أبرز الأخباردوليات

مشروع لتجفيف مصادر تمويل التنظيم: واشنطن تهدد بمعاقبة مشتري «نفط داعش»

ضمن خطتها الرامية الى مواجهة تنظيم «الدولة الاسلامية»، اطلقت الولايات المتحدة مشروعاً لتجفيف مصادر تمويل تنظيم «داعش» الذي تصنفه بانه «التنظيم الارهابي الافضل تمويلاً في العالم». بهدف منعه من ادارة الاراضي التي سيطر عليها في سوريا والعراق.

وقال مساعد وزير الخزانة الاميركي المكلف مكافحة الارهاب ديفيد كوهين في خطاب القاه في واشنطن انه «باستثناء بعض التنظيمات الارهابية التي تحظى بدعم دول، فان – داعش على الارجح هو التنظيم الارهابي الافضل تمويلاً الذي نواجهه».
وبينما ندد بعمليات تهريب النفط والفديات الناجمة من عمليات الخطف والابتزاز كقواعد لتمويل التنظيم، اشار المسؤول الاميركي الى ان الولايات المتحدة تعزز تعاونها مع شركائها الاقليميين بهدف وقف تهريب النفط على الحدود وتحديد شبكات المهربين. واعتبر ان المعركة مع داعش معركة اميركية.
واضاف مساعد وزير الخزانة الاميركية ان ما يقوم به داعش هو تهديد «لمصالحنا» في العمق سواء افراد طواقمنا ومنشآتنا في العراق او مصالح شركائنا المقربين في المنطقة مثل لبنان او تركيا.
واضاف كوهين ان تنظيم داعش الذي استولى على اراض في العراق وسوريا يعمل على تحويلها الى موئل للارهاب، مشيراً الى ان حوالي 15 الف اجنبي من بينهم عشرات الاميركيين الذين توجهوا الى هذه المناطق.

اسعار مخفضة
يذكر ان النفط المستخرج من حقول سوريا والعراق والذي يتم تكريره في مصاف تم الاستيلاء عليها، يعاد بيعه باسعار مخفضة في السوق السوداء. وقد وفر ذلك حوالي مليون دولار يومياً للتنظيم منذ منتصف حزيران (يونيو)، كما اوضح كوهين.
وقال ايضاً ان هذا النفط يباع الى اكراد في العراق يعاودون بيعه لاحقاً في تركيا، لكنه اكد ان السلطات التركية والكردية في العراق التزمت مكافحة تهريب النفط.
وتحدث ايضاً عن مؤشرات الى ان هذا النفط يباع الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد، واصفاً هذا الامر بانه اشارة اضافية الى فساد النظام السوري.
ولفت كوهين الى ان الضربات الجوية الاخيرة بدأت باضعاف قدرات داعش على تحصيل عائدات من هذا التهريب، مشدداً على ان اي طرف يبيع النفط المسروق من جانب داعش سيتعرض لعقوبات مالية.
واضاف لسنا قادرين فقط على عزلهم من النظام المالي الاميركي وتجميد انشطتهم، بل سيواجهون ايضاً صعوبات جدية في العثور على مصرف بهدف ايداع اموالهم والقيام بعملياتهم.
واكد انه فخور بان وزارة الخزانة الاميركية هي واحدة من وزارات المال القليلة في العالم التي تملك وكالة استخباراتها الخاصة.
من جهة اخرى، اعتبر المسؤول الاميركي ان طموح داعش للسيطرة على مزيد من المناطق سيشكل عبئاً مالياً على التنظيم. وقال ان محاولة السيطرة على مدن واراض في العراق وسوريا وتأمين حد ادنى من الخدمات العامة للسكان الذين يسعى التنظيم الى اخضاعهم يكلفان غالياً، لافتاً الى ان الموازنة الرسمية العراقية للمحافظات التي يحتلها التنظيم حالياً تتجاوز ملياري دولار. معتبراً ان ايرادات النفط ليست كافية لتأمين جميع متطلبات ادارة تلك المناطق. واستشهد بحدوث انقطاعات للتيار الكهربائي في محافظة الموصل.
وتطرق الى قضية الخطف، حيث كرر كوهين ان داعش حصل على عشرين مليون دولار على الاقل من الفديات هذا العام. وحض كل الدول على رفض دفع تلك الفديات، مبدياً اسفه لكون داعش تلقى في الربيع الفائت دفعات عدة تقدر بملايين الدولارات مقابل الافراج عن صحافيين ورهائن من مختلف الدول الاوروبية.

تهديد اميركي
في الاثناء، هددت ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما بفرض عقوبات على كل من يشتري النفط من تنظيم الدولة الاسلامية في مسعى لتعطيل تمويل يقدم مليون دولار يومياً.
في المقابل، بدا واضحاً ان ضربات التحالف الدولي لم تتمكن حتى الآن من كف يد داعش عن حقول النفط، خصوصاً وأنه يتعذر ضرب تلك الآبار لما يمكن أن تلحق بالمدنيين من أضرار. وفي هذا السياق، أكد سكان ومسؤولون وتجار في قطاع النفط أن التنظيم المتطرف لا يزال يستخرج النفط في سوريا ويقوم ببيعه، وأنه طوع أساليبه في تجارة النفط على الرغم من الضربات الجوية التي تنفذها قوات تقودها الولايات المتحدة منذ شهر بهدف القضاء على هذا المصدر الكبير للدخل للتنظيم.
وعلى الرغم من أن الضربات التي تنفذها قوات أميركية وعربية استهدفت بعض المصافي المؤقتة التي يديرها سكان محليون في المناطق الشرقية التي يسيطر عليها داعش، فإنها تفادت الآبار الكبرى التي يسيطر عليها التنظيم.
ويقوض هذا فعالية الحملة، ويعني أن عناصر داعش لا يزالون قادرين على بيع النفط الخام، بما يصل إلى مليون دولار يومياً، بحسب ما يفيد عاملون في مجال النفط في سوريا ومسؤولون سابقون في قطاع النفط وخبراء في مجال الطاقة.
واكد احد كبار شيوخ العشائر في منطقة دير الزور الشيخ عبدالله الجدعان من بلدة الشحيل المنتجة للنفط ان داعش لا يزال لديه القدرة على افتتاح ابار جديدة، وانه قام مؤخراً بافتتاح عدد من الابار بحضور شيوخ عشائر، قائلا إن التنظيم يبيع النفط ويزيد عمليات التنقيب في آبار جديدة بفضل حلفاء من العشائر، ويستغل عدم قدرة العدو على ضرب حقول النفط.
ويشتري معظم النفط تجار محليون، ويلبي الاحتياجات المحلية للمناطق التي يسيطر عليها مسلحون في شمال سوريا، لكن بعض النفط المنخفض الجودة بعد تكريره بشكل بدائي يتم تهريبه إلى تركيا، حيث يبلغ السعر حوالي 35 دولاراً للبرميل «المكرر طبعاً»، ما أدى إلى انتعاش تجارة مربحة عبر الحدود.
إلى ذلك، واصل رجال أعمال سوريون محليون إرسال قوافل تضم ما يصل إلى 30 شاحنة تحمل النفط من الآبار التي يسيطر عليها داعش عبر مناطق يسيطر عليها المتشددون بسوريا في وضح النهار دون أن تستهدفهم الضربات الجوية. وسمح التنظيم للقوافل بالعبور بوتيرة أسرع عبر نقاط تفتيشية.

تعاون مع العشائر
ووفقاً لسكان يعيشون في مناطق يسيطر عليها داعش، يستغل التنظيم سيطرته لتعزيز علاقاته بالعشائر المحلية وليس لتحقيق الربح فحسب كما كان الأمر في السابق. ويسمح الآن لبعض العشائر البدوية في محافظة دير الزور باستغلال الآبار التي يسيطر عليها، مثل بئر الملح والخراطة ووادي جريب وصفيح وفهدة وغيرها من الآبار المتوسطة والصغيرة التي لا تستخدم في منطقة جبل بشرى.
وبينما حقق رجال أعمال محليون أرباحاً طائلة من تجارة النفط بشكل غير مشروع فإن الكثير من المدنيين الآخرين أصبحوا يعتمدون على السوق غير الرسمية التي نشأت منذ بداية الصراع في سوريا قبل أكثر من ثلاثة أعوام، وأصبح ذلك مصدراً مهماً للدخل لمئات الآلاف من الأسر في المناطق الريفية في شمال وشرق سوريا حيث تشرد الناس أو فقدوا وظائفهم. وتبنى هذه المصافي من قبل أصحاب أعمال خاصة بتكلفة ما بين 150 ألفاً و250 ألف دولار، وتصفي ما بين 150 و300 برميل يومياً من الخام الذي يوفره التنظيم.
ويقول تجار إن قصف هذه المصافي الأكبر ربما قلص القدرة على تصفية النفط بواقع ما بين 20 و30 في المئة لكن دون تأثير كبير على سوق الوقود المحلية حتى الآن. وتنتشر مئات المصافي الأصغر عبر مناطق واسعة من الأراضي التي يسيطر عليها المتطرفون، ما يجعل العثور عليها أمراً صعباً. ويقول خبراء وتجار إن هذه المصافي تواصل تصفية معظم النفط المستخرج.

مؤتمر
في مسار مواز، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان الكويت استضافت الاسبوع الحالي مؤتمراً يبحث سبل الحد من الحملات الهادفة الى تجنيد المقاتلين في العراق وسوريا وخصوصاً عبر الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي ان هذا المؤتمر فرصة لتبادل الافكار في شكل معمق بهدف تعزيز التعاون بين الشركاء في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المتطرف.
وجمع المؤتمر مندوبين من دول عربية عدة اضافة الى بريطانيا وفرنسا واميركا.
ومثل الولايات المتحدة مساعد وزير الخارجية للشؤون العامة ريك ستنغل ومنسق التحالف الدولي الجنرال المتقاعد جون آلن.
واضافت بساكي ان جميع الدول التي حضرت طالبت بتحرك اكبر.
ويزداد قلق الحكومات الغربية من عدد الشبان في اوروبا واميركا الشمالية الذين جندوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وتوجهوا الى سوريا للانضمام الى صفوف داعش.
وفي نهاية الاسبوع الفائت، تم اعتراض ثلاث فتيات من كولورادو في المانيا فيما كن يحاولن التوجه الى تركيا ومنها الى سوريا للالتحاق بالمقاتلين.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق