تكتسب إلزامية التلقيح ضد كوفيد-19 زخماً متزايداً في بلدان عدة، على غرار فرنسا التي فرضت على العاملين في المؤسسات الصحية تلقي اللقاح لاحتواء تفشي المتحوّرة دلتا التي يثير انتشارها الكبير المخاوف من تسارع وتيرة الإصابات مجدداً.
تسبب فيروس كورونا بوفاة 4،044،816 شخصاً في العالم، فيما حذّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة بأن تداعيات الجائحة على الأمن الغذائي العالمي ستكون طويلة الأمد، بعدما ساهم في عام 2020 في زيادة عدد الأشخاص الذين عانوا من الجوع.
وظاهرة تفاقم الجوع في العالم (+18% خلال عام)، الأكبر منذ ما لا يقل عن 15 عاماً، قد تقوض أكثر من أي وقت مضى هدف الأمم المتحدة بالقضاء على الجوع في العالم بحلول 2030.
وستتلقى آلية كوفاكس الدولية لتأمين اللقاحات للدول الأكثر فقراً، 110 ملايين جرعة من اللقاحين الصينيين سينوفاك وسينوفارم.
وتتسبب المتحوّرة دلتا الشديدة العدوى بتسارع تفشي الوباء في مناطق عدة في العالم.
رقم قياسي جديد في روسيا
أعلنت روسيا الثلاثاء تسجيل حصيلة قياسية جديدة للوفيات اليومية جراء كوفيد-19 بلغت 780 وفاة، وذلك للمرة السادسة منذ مطلع الشهر، إذ تشهد البلاد تفشياً كبيراً للمتحوّرة دلتا.
في ماليزيا، أغلق مركز للتلقيح في شاه علم (وسط) بعدما أظهرت الفحوص إصابة أكثر من مئتين من أفراد طواقمه بالفيروس.
من جهته، أعلن ممثل منظمة الصحة العالمية إيف سوتيران في مقابلة مع وكالة فرانس برس أن تونس تسجل «أعلى» عدد من الوفيات في المنطقة العربية والقارة الإفريقية وتمر «بوضع صعب» قد يزداد سوءا، وبالتالي، تحتاج البلاد إلى مساعدة ولقاحات.
وقرّرت دول عدة تشديد التدابير الصحية المفروضة لاحتواء تفشي الفيروس، وخصوصاً حضّ السكان المترددين على تلقي اللقاح.
في فرنسا، أقدم نحو مليون شخص غالبيتهم من الشبان على حجز مواعيد لتلقي اللقاح بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الإثنين قرارات تحصر عملياً العودة إلى حياة اجتماعية طبيعية بتلقي اللقاح.
والثلاثاء أعلن مدير موقع «دوكتوليب» لحجز مواعيد التلقيح اللقاح أن «926 ألف فرنسي حجزوا مواعيد لتلقي اللقاح».
ومساء الإثنين أعلن ماكرون إقرار بلاده إلزامية تلقي العاملين في المؤسسات الصحية لقاحاً مضاداً لكوفيد-19، إلى جانب فرض «الشهادة الصحية» في المطاعم والمقاهي وبعض وسائل النقل اعتباراً من آب (أغسطس).
وأوضح أنّ العاملين في المؤسسات الصحية، سواء كانوا من مقدّمي الرعاية أم لا، «أمامهم حتى 15 أيلول (سبتمبر) لتلقي لقاح» قبل دخول إجراءات عقابية حيز التنفيذ.
وأعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الثلاثاء أن ألمانيا «لا تنوي» جعل التلقيح ضد كوفيد-19 إلزاميا مراهنة مرة جديدة على «رغبة» الشعب و«الترويج» للقاح.
وتكتسب إلزامية التلقيح زخماً في دول أوروبا، ففي اليونان سيصبح تلقي طواقم الرعاية الصحية اللقاح إلزامياً اعتباراً من 1 أيلول (سبتمبر)، وفي إيطاليا سيكون الأمر إلزامياً للأطباء والعاملين في القطاع الصحي تحت طائلة العقوبات.
وفرضت المملكة المتحدة في 16 حزيران (يونيو) إلزامية التلقيح للعاملين في دور رعاية المسنين.
وأعلنت الحكومة البريطانية أن غالبية القيود المفروضة في إنكلترا سترفع في 19 تموز (يوليو)، وهو يوم أطلقت عليه تسمية «يوم الحرية»، لكن السلطات دعت إلى توخي الحذر.
من جهتها، قرّرت المناطق السياحية الإسبانية في كاتالونيا وفلنسية إغلاق الحانات والملاهي الليلية لوقف تفشي كوفيد-19 الذي تتسارع وتيرته في مختلف أنحاء البلاد.
«جشع»
بدأت إسرائيل الإثنين إعطاء جرعة ثالثة من لقاح فايزر-بايونتيك للمرضى الذين يعانون من ضعف المناعة في ظل ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا مجدداً.
وندّد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الإثنين بـ «جشع» الدول التي تفكّر بتطعيم سكّانها بجرعة ثالثة من اللّقاحات المضادّة لكوفيد-19 رغم أن العِلم لم يُثبت بعد ضرورة هذه الجرعة المعزّزة، في الوقت الذي لا يزال فيه سكّان دول عديدة أخرى ينتظرون تلقّي جرعتهم الأولى.
والثلاثاء أعلنت روسيا التوصل إلى اتفاق مع معهد «سيروم إنستيتيوت» الهندي، أكبر صانع للقاحات في العالم، لإنتاج 300 مليون جرعة سنوياً من لقاح سبوتنيك-في الروسي المضاد لفيروس كورونا.
ا ف ب