غريو تفند تشويهات دياب للحقيقة… العلة في الطبقة السياسية الفاسدة
«انتم بعنادكم وجشعكم وانانيتكم وامتناعكم عن تشكيل حكومة تحاصرون وطنكم وتجوعون شعبكم»
لا يترك رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب مناسبة الا ويحاول استغلالها للتغني بامجاد حكومته متحدثاً عن «انجازاتها» التي اسست للحكومات المقبلة على حد قوله. وبدل ان يشكر الدول التي هبت لمساعدة لبنان وقد بذلت قصارى جهدها لاقناع المسؤولين اللبنانيين بتشكيل حكومة انقاذ تجري الاصلاحات وتفتح الباب امام المساعدات، بدل ذلك اتهم الجميع بأنهم يحاصرون لبنان وشعبه ونادى الملوك والرؤساء والامراء انقاذ اللبنانيين. وهكذا تضمن كلامه مغالطات واوهاماً عن «انجازات» عبثاً حاول الداخل والخارج البحث عنها فلم يعثر لها على اثر.
لقد نسي دياب انه هو ووزراء حكومته قرروا عدم تسديد ديون لبنان دون التفاوض مع الدائنين، فوجه بذلك ضربة قاسية الى الاقتصاد والى الوضع المالي الذي اخذ يتدهور سريعاً.
نسي دياب او تناسى ان حكومته انفقت المليارات التي كانت لا تزال باقية في مصرف لبنان، على دعم لم يستفد المواطن منه الا بنسبة لا تتعدى 20 بالمئة، لانه تم عشوائياً ودون خطة علمية ومدروسة. فذهب المال وهو اصلاً من جيوب الناس الى المحتكرين والجشعين والمهربين ودعم الاقتصاد السوري فكانت النتيجة اننا وصلنا الى العتمة في الكهرباء بسبب فقدان الاموال لتمويل المحروقات، وافرغت الصيدليات من محتوياتها، فاختفى الدواء من على الرفوف وتهددت حياة الكثيرين. اختفت المستلزمات الطبية واصبح الدخول الى المستشفيات امراً شبه مستحيل اولاً لفقدان الادوية والمستلزمات الطبية وثانياً لارتفاع الاسعار بشكل جنوني بحيث بات العلاج في المستشفى مقتصراً على الطبقة السياسية التي تنعم بكل مايلزم على عكس الناس الذين انتخبوها. ولن نسترسل اكثر في تعداد «مآثر وانجازات» حكومة دياب لان الناس تعرف كل شيء ولا يبدل قناعاتها كلام من هنا واخر من هناك لتشويه الحقائق، (راجع حديث دياب في اخبار امس).
كلام دياب اثار حفيظة سفيرة فرنسا في لبنان آن غريو، فاعترضت على تهمته العالم بمحاصرة لبنان فقالت ان العالم لم يحاصر لبنان، بل هب لمساعدته وبسخاء ولا يزال فيما انتم بعنادكم وجشعكم وانانيتكم الصغيرة وامتناعكم عن تشكيل حكومة تحاصرون وطنكم وتجوعون شعبكم.
وتابعت غريو تقول: لم نكن ننتظر هذا الاجتماع الذي تأخر لاطلاق صرخة انذار لنا نحن الحاضرين هنا. فالانهيار هو نتيجة لسوء الادارة المتعمد وليس نتيجة الحصار الخارجي. هو نتيجة مسؤولياتكم منذ سنوات، مسؤوليات الطبقة السياسية، هذه هي الحقيقة.
وقالت غريو ان العالم مد الشعب اللبناني على الفور باكثر من مئة مليون دولار ويجري العمل حالياً لعقد مؤتمر جديد لمساعدة هذا الشعب. وجاء كلامها شفافاً كشف الحقائق بصراحة، خصوصاً عندما اتهمت دياب نفسه بأنه لا يمارس واجباته، رغم ان حكومته هي لتصريف الاعمال، هناك واجبات عليها ويجب القيام بها ولكن دياب مستنكف عن ذلك.
كلام اثلج صدور الحاضرين بعدما كانوا قد استاءوا من التهم الباطلة التي وجهها دياب للعالم متجاهلاً ان سبب البلاء هو الطبقة السياسية الفاسدة.
كذلك تكلم السفير الكويتي بعد غريو فقال ان العرب لم يتخلوا عن لبنان، ولكن المسؤولية تقع على المسؤولين اللبنانيين. وهكذا فان دياب «بدل ان يكحلها عماها». فالحقائق لا يمكن تزويرها اياً كان الذي يريد تشويه الحقائق فزاد خطاب دياب الامر سوءاً وبهدلة».
وامعاناً في السير الخاطىء تململ دياب وفريقه من تأنيب السفيرة الفرنسية له وللطبقة السياسية سبب كل علة فعمدوا الى قطع البث المباشر لكي لا تسرسل غريو في نشر الغسيل السياسي، خوفاً من تأليب الناس، عليهم ولكن لا يعرفون ان الشعب اللبناني يعرف كل شيء عنهم وان محاولاتهم البائسة لتبييض صفحتهم تنقلب ضدهم تماماً كما حدث في هذا الاجتماع، فهل يخجلون ويعودون الى ضمائرهم فينقذون هذا الشعب المعذب؟