رئيسيسياسة عربية

مصر تشيع جثمان النائب العام والسيسي يتعهد «بعدالة ناجزة»

تعهد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء باجراء تعديلات قانونية تهدف إلى تحقيق «العدالة الناجزة» في جرائم الإرهاب وذلك أثناء مشاركته في تشييع جثمان النائب العام هشام بركات بعد يوم من وفاته متأثرا بجراح ألمت به في انفجار استهدف موكبه.

ووقع التفجير الذي أودى بحياة بركات قبل يوم من حلول الذكرى الثانية لاحتجاجات 30 حزيران (يونيو) التي اندلعت عام 2013 ودفعت الجيش لإعلان عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعدها بأيام قليلة.
وتشهد القاهرة اليوم الثلاثاء استنفاراً أمنياً بمناسبة الذكرى وزاد تفجير الاثنين من حالة التأهب الأمني خوفاً من وقوع هجمات أو اندلاع احتجاجات لمؤيدي الإخوان.
وقال السيسي في كلمة تلفزيونية «النائب العام يعني صوت مصر.. يعني اللي ضرب امبارح بيسكت مصر.. مصر محدش يقدر يسكتها.. لكن احنا منقدرش نعمل ده الا بالقانون».
وأضاف وهو يتوسط أسرة بركات «يد العدالة الناجزة مغلولة بالقوانين. احنا هنعدل القوانين اللي هتخلينا ننفذ العدالة في أسرع وقت ممكن… خلال أيام تتعرض القوانين.. قوانين الإجراءات الجنائية.. المظبوطة اللي تجابه التطور اللي احنا بنقابله.. احنا بنقابل إرهاب يبقي في قوانين تجابه ده».
وقال السيسي الذي تلا بيان عزل مرسي في الثالث من تموز (يوليو) 2013 حين كان وزيراً للدفاع «احنا بنجابه حرب ضخمة جداً وعدو خسيس».
وعقب وفاة بركات يوم الاثنين تعالت الأصوات المطالبة بتعديل قانون الإجراءات الجنائية لاختصار المدة الزمنية الطويلة التي تستغرقها محاكمات الآلاف من قيادات وأعضاء ومؤيدي الإخوان والمنتمين للجماعات المتشددة في قضايا تتصل بجرائم عنف وإرهاب.
لكن في المقابل حذر منتقدون من تعديل القانون حتى لا يتم الإخلال بحقوق المتهمين والدفاع.
وخلال الشهور الماضية صدرت أحكام بالإعدام والمؤبد على المئات من أعضاء ومؤيدي الإخوان بينهم مرسي والمرشد العام للجماعة محمد بديع لكن هذه الأحكام أولية وقابلة للطعن عليها وقد تستغرق الإجراءات القضائية سنوات حتى صدور أحكام نهائية بحقهم.
وقاطع رجل السيسي خلال كلمته وقال له «عايزين اعدامات يا ريس» لكن السيسي رد عليه قائلاً «احنا بننفذ قانون. حتصدر حكم بالإعدام هيتنفذ حكم بالاعدام.. هتصدر حكم بالمؤبد هيتنفذ حكم بالمؤبد».


وتواجه مصر إسلاميين متشددين في شمال سيناء قتلوا مئات من أفراد الجيش والشرطة منذ عزل مرسي.
والشهر الماضي دعا تنظيم ولاية سيناء المتشدد ذراع تنظيم الدولة الإسلامية في مصر أتباعه إلى مهاجمة القضاة مما يفتح جبهة جديدة في نشاطها الهادف لإسقاط الحكومة. والجماعة التي كانت تسمي نفسها أنصار بيت المقدس قبل مبايعتها الدولة الإسلامية العام الماضي هي أنشط الجماعات المتشددة في مصر.
وأقيمت صلاة الجنازة على جثمان بركات في مسجد المشير طنطاوي بشمال شرق القاهرة صباح الثلاثاء وعقب الجنازة أقيمت جنازة عسكرية له خارج المسجد تقدمها السيسي ورئيس الوزراء ابراهيم محلب وعدد كبير من الوزراء والقضاة والشخصيات العامة.
ورصد شاهد من رويترز تواجداً أمنياً مكثفاً عند محور المشير طنطاوي الذي يربط بين منطقتي مدينة نصر والقاهرة الجديدة بشمال شرق القاهرة حيث أقيمت مراسم الجنازة. واصطفت قوات من الجيش والشرطة على جانبي المحور .
وأظهرت لقطات تلفزيونية مراسم دفن الجثمان في مقابر أسرته بمنطقة المقطم في القاهرة.
وشهدت مداخل ومخارج القاهرة ومحطات مترو الأنفاق تكثيفاً أمنياً ملحوظاً.
وفوجئ ركاب المترو يوم الثلاثاء بإعلان غلق محطة مترو السادات المحورية التي تحمل اسم الرئيس السابق أنور السادات بعد أقل من أسبوعين من إعادة فتحها.
وأغلقت المحطة التي تقع بميدان التحرير بوسط القاهرة في آب (اغسطس) 2013 عندما سقط مئات القتلى من مؤيدي مرسي في فض اعتصامين بالقاهرة والجيزة وأعيد فتحها بعد نحو عامين يوم 17  حزيران (يونيو) الجاري.
وذكرت الوكالة الرسمية أن وزارة الصحة أعلنت حالة التأهب ورفع درجة الاستعداد بجميع المستشفيات في مختلف أنحاء الجمهورية.
وتشهد شوارع العاصمة سيولة مرورية ملحوظة بعد إعلان الحكومة يوم الاثنين منح العاملين في القطاعين العام والخاص إجازة رسمية يوم الثلاثاء.
وقالت مصادر أمنية يوم الاثنين إن قنبلة زرعت في سيارة تقف في جانب الطريق فجرت عن بعد لدى مرور موكب النائب العام بالقرب من منزله بحي مصر الجديدة في شمال شرق القاهرة. وليس هناك إعلان مؤكد للمسؤولية عن الهجوم.
وأصبح بركات (64 عاماً) أكبر مسؤول في الدولة يقتل منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي وأكبر مسؤول منذ اغتيال رئيس مجلس الشعب الأسبق رفعت المحجوب على يد متشددين إسلاميين عام 1990.
وزاد استهداف قضاة ومسؤولين كبار آخرين في الآونة الأخيرة من جانب إسلاميين متشددين مناوئين لحكومة السيسي بعد صدور أحكام قاسية على قادة جماعة الإخوان وأعضاء في الجماعة خلال الشهور الماضية.
وفي الشهر الماضي أيضاً قتل ثلاثة قضاة بالرصاص في هجوم في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء حيث تنشط جماعة ولاية سيناء. كما هوجمت في الآونة ألأخيرة منازل وسيارات مملوكة لقضاة وألقيت زجاجات حارقة على عدد من نوادي القضاة في أكثر من مدينة.
ويثير الهجوم الذي أودى بحياة بركات مخاوف من مزيد من الاضطراب الذي تشهده مصر منذ الانتفاضة الشعبية التي أطاحت الرئيس السابق حسني مبارك 2011 في وقت تحاول فيه السلطات إعادة الاستقرار وإتاحة الفرصة لإنعاش الاقتصاد.
ويشير التفجير أيضاً إلى خطر استهداف قيادات الدولة من قبل إسلاميين متشددين مثلما كان الحال في الثمانينيات والتسعينيات.

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق