويرها وتعزيزها في مختلف مجالات التعاون المشترك، وبما يعود بالنفع على البلدين الصديقين، خصوصاً في مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والسياحة والطاقة والنقل.
وبحسب البيان، أعرب الزعيمان عن ارتياحهما للمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الأردنية – الروسية نتيجة التنسيق والتعاون المستمر حيال مختلف القضايا، والبناء على نتائج الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في مختلف مجالات الاهتمام المشترك.
وفي تصريحات صحفية مشتركة قبيل اللقاء، أكد الملك والرئيس الروسي أن علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين قوية وفي تطور مستمر.
وقال الملك «إنه لمن دواعي سروري أن أزور موسكو للمرة الثانية هذا العام، بعد الزيارة الأولى في شهر نيسان (ابريل) الماضي، متطلعاً للتباحث حول مختلف القضايا مع الرئيس بوتين».

دور روسيا
وأكد تقدير الأردن للعلاقات الثنائية، ليس فقط على صعيد العلاقات بين القيادتين، وإنما أيضاً بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها. وأشار إلى أن روسيا تلعب دوراً مهماً في الشرق الأوسط، في مواجهة التحديات في المنطقة.
وأضاف أن لروسيا دورها الرئيسي، ليس فقط في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما أيضاً الدور الحيوي، ومن بين الأكثر أهمية، في ما يتعلق بمستقبل سوريا.
وشدد في تصريحاته، على أن روسيا والأردن يقفان جنباً إلى جنب في الحرب ضد الإرهاب والتطرف. وقال، انه على العالم أن يدرك أنه وبدون دورٍ روسي، فإن التحديات التي تواجه منطقتنا، ستكون أكثر سوءاً.
من جانبه، أعرب الرئيس بوتين في تصريحاته، أمام الصحفيين، عن ترحيبه بزيارة الملك إلى روسيا. واشار بوتين الى أن العلاقة بين روسيا والأردن في تطور، وانه لدى البلدين عدد من المشاريع المشتركة الجيدة. واعرب عن ارتياحه بأن حركة التبادل التجاري بين البلدين قد شهدت إرتفاعاً ملحوظاً خلال العام الماضي، «رغم أننا نطمح بالوصول بها إلى مستويات متقدمة».
وشدد بوتين على انه مهتم بالبحث مع العاهل الاردني الأوضاع في المنطقة والأفاق المستقبلية لها، والتي قال عنها انها تفاقمت وأصبحت أكثر تعقيداً. وأكد «أن الأردن لعب دائماً دوراً مهماً في استقرار المنطقة».
وتناول الزعيمان خلال جلسة المباحثات، التهديدات التي تواجه السلم والأمن العالميين بفعل الحركات والتنظيمات الإرهابية المتطرفة، والتي تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم.
وأكد الملك عبدالله الثاني، في هذا الإطار، ضرورة تكاتف المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة للتوصل إلى حلول سياسية قائمة على الإجماع للأزمات الإقليمية، على أن تكون الاستجابة لهذه الأزمات سريعة، وبما لا يسمح بتزايد تعقيداتها وتداعياتها بشكل أكبر على دول وشعوب المنطقة وأمنها واستقرارها.

موقف الاردن
وجدد عبدالله الثاني موقف الأردن الداعم للتحالف الإقليمي والدولي في التصدي للمجموعات والتنظيمات الإرهابية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأوضح أن الدين الإسلامي يدعو في مبادئه إلى التسامح وقبول الأخر والعيش المشترك، ونبذ العنف والتطرف والإرهاب.
من جانب آخر، دعا الملك عبدالله المجتمع الدولي، بما فيه روسيا، إلى دعم مساعي التوصل إلى حل عادل للصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والعمل على إيجاد حل سياسي شامل للأزمة السورية، والتي تشكل في مجملها أهم القضايا المركزية التي يقود عدم حلها إلى تغذية التطرف والنزعات الإرهابية في الشرق الأوسط.
وأكد أهمية تكثيف جهود المجتمع الدولي لإعادة الزخم لعملية السلام، بعد التوصل إلى وقف دائم للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمساعدة في تهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقاً لحل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، والتي تبحث في جميع قضايا الوضع النهائي وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي الشأن السوري، جدد الملك التحذير من تداعيات استمرار الأزمة في سوريا والتي طال أمدها، خصوصاً على دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السوريين، حيث يتحمل الأردن أعباء هائلة، كدولة مضيفة لأعداد كبيرة منهم، وبما يفوق طاقات المملكة وإمكاناتها المحدودة، ما يستدعي زيادة وتكثيف الدعم الدولي للأردن في هذا المجال.
ولفت إلى ما يعانيه الأردن جراء استضافة ما يقارب 1،4 مليون سوري على أراضيه، وما يشكله ذلك من ضغوط كبيرة ومتزايدة على موارده، لا سيما وأن المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي والجهات المانحة للمملكة لا تغطي إلا نحو 40 بالمئة من تكلفة استضافة اللاجئين السوريين.
من جهته، أشار بوتين إلى أن روسيا تدعم الوصول إلى حلول لمشاكل الشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

التصدي للارهاب
وتأتي زيارة الملك عبدالله إلى موسكو، وهي الثانية خلال العام الحالي، في إطار التشاور والتنسيق المستمرين مع عواصم صنع القرار العالمي حيال مختلف التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط، بما في ذلك سبل التصدي للحركات والتنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديداً خطيراً للمنطقة والعالم، وجهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفقا لحل الدولتين، وتطورات الأزمة السورية، ومستجدات الأوضاع في العراق، وبما يحمي المصالح الوطنية الأردنية العليا.
يشار إلى أن اللجنة العليا الأردنية – الروسية ستعقد اجتماعاتها الشهر المقبل في موسكو، حيث من المتوقع أن يتم التوقيع على مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين للأعوام 2014- 2018.
كما سيتم خلال اجتماعات اللجنة المشتركة بحث سبل تعزيز أفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين في مختلف القطاعات.

موسكو – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق