رئيسيسياسة عربية

اليمن: الحوار يتعثر والعداء مع ايران يتعمق

العناوين ذاتها، اما التفاصيل فمختلفة. هذا هو الاطار العام للتطورات التي تشهدها الساحة اليمنية. فالتطورات محكومة بكم من التقاطعات، خيوطها التدخلات الايرانية، ونشاط القاعدة، والتحركات الحوثية في الشمال، والجنوبية في محافظات عدن ومحيطها، والصعوبات التي تعترض الحوار الوطني.

هي تقاطعات يعتقد بعض المحللين انها محكومة بالخيوط عينها، وضمن اطار واحد يتمثل بمشروع لتقسيم البلاد الى دويلات عدة. وهي المعلومة التي يصر متابعون يمنيون على انها تسير بدعم اميركي مباشر.
الا ان تلك الفكرة تتقاطع مع مشروع الحوار الوطني الذي انطلق قبل اشهر عدة، والذي دخل مرحلته الثانية بقدر من التعثر، حيث يصر المسؤولون اليمنيون في الحكومة الانتقالية على ضرورة توفير سبل النجاح لجميع مقومات التوحد، في حين تشير معطيات يجري تسريبها الى ان الحوار يصطدم بعقبات كبيرة، ويعاني من بعض انواع التعثر.
ميدانياً، يتوقف المتابعون عند مواجهات متواصلة بين الجيش اليمني وتنظيم القاعدة، وعند تصعيد غير مسبوق بين الطرفين. وفي هذا السياق اشارت التقارير الى مقتل احد الزعماء القبليين من محافظة عدن على يدي اعضاء من تنظيم القاعدة.
وبحسب مصادر متابعة اطلق مسلحون ملثمون النار على الشيخ يسلم العنبوري، المدير السابق لمديرية المحفد في محافظة ابين، فقتلوه في الشارع لدى توجهه الى المسجد، في احد احياء عدن لصلاة الجمعة، وتمكن المهاجمون من الفرار.
وكانت مديريات عدة من محافظة ابين، ومنها المحفد، خضعت طوال سنة لسيطرة القاعدة، التي اخرجها منها في حزيران (يونيو) 2012 هجوم واسع النطاق للجيش. لكن الشبكة المتطرفة تواصل شنّ هجمات قاتلة على الجنود وقوات الجيش والامن انتقاماً منها ازاء تلك العملية التي اخرجتها من مواقع اعتقدت انها مقر ابدي لمشروع «امارتها» الاسلامية.
وفي سياق مقابل، أعلن مصدر عسكري يمني ان ستة اشخاص يعتقد انهم من مقاتلي تنظيم القاعدة قتلوا في غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار في جنوب اليمن. وقال المصدر نفسه الذي طلب عدم كشف هويته ان الغارة استهدفت سيارتين كانتا تقلان ستة من ناشطي التنظيم في بلدة المحفد في محافظة ابين جنوب اليمن.

غارة جوية
واوضح المصدر ان طائرة بدون طيار شنت غارة جوية على سيارتين تتبعان مقاتلي تنظيم القاعدة في منطقة وادي ضيقة الحدودية مع شبوة مما اسفر عن مصرع جميع من كانوا في السيارة وعددهم ستة.
الى ذلك، وفي مسار آخر، اختطف دبلوماسي ايراني خلال الاسبوع الفائت. وبحسب معلومات امنية فقد كان الدبلوماسي الايراني نور أحمد نيكبخت يسير في شارع قرب سفارة بلاده في حي الهدا جنوب العاصمة اليمنية، اعترضته مجموعة مسلحة واختطفته إلى مكان مجهول. وأكدت وزارة الخارجية الايرانية حصول عملية الخطف، وأعلن عباس ارقشي، الناطق باسم الخارجية الإيرانية ذلك. وأوضح مصدر في السفارة الإيرانية أنها لا تملك أية معلومات إضافية عن المسألة، ولا عن الخاطفين، الا أن شاهداً على العملية اتصل بالسفارة وأبلغها بما حصل. أما الشرطة اليمينة فتظن بشكل شبه مؤكد أن المسلحين الذين خطفوا الدبلوماسي الإيراني في وضح النهار واقتادوه إلى جهة مجهولة ينتمون إلى تنظيم القاعدة.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي اتصل بنظيره اليمني أبو بكر القربي لينقل له إدانة طهران هذا العمل غير الإنساني، وليدعو الحكومة اليمنية إلى التحرك الجاد سعياً للإفراج عن الدبلوماسي المخطوف.
في تلك الاثناء، لم يستبعد محللون سياسيون ان تكون عملية اختطاف الدبلوماسي الايراني عبارة عن مشروع مواجهات طائفية بين التيارين السني والشيعي، مشيرين الى ان ذلك يمكن ان يكون امتداداً للصراع المذهبي الناجم عن الربيع العربي والذي يمتد الى العاصمة اليمنية صنعاء.
وتشير التحليلات في هذا الصدد الى تداعيات التوتر القائم بين المتطرفين السنة والمتمردين الشيعة الحوثيين، والذي يتحول في الكثير من الاحيان إلى حرب ضروس من أجل السيطرة على مساجد في عاصمة اليمن.
وتشير التحليلات ايضاً الى المواجهة الدائرة بين الطرفين والتي كانت محصورة بمنطقة صعدة الشمالية، معقل جماعة «انصار الله» التي يتهمها خصومها بأنها أداة إيرانية، وحيث تدور معارك من وقت إلى آخر بين الحوثيين الزيديين والسنة من انصار حزب الاصلاح. لكن التوتر المذهبي وصل الى صنعاء مع بداية شهر رمضان، في العاشر من تموز (يوليو) الماضي، من خلال محاولة سلفيين متشددين السيطرة على مسجد إمامه زيدي، رداً على محاولة مماثلة قام بها «انصار الله» في مسجد آخر إمامه سني.

صدامات مسلحة
اندلعت الصدامات بالسلاح الأبيض، قبل ان تتطور إلى هجوم بالقنابل، أسفر عن وقوع خمسة جرحى. وقبل ذلك، لقي شيعيان مصرعهما واصيب أربعة آخرون بجروح بيد مسلحين مجهولين في صنعاء. وتجنباً لمزيد من التدهور المذهبي، في بلد جمره تحت الرماد، تدخلت السلطات لدى الطرفين لتهدئة النفوس، وحصلت منهما على تعهد بعدم استخدام القوة لفرض الشعائر الخاصة بهما في المساجد، بحسب وزير الاوقاف حمود عباد، الذي رد ما يحدث الى عمليات الاستقطاب السياسي التي تهدد بانقسامات خطيرة.
وبحسب تحليلات لمجريات الامور، فإن الخطر يكمن في بروز تشيع سياسي يحتذي بالنموذج الايراني، وهذا ما لا يمكن للشعب اليمني القبول به. ويشتبه المحللون بأن ايران التي تحاول بسط نفوذها في المنطقة تعمل على تغذية التوتر الطائفي الذي يتخذ بعداً دامياً في العراق ويهدد دولاً أخرى مثل لبنان وسوريا والبحرين. وقد بدا واضحاً ان كل تلك العوامل تؤدي الى معوقات لمشروع الحوار الوطني الذي يتوقف عند كل نقطة خلافية، والذي اصبح مضطراً للتعامل مع كل الملفات الخلافية، وتطوراتها على الساحة.
وفي موضوع مواز،  قام الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بزيارة الى الولايات المتحدة، التقى خلالها نظيره الأميركي باراك أوباما، وبحث معه علاقات التعاون بين البلدين وفي مقدمتها التعاون الامني والسياسي في مجالات مكافحة الارهاب، وتحديداً ارهاب القاعدة، والاطماع الايرانية في المنطقة. كما جرى التطرق الى موضوع الحوار الوطني وسبل انجاحه، كمحور للعملية الانتقالية التي تم التوافق عليها لاخراج البلاد من ازمتها. كذلك جرى التركيز على التطورات التي تشهدها المنطقة وسبل التنسيق من اجل تجاوز مخاطرها.

صنعاء- «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق