دولياترئيسي

اعتداءات باريس: اليمين المتطرف يستثمر «خوف» الناخبين قبل الانتخابات المحلية

تشهد فرنسا في 6 و13 كانون الأول (ديسمبر) انتخابات محلية تعد آخر اختبار انتخابي قبل الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 2017. ويتوقع أن يحقق اليمين المتطرف بزعامة مارين لوبان فوزاً تاريخياً بعد ارتفاع رصيده في استطلاعات الرأي عقب اعتداءات باريس التي صدمت الرأي العام الفرنسي.

تواصل الأحزاب السياسية بفرنسا حملاتها الانتخابية تحضيراً للانتخابات المحلية المزمع إجراء دورتيها، الأولى والثانية في 6 و13 كانون الأول (ديسمبر)، وستشكل اختباراً أخيراً قبل الانتخابات الرئاسية عام 2017، لاختيار من سيخلف الرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند على سدة الحكم.
وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال أن يحقق اليمين المتطرف الذي تتزعمه مارين لوبان نجاحاً تاريخياً في هذه الانتخابات التي تجري في وضع حساس، حيث لا تزال فرنسا تحت وقع صدمة إثر الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها العاصمة باريس في الـ 13 تشرين الثاني (نوفمبر)، قتل فيها 130 شخصاً وتبناها تنظيم «الدولة الإسلامية».

الفوز بمناطق يسيطر عليها اليسار واليمين الوسط
فبعد النتائج المعتبرة التي حققها اليمين المتطرف في الانتخابات البلدية والأوروبية، يتصدر مرشحوه باقي مرشحي الأحزاب في مناطق فرنسية مختلفة، حيث تتقدم رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان، بفارق كبير، المرشحين في منطقة نور با دو كاليه- بيكاردي في الشمال فيما تتقدم ابنة شقيقها ماريون ماريشال لوبان في منطقة بروفانس آلب-كوت دازور في جنوب شرق فرنسا.
كما يحظى حزب الجبهة الوطنية بـ 27 إلى 30% من نوايا التصويت على المستوى الوطني في الدورة الأولى من هذه الانتخابات.
وتشير استطلاعات الرأي إلى إمكانية تحقيق المزيد من الانتصارات في مناطق أخرى حيث بات في الطليعة أو في منافسة شديدة مع المعارضة اليمينية.

العزف على أوتار «الخوف»
وهيمنت اعتداءات 13 تشرين الثاني (نوفمبر)، الأسوأ في تاريخ فرنسا، على حملة هذه الانتخابات المحلية، كما اعتبر الكثير من المحللين أن الجبهة الوطنية هي المستفيد الأكبر منها.
حيث قال جان فرانسوا دوريدو من معهد إيبسوس لاستطلاعات الرأي أن «الحزب المستفيد من هذه الأحداث هو حقاً الجبهة الوطنية»، على وقع لازمة «سبق وحذرناكم».
وتعزز خطاب حزب مارين لوبان القومي والمعادي للهجرة مع الكشف أن اثنين من الانتحاريين الذين نفذوا المجزرة في العاصمة الفرنسية دخلا فرنسا بعدما وصلا ضمن موجة المهاجرين الوافدين إلى اليونان.
أما الاشتراكيون الحاكمون فلم يستفيدوا حتى الآن من الارتفاع الكبير الذي سجلته شعبية الرئيس فرانسوا هولاند(+7 إلى +22 نقطة) في ظل التأييد الشعبي الكبير لسياسته الأمنية.
وفيما تتراوح نوايا التصويت للحزب الاشتراكي بين 22 و26% في الدورة الأولى من الانتخابات، فهو قد لا يحتفظ سوى بثلاث مناطق في حين أنه يترأس منذ انتخابات 2010 جميع المناطق باستثناء واحدة، ويترتب عليه تعبئة ناخبيه إن أراد تفادي هزيمة تتوقعها له معاهد الاستطلاعات منذ أشهر.
ويلعب الحزب الحاكم ورقة الوحدة الوطنية خلف فرانسوا هولاند غير أنه يعاني من فشل السلطة التنفيذية في احتواء البطالة التي باتت في مستوى شبه قياسي، حيث تشمل 3،59 ملايين شخص، بعدما سجلت في تشرين الأول (أكتوبر) اعلى زيادة شهرية منذ 2013.
كما يعاني الحزب الاشتراكي من ضعف يطاول بصورة إجمالية اليسار الذي يتقدم للدورة الأولى من الانتخابات منقسماً، غير أنه يأمل في أن ينجح في لملمة صفوفه في الدورة الثانية.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق