تشكيل

مازن كرباج يطرح «الآن» عابثاً مرحاً


تحت عنوان «الآن» انطلق معرض مختلف  للفنان مازن كرباج في غاليري جنين ربيز –  الروشة ويستمر الى 6 نيسان (ابريل) 2013. ونقول انه مختلف لأن معرض «الآن» يتميز بالحقيقة عن معارض الفنان السابقة كما عن سائر المعارض بشكل عام، فهو لا يفترض موضوعاً واحداً للمعروضات، اذ نرى الطبعات والرسومات والصور والآلات التي اشتمل عليها المعرض لا علاقة لها ببعضها اي انها ليست جزءاً من سلسلة، وليس بالضرورة ان تكون لها اي ارتباطات الواحدة منها  بالثانية، لأن الحاضر او «الآن» قد يكون اي شيء او اي حالة وهو جد مختلف عما سبقه وما سيليه، حتى لو كان حدث منذ مدة قصيرة جداً.

عناصر الجذب مكتملة عند مازن كرباج، يكفي ان نبدأ من الموضوع المطروق: جديد هو وغريب وقد وفق الفنان في تقديمه وتجسيده بعفوية وتلقائية تفرضهما صفة الآنية والسرعة وروح العصر. واذا كانت هذه العفوية والتلقائية اللتان يشعر بهما المتلقي تقربانه من العمل، فإن صفتهما ليست كذلك وليست وليدة اللحظة عند الفنان بل نتيجة تفكير عميق وازن، الا انه وبفضل  خبرته وحرفيته استطاع ان يوحي بهذه الاجواء وقد ساعده اعتياده على السرعة وايصال الفكرة عبر اقصر طريق وهو المتمرس في الرسوم التي تشبه القصص المصورة، حيث تأتي رسوماته مباشرة، مختصرة، جذابة وفيها روح المزاح التي تقربه اكثر من الناس.

مرح ومزاح
مما لا شك فيه ان مازن كرباج وضع من روحه وطبعه وحبه للمرح والمزاح في هذا المعرض حتى بدا فنه في هذا المعرض كما في معارض سابقة كنتيجة لمن يمارس هواية، او بالاحرى يدل على ان صاحبه مثل طفل يعشق الاكتشاف، ويستطلع كل ما حوله، يفككه ويغوص فيه ويعيد تركيبه من جديد، كما يريد وكما يحلو له. وليس بالضرورة ان تكون النتيجة هادفة بالنسبة اليه،  او ان تحمل مدلولاً معيناً  بل ان ترضي رؤيته الفنية ومقاييسه الشخصية والذاتية جداً للجمالية الفنية. اذاً فان الاضافة الثانية التي يحملها معرض «الآن» انه يسلط الضوء على طبع الفنان العابث والذي يهوى الخروج عن النظام.

فوضى مستحبة
حين ننظر الى الرسومات والآلات المعروضة نشعر لوهلة انها حالة من الفوضى: الا انها الفوضى المستحبة وليست المنفرة او النافرة. والدخول الى معرض مازن كرباج يشبه الى حد ما الدخول الى العالم الخاص الحميم لصديق مقرب بدون اذن مسبق على غفلة منه،  فلا هو ينزعج لأنه لم يستعد ولم يحضر لاستقبالك ولا انت تشعر بأي احراج لانه يشعرك انه يحق لك  في اي وقت اقتحام عالمه بكل ما فيه من فوضى شكلية منظورة الا انها منظمة في الحقيقة وتعبر عن مشاعر واحاسيس ورؤى صاحبها الفنان الحساس.
هو الذي سبق ان  اظهر كل حساسيته وهزئه ومرارته المستترة حيال الحرب، من خلال معرض مشترك له مع والدته الفنانة والناقدة لور غريب، من خلال مجموعة رسومات عن حرب  تموز (يوليو) عرضت في الغاليري عينها : بينها  البسيط والمركب والمضحك – المبكي.
مازن كرباج مواليد 1975 يعيش ويعمل في بيروت. نشاطاته الاساسية رسوم هزلية وموسيقى، وله عشرة كتب وقصص قصيرة عديدة ورسومات متخصصة بالانتولوجيا (علم متخصص بتوثيق الاعمال الادبية شعراً ونثراً). رسوماته منتشرة في صحف ومجلات في لبنان واوروبا والولايات المتحدة.
عام 2009 ربح جائزة متحف نقولا سرسق – بيروت عن عمل صنعه بيده بالتعاون مع والدته الفنانة لور غريّب، وكانت له مشاركة فنية مؤخراً بمناسبة اعادة احياء مركز بيروت للمعارض. له معارض فردية وجماعية في لبنان وفرنسا وانكلترا واسبانيا والسويد والمانيا وسويسرا واستراليا والولايات المتحدة، وقد تميز بتوقيع في مهرجان ابو ظبي الفني حيث شارك عن غاليري جنين ربيز.

كوثر حنبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق