سياسة لبنانيةلبنانيات

سباق محموم لرفع الارقام قبل الجلسة وازعور وفرنجية يحددان موقفيهما

المعارضة والممانعة على تصلبهما والحل بالاتفاق على المرشح الثالث

على بعد يومين من موعد الجلسة النيابية الثانية عشرة لانتخاب رئيس للجمهورية، تصاعدت الخلافات وتعمقت الانقسامات وفشلت كل الجهود والنداءات التي يبذلها العقلاء في تهدئة الاجواء وتقريب وجهات النظر بين الاطراف المتصارعة على حساب مصلحة الوطن والمواطنين. وبات واضحاً ان الجلسة لن تشهد انتخاب رئيس، بل هي لتحديد الارقام والتوازنات وهذا ما يزيد الوضع سوءاً. فعسى ان يقتنع الجميع بعد يوم الاربعاء ان لا سبيل الى الخلاص وانقاذ البلد الا بالحوار والتفاهم. فلبنان التعددي لا يمكن ان ينهض الا بتضافر جهود جميع ابنائه ولا بد من طرح السؤال لو فرضنا ان احد الفريقين استطاع ان يوصل مرشحه الى قصر بعبدا هل يمكنه ان يحكم ونصف البلد رافض له؟ لذلك فان لبنان محكوم بالتفاهم، والا فالى انهيار كامل.
استمرت الاتصالات طوال عطلة نهاية الاسبوع، وهي ستستمر على مدى اليومين اللذين يسبقان الجلسة. ويركز الطرفان، كل من جهته، على محاولة استمالة النواب المترددين الذين لم يتخذوا موقفاً بعد، لرفع الارقام المؤيدة لهذا المرشح او ذاك، مع التأكيد على عدم الوصول الى انتخاب رئيس. وفي الوقت عينه تستمر محاولات اقناع الطرفين بالعودة الى لغة الحوار الذي اثبتت الاحداث ان لا بديل عنها.
في لقاء افتراضي قال الوزير السابق جهاد ازعور انه ليس مرشحاً معارضاً، بل انه منفتح للالتقاء والتحاور مع الجميع وقال انه ثابت في الانتماء لرؤيته ان يكون رئيساً لكل البلاد، وتعيين وزراء اصحاب كفاءة ليعمل مجلس الوزراء معاً، مشيراً الى اهمية وجود خطة اقتصادية واضحة وتحقيق الاصلاح. واكد انه لا يبغي المواجهة ولا يضع خطوطاً حمراء، بل يؤمن بان الشراكة هي الحل الاساسي.
وبمناسبة ذكرى 13 حزيران القى المرشح سليمان فرنجية كلمة قال فيها ان الظروف التي نمر بها الان تشبه ظروف مجزرة اهدن التي دفع ثمنها المسيحيون وكل لبنان. وشدد على انه يجب ان يطمئن المسيحيون ان الشريك في الوطن لا يريد الغاءنا، بل نحن نلغي بعضنا. ودعا فرنجية الى «ان نضع الاسماء كلها على طاولة حوار واحدة، ومن دون شروط مسبقة من احد»، مؤكداً انه لا يفرض نفسه على احد وعندما يتفق على مرشح وطني يكون عليه اجماع، لا مشكلة عنده. وقال تقاطعوا علي فقط ولا شيء يجمعهم، معتبراً ان التيار الوطني الحر لا يريد مرشحاً من المنظومة ولكنه جاء بازعور من صلب المنظومة.
واكد فرنيجة ان لديه رؤية واضحة لجميع الامور الدستورية والاقتصادية وغيرها، وانه ملتزم بالاصلاحات واتفاق الطائف وباللامركزية الادارية التي ينص عليها. وقال في قاموسي لا تعطيل في الحياة السياسية، وفي قاموسهم ما خلونا، مؤكداً ان الرئيس هو من يأخذ الموقف في عهده وليس بعد عهده، مشيراً الى انه سيكون رئيساً لكل اللبنانيين وليس لفريق معين، اذا وصل الى سدة الرئاسة، مشدداً على المسؤولية الوطنية الكاملة الواقعة على عاتق الجميع.
ما هو المتوقع بعد جلسة الاربعاء؟ ان المنطق يفرض على الجميع العودة الى لغة العقل ووضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار، والجلوس على طاولة حوار للتفاهم على رئيس انقاذي، ينتشل البلد من الجهنم التي يتخبط فيها.
والتحرك الداخلي ترافق مع حركة دبلوماسية مواكبة. فالسفير السعودي وليد بخاري غادر الى المملكة العربية السعودية للتشاور. وسفيرة فرنسا في لبنان، آن غريو تستعد للعودة من باريس، لمتابعة الاتصالات مع مختلف الافرقاء قبيل زيارة الوزير السابق جان – ايف لودريان، موفداً من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، للاطلاع على الاوضاع عن كثب ورفع تقرير اليه.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة بعد ظهر غد الثلاثاء لبحث قضية النازحين قبيل مؤتمر بروكسل الخاص بهذه القضية، وقد كلف رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بتمثيل لبنان في هذا الاجتماع. كذلك يغادر وزير المهجرين الى دمشق للبحث مع المسؤولين السوريين في قضية العودة.
انها ايام حاسمة على مختلف الصعد ولبنان يمر بادق مرحلة، فاما ان تسود لغة العقل ويقتنع الجميع بان لا سبيل الا بالتفاهم والا فنحن سائرون الى المجهول الاسود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق