من الجناح السعودي بالنسخة الرابعة والسبعين لمهرجان كان السينمائي أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن إنتاج فيلمين جديدين ضمن سياسته في تشجيع صناعة السينما بالمملكة في السنوات المقبلة. سيساهم في إنتاج أحدهما المنتج المصري الشهير ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي والحائز على وسام الشرف في الآداب والفنون من الجمهورية الفرنسية محمد حفظي، بينما سيقدم المخرج السعودي خالد فهد الفيلم الآخر. فرانس24 أجرت حواراً مع ماجد زهير السمان مدير قسم السينما بالمركز وكذلك مع المنتج المصري محمد حفظي.
على هامش النسخة الرابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي الفرنسي، أعلن مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن إنتاج فيلمين جديدين من الجناح السعودي بالمهرجان. وسيساهم كاتب السيناريو والمنتج المصري الشهير محمد حفظي الحائز أيضا على وسام الشرف في الآداب والفنون من الجمهورية الفرنسية في إنتاج أولهما وهو فيلم «بحر الرمال». كما سيقدم المخرج السعودي، والحائز على العديد من الجوائز خالد فهد الفيلم الثاني بعنوان «طريق الوادي».
ويهدف مركز إثراء من خلال مشاركته في الإنتاج إلى تعزيز دور صناعة الأفلام والصناعات الإبداعية في المملكة العربية السعودية في إطار برنامج «رؤية 2030» الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي يطمح إلى تغيير وجه السعودية وتحديث العديد من البنى الاقتصادية والثقافية والاجتماعية بالبلاد.
المنتج المصري ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي محمد حفظي (يمين) وماجد زهير سمان رئيس قسم السينما بمركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (يسار) أثناء المؤتمر الصحفي الذي جمعهما بالجناح السعودي في مهرجان كان السينمائي الدولي 2021. © مركز «إثراء» المملكة العربية السعودية.
وعن سبب اختيار مهرجان كان لإطلاق هذا الإنتاج الضخم الذي من المقرر أن يرى النور في عام 2023 قال السيد ماجد زهير سمان رئيس قسم السينما بمركز «إثراء» إنه «يشرفنا الإعلان عن الأفلام التي يعمل عليها المركز من مهرجان «كان» السينمائي، الذي يعد أحد أشهر مهرجانات الأفلام في العالم».
«بينيديتا»…
وبالحديث معه عن الأهداف التي يبتغي المركز تحقيقها والوصول إليها بمشاركته في تمويل إنتاج وصناعة الفيلم السعودي، وهل لهذا علاقة بتطوير قطاع السياحة في السعودية قال لفرانس24: إن شغل المركز الشاغل هو تشجيع الإبداع الفني وإنتاج أفلام ذات جودة عالية بأيدي سعودية وعلى أرض ومواقع سعودية تنافس في كبرى المحافل الدولية، فإن كانت هذه الأفلام سبباً في جذب السياح لبلادنا فذلك سيكون أمرًا بلا شك عظيماً، ونحن لنا تجربة في هذا المجال وأقصد فيلم «جود» الذي أنتجناه عام 2018 ويظهر جمال الطبيعة في السعودية ويتمحور حول انعكاسات تأملية غير تقليدية لدورة الحياة. وهو أول فيلم أنتجه مركز «إثراء» ويستخدم بنيةً تجريبية سردية مأخوذة من شكل القصيدة في عصور ما قبل الإسلام.
ولكن والحق يقال، ليس تلك هي أولويتنا في المقام الأول. ومن أجل ذلك قررنا الاستعانة بخبرات المنتج المصري الكبير محمد حفظي لتحقيق مقصد ورؤية «إثراء» في تطوير الجوانب الإبداعية والجمالية والتعليمية في قطاع السينما. فنحن نريد إنشاء منصة تجد فيها المواهب السعودية سندًا لتحقيق أحلامها، وهو ما حدث قدر كبير منه في العشرين فيلماً التي أنتجناها في السنوات الثلاث الماضية ولمعت بسببها أسماء جديدة مثل المخرج عبد العزيز الشلاحي.
وبسؤاله عن المعوقات أو الصعوبات التي قد يلاقونها في قطاع الإنتاج السينمائي، رد ماجد سمان بقوله إنه لا توجد معوقات من أي نوع في هذه المجال، فوزارة الثقافة السعودية ووزيرها الأمير بدر بن عبد العزيز تقدم كل مساعدة ممكنة من أجل تسهيل التصاريح اللازمة للإنتاج وتوفير مساحات أكبر للإبداع وإتاحة التمويل اللازم للنهوض بقطاع السينما.
وحول المعوقات الثقافية التي قد تجدها الأفلام السعودية للوفاء بمعايير المهرجانات الدولية، وخصوصاً أن المجتمع السعودي مجتمع محافظ قد لا يقبل بطرح موضوعات معينة دينية أو جنسية للمعالجة السينمائية، قال ماجد السمان نعم نحن مجتمع محافظ وسنظل محافظين على قيمنا، وهذا ليس معوقًا البتة بل العكس هو الصحيح، فنحن نعمل على إبراز ثقافتنا وتسليط الضوء على قيمنا وتعريف المجتمعات الغربية بها، لذا فنحن لسنا بحاجة لاستخدام الأساليب الرخيصة والحط من قيمنا ومثلنا للوصول إلى الآخرين وهو أمر لا علاقة له بالإبداع. وهناك أفلام سعودية اختيرت في مهرجانات في الأعوام السابقة حتى هنا في فرنسا، على سبيل المثال فيلم «ارتداد» وهو من إنتاج إثراء اختير للعرض في مهرجان «كليرمون فيران» عام 2019.
«بحر الرمال» فكرة جديدة غير مسبوقة
المنتج المصري محمد حفظي ورئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وصاحب الباع الطويل في إنتاج وإخراج الأفلام السينمائية التي تخطت ثلاثين فيلماً في الأعوام العشرين الماضية، سيقوم بإنتاج فيلم «بحر الرمال» في المملكة العربية السعودية والذي يقول عنه إنه ذو فكرة غير مسبوقة وموضوع غير مطروق من قبل، وهو ما جذبه بشدة إلى الدخول في عالمه والمشاركة في إنتاجه. و تتمحور قصة الفيلم حول فتىً بدوي يتيم يبلغ سن الرشد وتربطه صلة قوية بالجمل وينطلقان معًا في رحلة عبر المملكة العربية السعودية.
ولكن هل سيمثل هذان الفيلمان إضافة جديدة للسينما العربية والسينما السعودية الناشئة؟ أجاب محمد حفظي بأن ميزانية الفيلمين كبيرة جداً وهو ما سيؤدي دوراً حاسماً في الارتقاء بجميع العناصر الفنية السينمائية فيهما وسيجعلهما بالتالي قادرين على المنافسة على المستوى العالمي، فهما يناقشان المجتمع السعودي بجوانبه المختلفة وقضاياه الإنسانية ويشارك فيهما ممثلون سعوديون موهبون وهذا بلا شك يمثل إضافة جيدة للسينما العربية ككل وللسينما السعودية وأتمنى أن يستقبلهما الجمهور استقبالاً جيداً وأن يحققا المعادلة الصعبة المتمثلة في النجاح عربياً وعالمياً في الآن ذاته، فنحن نريد توسيع سوق الفيلم العربي في العالم ومن أجل ذلك حضرنا إلى مهرجان كان السينمائي لإطلاع العالم على ما نفعله وعلى مشاريعنا المستقبلية حتى نجد لنا مكاناً بين كبار صناع الأفلام في العالم وتكون أفلامنا عابرة للحدود.
وبصفته رئيساً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي ستعقد فعاليته بين 1 و10 كانون الإول (ديسمبر) 2021، طرحنا عليه سؤالاً يتعلق بفعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي الذي سيقام في السعودية بين 6 و15 كانون الأول (ديسمبر) وكيف سيؤثر ذلك على فعاليات مهرجان القاهرة من حيث الأفلام المختارة للعرض والنجوم المدعوين للحضور. أجاب حفظي بأن اختيار مهرجان البحر الأحمر لهذا التاريخ كان مفاجأة لإدارة مهرجان القاهرة وأن الموضوع الآن قيد الدراسة من الطرفين لتلافي أي تعارض بين فعاليتهما ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة للتعاون حتى لا يؤثر ذلك بالسلب علي أي منهما.
ا ف ب