دولياترئيسي

اسطنبول: الشرطة تعتقل أكثر من 150 طالباً وتستخدم الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين

لاحقت الشرطة التركية الثلاثاء مستخدمة الغاز المسيل للدموع متظاهرين في إسطنبول تزامناً مع مظاهرات طلابية مستمرة منذ أسابيع احتجاجاً على تعيين الرئيس رجب طيب أردوغان أحد الموالين لحزبه في منصب عميد لإحدى الجامعات المرموقة. واعتقلت الشرطة 159 طالباً عندما تصدت لمظاهرة كانت تنظم في جامعة البوسفور. وحاول متظاهرون الثلاثاء تنظيم مظاهرة في الجانب الآسيوي من إسطنبول واعتقلت الشرطة التركية ما بين 50 إلى 60 شخصاً في هذه المدينة مع حلول المساء.
أطلقت الشرطة التركية الثلاثاء الغاز المسيل للدموع وطاردت محتجين في شارع ضيق باسطنبول في وقت تتصاعد فيه مظاهرات طلابية منذ أسابيع احتجاجاً على قرار الرئيس رجب طيب أردوغان تعيين عميد لإحدى الجامعات.
وتشهد تركيا منذ أسابيع مظاهرات في حرم جامعات كبرى احتجاجاً على تعيين أردوغان أحد الموالين لحزبه، عميداً لجامعة البوسفور (بوغازيتشي) المرموقة في إسطنبول مطلع العام. واعتقلت الشرطة 159 طالباً عندما تصدت لمظاهرة كانت تنظم داخل الحرم الجامعي المسيّج ليل الاثنين.
وشاهد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية عناصر من الشرطة بلباس مدني وهم يجرون عشرات من الطلاب لدى محاولتهم التظاهر في شارع بوسط العاصمة أنقرة الثلاثاء.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت الدروع لتفريق نحو ألف شخص، كان البعض منهم يحملون أعلاماً ترمز لمجتمع المثليين دعماً للموقوفين، كانوا يحاولون تنظيم مظاهرة في الجانب الآسيوي من إسطنبول في وقت لاحق الثلاثاء. وقّدر مراسل وكالة  الأنباء الفرنسية  أن ما بين 50 إلى 60 شخصا أوقفوا في اسطنبول بحلول مساء الثلاثاء.
وأظهرت صورة تم تشاركها على منصات التواصل الاجتماعي متظاهرين وهم يرمون بأشياء على الشرطة، فيما كان عناصرها يتصدون لهم بالدروع.
وحظرت المظاهرة لأسباب مرتبطة بفيروس كورونا المستجد، لكن نواب المعارضة جاءوا مع ذلك للمشاركة.
وسمعت أصوات طرق أواني الطبخ في مختلف أنحاء المدينة المترامية مساء، بعدما طلب المنظمون من مؤيديهم إحداث ضجة لإظهار قوة.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو في تغريدة على تويتر السبت إنه جرى اعتقال «أربعة من المثليين المنحرفين» لقيامهم «بالتحريض على الكراهية» على خلفية تعليق الصورة.
واتخذت تويتر خطوة نادرة تمثلت بإخفاء التغريدة بتحذير بأنها تنتهك «قواعد المنصة المتعلقة بالكراهية»، على غرار ما فعلته لتغريدات للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قبل حظره من المنصة الشهر الماضي.
ونشر صويلو تغريدة جديدة الثلاثاء تساءل فيها لماذا يتعين على تركيا «التساهل مع المثليين المنحرفين».
وأخفت تويتر هذه التغريدة أيضاً تحت تحذير آخر من «محتوى كراهية» محذرة من أنه ينبغي الضغط مرة أخرى على التغريدة لقراءة ما قال الوزير.

تخريب

تذكر المظاهرات الشبابية باحتجاجات 2013 التي تفجرت رفضاً لمشروع تدمير متنزه في اسطنبول، قبل أن تمتد إلى أنحاء البلاد لتمثل تهديداً مباشراً لحكم أردوغان.
وكثيراً ما اعتمد الطلاب بشدة على تويتر لإيصال رسائلهم. وغالبية محطات التلفزيون والصحف التركية خاضعة لسيطرة حلفاء الحكومة، وبالكاد تحدثت وسائل الإعلام الرسمية عن التظاهرات. والعلاقة الوثيقة بين المتظاهرين وتويتر تزداد قوة يومياً على ما يبدو.
وتويتر هي إحدى المنصات القليلة التي رفضت طلب السلطات التركية تعيين ممثلين محليين لها يمكنهم تطبيق أوامر قضائية بسرعة لإزالة محتويات مثيرة للجدل. ومنعت تركيا تويتر من الحصول على عائدات الإعلانات الشهر الماضي.
وقد يؤدي الرفض المستمر لتويتر الانصياع إلى مطلب السلطات التركية، إلى تقليص القدرة على الوصول إلى المنصة داخل تركيا في حال نفذ المسؤولون تهديدهم بخفض النطاق الترددي لها بنسبة 90 بالمئة في أيار (مايو).
وقامت منصات رئيسية مثل فايسبوك وتيك توك بتعيين ممثلين محليين لها، ما سيتيح لها تجنب غرامات مستقبلية وتدابير حظر.
وتضاف تغريدات صويلو إلى الضغوط الاجتماعية على مجتمع المثليين في ظل حكم أردوغان المحافظ.
ورغم أن القانون في تاريخ تركيا الحديث يبيح المثلية الجنسية، إلا أن المسيرة السنوية للمثليين في إسطنبول محظورة منذ 2016.  واتهم أردوغان الاثنين المتظاهرين المثليين بـ «التخريب». وقال أمام أنصاره «لن نوجّه إلى المستقبل شباباً من مجتمع الميم بل شباباً يكونون جديرين بتاريخ هذه الأمة المجيد». ولم يعلق صويلو علناً على قرار تويتر إخفاء تغريداته.

فرانس 24 / أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق