سياسة لبنانيةلبنانيات

الخبز والبنزين والكهرباء والدواء والغذاء في نظر السياسيين من الكماليات… فمتى تنتهي الام اللبنانيين؟

يبدو ان السلطة عندنا منشغلة بالمزيد من اذلال المواطنين، بعدما تعطل العمل السياسي وانصرف المسؤولون الى ادارة شؤونهم الخاصة بعيداً عن مصلحة الوطن، فتشكيل الحكومة معطل منذ عشرة اشهر واكثر وقد اصبح في نظرهم من الكماليات، وتقديم الخدمات للناس لم يعد من اختصاصهم وقد ملوا الشكاوى وباتوا يعتبرون ان هذا الشعب كثير المطالب. فهو يريد الكهرباء والمحروقات والدواء والمستشفى والحاجات المعيشية. فمن اين يأتي المسؤولون بكل هذه المتطلبات. اليس لديهم عمل سوى الاستماع الى النق؟
هذا هو الوضع القائم حالياً على الارض في لبنان. فالمسؤولون يديرون ظهورهم والناس يطالبون. قطعوا الكهرباء فتوقف كل شيء حتى وصل الامر الى المستشفيات وتهددت حياة المرضى، فيما السلطة تعتبر ان التيار الكهربائي اصبح من الكماليات ولا ضرورة لتأمينه بصورة دائمة. فساعة واحدة او على الاكثر ساعتان كل 24 ساعة كافيتان لتلبية حاجات المواطنين.
قطعوا المحروقات واذلوا الناس واوقفوهم ساعات وساعات تحت اشعة الشمس الحارقة منتظرين دورهم للحصول على ليترات معددة من البنزين، لا تشفي ولا تسد الحاجة للانتقال عند الضرورة، فكأن التنقل اصبح هو الاخر من الكماليات. قالوا يجب رفع الدعم عن البنزين والمازوت، والتزم المواطن الصمت ولم يعترض فرفعوا سعر صفيحة البنزين باكثر من 25 الف ليرة، وبقيت صفوف الذل. ولما سألنا عن السبب قيل لنا ان خطأ في الحساب وقع ويجب رفع السعر اكثر. وعاد يرتفع من جديد بحوالي عشرة الاف ليرة اخرى، ولكن صفوف الذل زادت وزاد معها القهر والعذاب لماذا؟ لا احد يجيب. ومن تريدون ان يجيب. وزير الطاقة الذي نصح المواطنين بالتخلي عن عدم ركوب السيارة واستخدام وسيلة اخرى على طريقة ماري انطوانيت التي قيل لها ان الشعب يتظاهر لانه لم يعد عنده خبز فقالت كلوا بسكويت، وكذلك اصبحت السيارة من الكماليات وتناسى الوزير انه لم يؤمن النقل المشترك ولا القطار ولا المترو ولا حتى الباصات للتنقل.
اما وزارة الاقتصاد المسؤولة عن مراقبة الاسعار فغائبة تماماً عن هموم المواطنين وحاضرة ابداً لتلبية طلبات رفع الاسعار. فوافقت على رفع سعر ربطة الخبز ثلاثة اضعاف وهي تستعد للمزيد. فلماذا الحصول على الخبز انه من الكماليات فانصرفوا عنه وصوموا، ففي الصيام منفعة صحية. والوزارة حاضرة لرفع سعر الكيلوواط بناء لطلب اصحاب المولدات بحيث باتت انارة لمبة تكلف مئات الوف الليرات. ولماذا الاضاءة والنور؟ يكفي ان المسؤولين منورون ونورهم يشع على العالم.
كذلك غابت وزارة الاقتصاد عن اسعار السلع الغذائية فجنت الاسعار مع زيادة اسعار المحروقات، واصبحت خيالية وفوق قدرة 95 بالمئة من اللبنانيين العاطلين عن العمل ولا مدخول لهم. ولماذا تناول الطعام انه في نظر السلطة من الكماليات. لقد تحول كل شيء عندهم الى كماليات، وباتوا يعتقدون ان الناس ليسوا بحاجة الى كل هذا البذخ، والافضل لهم ان يبقوا في العتمة فلا يرون الفساد والنهب والتهريب والسرقات. لقد اصبحنا في هذا البلد كل واحد يعمل لحسابه الخاص وفق مصلحته ولا رقيب ولا حسيب.
هذه الكوارث التي تحل باللبنانيين حولت حياتهم الى جحيم حقيقي. وكان يمكن ان يتم وضع حد لها بتشكيل حكومة انقاذ بعيدة عن المنظومة السياسية تبدأ بالاصلاحات، فيعود المجتمع الدولي الى لبنان وتعود المؤسسات المالية العالمية تدعم اقتصاده، وقد وعد الجميع بالمساعدة لانتشال الشعب المعذب من القهر. ولكن الطبقة السياسية لا تشعر لا بالعذاب ولا بالقهر، وهي ترى ان مصالحها اهم بكثير من هؤلاء الناس الكثيري المطالب. اذا اردتم الحل امّنوا مصالح الطبقة السياسية فتصطلح الامور.
تعقد المؤتمرات والاجتماعات وتحتل اخبارها المساحة الكبرى في وسائل الاعلام. وما ان تنتهي حتى يختفي الحديث عنها فلا نتائج ملموسة باستثناء الحكي والبيانات. فمتى تنتهي الام اللبنانيين؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق