شي جينبينغ يشارك في القمة الأميركية حول المناخ

يبدو الصينيون والأميركيون مصممين على التعاون في مجال البيئة رغم نقاط التوتر بين البلدين، إذ أكدت بكين الأربعاء أن الرئيس شي جينبينغ سيشارك في القمة التي ينظمها نظيره الأميركي جو بايدن عبر الإنترنت هذا الأسبوع حول هذا الملف.
وتعتبر الصين والولايات المتحدة أول مصدرين للغازات ذات مفعول الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري. وبالتالي، فإن التفاهم بينهما أساسي لنجاح الجهود الدولية الجارية للحد من هذه الانبعاثات.
ودعا بايدن أربعين من قادة العالم بينهم شي جينبينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى القمة حول البيئة التي ينظمها عبر الفيديو الخميس والجمعة.
وتؤكد هذه القمة عودة واشنطن الى الخطوط الأمامية لمكافحة التغير المناخي بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من اتفاق باريس حول المناخ.
وأعلن بايدن منذ يومه الأول في البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) 2021 إعادة بلاده إلى هذا الاتفاق.
وأفادت وزارة الخارجية الصينية الأربعاء أن شي جينبينغ «سيلقي خطاباً مهماً… عبر الإنترنت من بكين» خلال القمة الافتراضية التي تبدأ الخميس، مبددا الشكوك المخيمة حول مشاركة الرئيس.
«تلميذ سيء»
يُظهر الأميركيون والصينيون عزما على طرح الخلافات بينهما جانباً بصورة مؤقتة للتعاون بشكل نشط في مجال المناخ.
وتتعارض مواقف البلدين حول جملة من المواضيع، فتنتقد واشنطن بكين بصورة خاصة حول نهجها حيال هونغ كونغ وسياستها تجاه تايوان ومعاملتها للمسلمين الأويغور في شينجيانغ (شمال غرب الصين) وفي مجال التجارة.
غير أن البلدين تعهدا السبت بـ «التعاون» حول التغير المناخي، في ختام زيارة قام بها المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري إلى شنغهاي والتقى خلالها نظيره الصيني شي شينهوا.
وباتت عودة الولايات المتحدة، ثاني أكبر مصدر لثاني أكسيد الكربون بعد الصين، إلى اتفاق باريس فعليّة منذ 19 شباط (فبراير).
وقال متحدث باسم الخارجية الصينية تشاو ليجيان الأسبوع الماضي منتقداً «ليست هذه في أي من الأحوال عودة مشرفة، بل عودة تلميذ سيء إلى مقاعد المدرسة بعدما تغيّب عن الدروس».
وعود
وفي غياب الولايات المتحدة خلال ولاية ترامب، لعبت الصين دوراً بارزاً إلى جانب الاتحاد الأوروبي في مكافحة التغير المناخي.
وحصد شي جينبينغ التصفيق في أواخر 2020 حين أعلن أن بلاده ستبدأ بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قبل 2030 من أجل أن تتوصل بعد ثلاثين عاماً على أبعد تقدير إلى «الحياد الكربوني»، ما يعني أن الكمية التي تمتصها من هذا الغاز تساوي الكمية التي تصدرها.
وتأكيداً لهذه الوعود، تعهد الرئيس الصيني الأسبوع الماضي بأن «الصين ستفعل ما تقول، وما ستفعله سيحقق أهدافها».
وإن كانت الصين من كبار مستهلكي الفحم الذي تستخدمه بصورة خاصة لتوليد الكهرباء، إلا أنها البلد الذي يوظف أكبر استثمارات في الطاقات الجديدة.
وصرح كيري خلال زيارته لشنغهاي «لا يمكننا تسوية هذه الأزمة المناخية من غير أن تجلس الصين إلى طاولة المفاوضات».
وإلى القمة حول البيئة التي يستضيفها بايدن، سيشهد العام 2021 محطات مهمة عدة في مجال البيئة، مع تنظيم قمة «كوب15» حول التنوع الحيوي في تشرين الأول (أكتوبر) في الصين، ثم قمة المناخ «كوب26» في تشرين الثاني (نوفمبر) في غلاسكو.
ا ف ب