دوليات

روسيا والصين وعسكرة الفضاء… تحديات أساسية أمام الحلف الأطلسي

يحتفل حلف شمال الأطلسي بالذكرى السبعين لتأسيس المنظمة بلندن في ظل خلافات خرجت إلى العلن بين الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا. ويواجه الحلف تحديات هائلة ما بين عسكرة الفضاء وعودة روسيا بزخم إلى الساحة الدولية وصعود الصين كقوة عسكرية.
يسعى أعضاء حلف شمال الأطلسي الـ29 لإبداء وحدة ظاهرية الأربعاء في الذكرى السبعين لتأسيسه في ظل الخلافات التي خرجت إلى العلن بين الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا.
ويواجه الحلف بعد ثلاثين عاماً على سقوط جدار برلين تحديات هائلة ما بين عسكرة الفضاء وعودة روسيا بزخم إلى الساحة الدولية وصعود الصين كقوة عسكرية. لكن اللقاءات انطلقت الثلاثاء في ظل تبادل الانتقادات عقب التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر أن الحلف الأطلسي في حال «الموت الدماغي»، داعياً إلى مراجعة  إستراتيجيته.
ودعا ماكرون إلى استئناف «حوار إستراتيجي» مع موسكو وطالب تركيا بتوضيحات حول عمليتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف الرئيسي للدول الغربية في المعركة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، متهماً أنقرة بالتعامل مع متطرفين قريبين من التنظيم.
وتهدد هذه التصريحات بإثارة أجواء من التوتر خلال جلسة العمل المقررة الأربعاء اعتباراً من الساعة 10:00 ت غ في منتجع فخم للغولف في واتفورد بضاحية لندن، والتي يتوقع أن يتركز البحث خلالها على المسائل الجوهرية بعد تبادل المجاملات مساء الثلاثاء خلال مأدبة عشاء أقامتها الملكلة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام، ثم في مقر الحكومة البريطانية مع رئيس الوزراء بوريس جونسون في خضم حملته الانتخابية.
ومن المفترض أن يصدر عن القمة إعلان يحدد مسرح عمليات الحلف ويأخذ بالتحديات التي يطرحها صعود الصين.

ماكرون «ليس لدينا التعريف نفسه للإرهاب»

وسيكلف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ بمهمة تقضي برسم إستراتيجية للحلف بوجه التحديات الجديدة وفي طليعتها الإرهاب الدولي. غير أن رسالة الوحدة تصطدم بالخلافات القائمة بين قادة الحلف الذي تأسس عام 1949، وذلك بالرغم من دعوة ستولتنبرغ إلى رص الصفوف.
وإذ شدد الرئيس الفرنسي على أن الإرهاب هو «العدو المشترك»، أبدى خلال لقاء مع الرئيس الأميركي «أسفه للقول إنه ليس لدينا حول الطاولة التعريف نفسه للإرهاب». وحين لفت الرئيس الأميركي إلى أن العديد من الجهاديين قادمون من أوروبا سائلاً ماكرون من باب المزاح إن كان يريد استرجاع بعضهم، رد الرئيس الفرنسي بنبرة جافة «لنكن جديين».
من جانبه، لم يخف ترامب استياءه حيال تصريحات ماكرون الذي وصف الحلف الأطلسي بأنه «في حال الموت الدماغي» وندد بعدم القيام بمراجعة استراتيجية حيال روسيا والإرهاب، فأكد الرئيس الأميركي أن هذه التصريحات «مهينة للغاية» و«مسيئة جداً»، مشيراً إلى أن «لا أحد بحاجة إلى الحلف الأطلسي أكثر من فرنسا».
وأوضح ماكرون أن الهدف من تصريحه كان تحفيز الحلف والتنديد بالقرارات الأحادية التي اتخذتها الولايات المتحدة وتركيا بدون تشاور والتي عرضت للخطر العمليات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» الجارية في سوريا بمشاركة قوات من فرنسا ودول حليفة أخرى.
واتخذت الانتقادات الموجهة لأنقرة التي كان يؤخذ عليها بالأساس شراؤها منظومة صواريخ روسية، منحى حادث دبلوماسي الأسبوع الماضي حين رد إردوغان على ماكرون بأنه هو نفسه «في حال الموت الدماغي».
وطلب الرئيس الفرنسي من أنقرة توضيح موقفها، لكنه لم يلق استجابة خلال اجتماع رباعي مع الرئيس رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وبوريس جونسون قبل بدء القمة.

فرانس24/ أ ف ب/ رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق