تشكيل

المعرض الفردي الاول لجان لوك مولان في لبنان

نظم مركز بيروت للفن المعرض الفردي الاول في لبنان للفنان «جان لوك مولان»، لكن ان كان هذا المعرض هو  الأول له في لبنان إلا أن تجربته في هذا البلد كانت بدأت منذ أكثر من عقد تقريباً، ذلك ان مولان زار لبنان عامي 1999 و2002  وأنتج مجموعة صور في مدينة صيدا تألفت  من مشاهد وبورتريهات لأفراد التقى بهم وتعرّف عليهم خلال زيارته للمدينة، وعلقت على جدران المدينة القديمة، مستحضرة العلاقة المعقّدة ما بين المساحات الخاصة والعامة مما يتيح للمقيمين استعادة الذكريات.

التصوير الوثائقي
جان لوك مولان فنان معروف كمصوّر وبالأخص بسبب مجموعته «منتجات اضراب» 1999-2000، ومنتجات من فلسطين 2002-2005. ومما لا شك فيه ان نهجه الوثائقي في التصوير الفوتوغرافي  ساهم  في التساؤل عن وظيفة الصورة وسياساتها بالإضافة الى العلاقة ما بين المصوّر والموضوع والمشاهد. ومعروف ان  مولان اصبح منذ أواخر التسعينيات ملتزماً، وكما يظهر في هذا المعرض، في انتاج أجسام على شكل أغراض ورسومات كردة فعل على تزايد اللامادية في العمل. بالرغم من ذلك نرى ان  الحدود  تختفي ما بين هذه الأجسام والصورة.
ويتابع الفنان استعمال التصوير كأداة بحث  فيقدم  في هذا المعرض أعمالاً بوسائط مختلفة من الصور الفوتوغرافية، الى رسومات بحبر «بيك» وأجسام على شكل أغراض وفيديوهات بالإضافة الى مجسم انتجه خصيصاً للمعرض. وبالرغم من أن هذا المعرض غير استعادي لأعمال مولان إلا أنه يضم بعضاً من أعماله التي قام بها في مراحل مختلفة من حياته الفنية، وينقسم معرضه الى أربعة اجزاء: الأول يضم أعمالاً تبحث في الجسد وعلاقته بالمساحات الخاصة والعامة، والثاني يقودنا الى التفكير في وسائل وعملية الانتاج الصناعي مشدّداً على «مفهوم النموذجي» في الجزء الثالث، حيث وضعت التشكيلات الفنية المصنوعة يدوياً في حوار مع الصور الفوتوغرافية التي يعتبرها الفنان «وثائق»، فيما يختتم المعرض بمجموعة رسومات وفيديوهات تدور حول المشاهدات والحركات الأدائية واعادة التفكير في الأمور اليومية الدنيوية، وفي هذا ينطلق الفنان  من مفهوم السبعينيات «الفن كلغز» فيتبع نهجاً فاصلاً ورافضاً للأفكار المعروفة بوضوح، بالاضافة الى أنه يعالج مواضيع مختلفة.

الهوية بدلاً من الفكرة
وفي هذه الأعمال المعروضة يواجه الفنان المشاهد بالنموذجي والفردي كما بالجانب الأدائي لتشكيل الهوية بدلاً من تحديد فكرته، فيفسح المجال أمام المشاهد للتأويل كما تشغل فكرة مولان التوترات والنزاعات والمسلمات والمرفوضات في الأنظمة التي تسيطر على حياتنا، بدءاً من الاقتصاد وصولاً الى الثقافة. يقال أن الفنان ينتج حيلاً للحقيقة وتشكيلات فنية مصنوعة يدوياً ومساحات بهدف اختبار المشاهد بخيارات واختيارات، بهذا المعنى نجد أن العديد من أعماله مصاغة في المستقبل، مشيرة الى احتمال تغيير جذري يمكن إدراكه أو لا.
ولد جان لوك مولان عام 1955، درس الجماليات وعلوم الفن في جامعة «السوربون» في باريس، شارك في دوكومنتا 10 (1977) وبينالي تليييه (2004) ومؤخراً أول بينالي دولي للصورة في لوانج برابانج في لاوس (2007) وبينالي الشارقة (2010)، نظمت بعض المؤسسات معارض فردية لأعماله منها مركز الفن المعاصر في جنيف (2004) ومتحف اللوفر في باريس (2005) وCulurgest في لشبونة (2007) وcair dart متحف للفن المعاصر في نيم (2009) وDiabeacon في نيويورك (2011) وأكسفورد للفن الحديث (2012).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق