تحقيق

شعب الدانمارك الأكثر سعادة على وجه الأرض

من هي أسعد الشعوب على وجه الأرض؟  هو شعب الدانمارك التي تصدرت مؤخراً قائمة دول العالم الأكثر سعادةً وفقاً لتقرير السعادة العالمي لعام 2013، الذي تعده شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة. فللعام الثاني على التوالي ومنذ إطلاق أول مسح دولي شامل عن السعادة من قبل الأمم المتحدة في عام 2012، يأتي الدانماركيون في المركز الأول بين شعوب العالم، تلاهم الفنلنديون، والنروجيون فالهولنديون، فيما جاء الشعب الاماراتي في صدارة الشعوب العربية الأكثر سعادة، والـ 14 عالمياً، متقدماً 3 مراتب مقارنة مع العام الماضي، اما الشعب السوري فحل في المركز الاخير في عداد الشعوب الأقل سعادة…

 

 


هو المسح الثاني للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين الشعوب يرتكز على قياس مدى شعور الفرد بالسعادة والرضا والتفاؤل في حياته. ويصنف التقرير أكثر من 150 بلداً وفقاً لـ «نقاط تقويم الحياة» بما في ذلك مجموعة متنوعة من العوامل المؤثرة كمثل الثروة والفساد الحكومي  والحرية السياسية والأمن الوظيفي. ويخلص الى أن الدانمارك تقلدت المركز الأول بين شعوب العالم الأكثر سعادة للسنة الثانية على التوالي، حيث تصدرت القائمة في عام 2012، وحصلت على أعلى الدرجات مجتمعة على مقياس من صفر إلى 10 آنذاك.

من الدانمارك الى لبنان
ويأتي تقرير السعادة العالمي 2013 بتحليل اكثر تفصيلاً في محاولة لتوجيه صناع القرار لاتخاذ رفاهية المواطنين بعين الاعتبار عند اتخاذ القرارات. وقد وجد أن السعادة تعني أن الناس يعيشون حياة أطول، ولديهم حياة أكثر إنتاجية، وأرباح أعلى، وبعبارات عامة تشير الى ان المواطنين «يعيشون على نحو أفضل».
وقامت شبكة حلول التنمية المستدامة للأمم المتحدة بتجميع التقرير باستخدام بيانات الناتج المحلي الإجمالي بالنسبة الى الفرد ومتوسط العمر المتوقع الى الانسان وعوامل مثل وجود شخص ما يعتمد عليه المرء، وحرية القيام بخيارات في الحياة والكرم والتحرر من الفساد لتحديد مستويات السعادة.
ويصدر التقرير عن معهد الأرض من جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة، وقد غطى في نسخته الثانية 156 دولة. واستند ترتيب الدول على مسح غالوب العالمي (Gallup World Poll) الذي يستطلع رأي الأفراد في تقويمه لمستوى المعيشة والرضا عن الحياة من درجة صفر (الأقل سعادة) إلى 10 (في غاية السعادة).
ويوضح التقرير أنه يمكن قياس السعادة بمدى شعور الأفراد بالسعادة والرضا في حياتهم، والدول الأكثر سعادة غالباً ما تكون الدول الأكثر ثراء إلى مدى معين، إضافة إلى عوامل أخرى مساعدة مثل الدخل الإضافي والدعم الاجتماعي، وغياب الفساد ومستوى الحرية التي يتمتع بها الأفراد، لكنه اكد بأن الثروة المالية ليست السبب الاول والاساسي للسعادة بل الحرية السياسية و غياب الفساد.
وأكد معدو التقرير ان العوامل الاجتماعية هي الأكثر اهمية بالنسبة الى السعادة مثل قوة الدعم المجتمعي ومستوى الفساد والحرية التي يتمتع بها الفرد. كما ان المحاور الاساسية في هذا التقرير تتضمن محور التعليم والصحة والطبابة وكذلك التنوع الثقافي والبيئي والمستوى المعيشي.

من الدانمارك الى لبنان
تقرير الامم المتحدة عرض اذاً لحال السعادة في 156 دولة حول العالم حازت الدانمارك على الصدارة وتلتها النروج ثانية، ثم سويسرا ثالثة فهولندا رابعة واتت السويد خامسة.
وحلت كندا في المرتبة السادسة وبعدها فنلندا وجاءت استراليا في المرتبة العاشرة بعد النمسا وايسلندا اللتين حلتا في المرتبة الثامنة والتاسعة. هذه الدول معظمها تعيش استقراراً سياسياً واجتماعياً كما ان الدخل الفردي جد مرتفع والتعليم والتطبيب شبه مجانيين.
اما الولايات المتحدة الاميركية فجاءت في المرتبة الـ 17 بعد بنما والمكسيك.
ويذكر ان اسرائيل سبقت جميع الدول العربية لتحل بالمرتبة 11 عالمياً في قائمة الشعوب الأكثر سعادة في العالم، فيما احتلت الامارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً والمرتبة 14 عالمياً، وجاءت سلطنة عمان في المركز الـ 23 وتلتها قطر في المرتبة الـ 27 فالكويت في الـ 32 ثم السعودية في المرتبة الـ 33، اما لبنان فحل في المرتبة 79 بعد الجزائر، ليبيا والبحرين، وتلاه المغرب في المرتبة 99، العراق 105، فلسطين 113، بينما جاءت مصر في المركز الـ130 وفقاً للتقرير.

الأقل سعادة
وعرض التقرير لحال الشعوب الأقل سعادة، مشيراً الى أن المواطنين الأقل شعوراً بالرضا عن حياتهم يعيشون في رواندا، وبوروندي، وجمهورية أفريقيا الوسطى وبنين وتوغو وجميع الدول في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وكان لافتاً حلول سوريا في اسفل القائمة، في المرتبة 148، متقدمة على جزر القمر (150)، بين الدول الأقل سعادة.

الدانمارك «الخضراء» الاكثر سلماً والاقل فساداً
يذكر أن مؤشر السلام العالمي لعام 2009 وضع الدانمارك في المرتبة الثانية بعد نيوزيلندا كأكثر البلدان سلماً. ففي عام 2009 أيضاً صنفت الدانمارك واحدة من الدول الأقل فساداً في العالم وفقاً لمؤشر الفساد لتحتل المرتبة الثانية فقط بعد نيوزيلندا.
وتحتفظ النروج بنموذج الرعاية الإسكندنافية بوجود نظام رعاية صحية عالمي ودعم نظام التعليم العالي ونظام شامل للضمان الاجتماعي. كما صنفت النروج في المرتبة الأعلى بين جميع البلدان في مجال التنمية البشرية للفترة الممتدة بين سنتي 2001 و 2007 ومرة أخرى في عام 2009.
كما صنفت الدانمارك في المرتبة العاشرة عالمياً من حيث «الحياة الخضراء» في مسح لمجلة «ريدرز دايجست» عام 2007. وتعرف العاصمة الدانماركية كوبنهاغن بكونها واحدة من أكثر المدن الصديقة للبيئة في العالم.

افضل مدن العالم واسوأها معيشة
وعلى خط آخر وبالتزامن مع صدور تقرير السعادة العالمي لعام 2013، اصدرت وحدة تقصي المعلومات في مجموعة الإيكونومست دراسة حديثة عرضت لأفضل المدن معيشة في العالم، منطلقة من المعاناة والصعوبات المتعددة التي عاشتها معظم مدن العالم منذ عام 2008، والتي تعود بشكل جزئي إلى الاضطراب المدني في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فضلاً عن التراجع الذي شهدته المدن من أوروبا حتى أيسلندا، ومع ذلك، لا يبدو المشهد وفق الدراسة قاتماً لأكبر 140 مدينة في العالم، إذ إن السنوات الـ 5 الماضية أسفرت عن حدوث بعض المتغيرات الإيجابية في مستوى المعيشة، كمدينة بوغوتا الكولومبية، التي شهدت تحسناً كبيراً من حيث مستوى المعيشة، مع انحسار لافت لعمليات الخطف والعنف وتجارة المخدرات.
وفي أفريقيا، بالرغم من النزاع القائم هناك حول الانتخابات الحالية، إلا أن الاستقرار إجمالاً ساعد في تحسن الأوضاع  وهي تسير نحو الأفضل تدريجاً.

الارهاب يلقي بظلاله
وذكر جون كوبستيك، محرر الدراسة الصادرة عن وحدة تقصي المعلومات في مجموعة الإيكونومست، في بيان صحافي مؤخراً: «يبقى مستوى المعيشة في المدن ثابتاً من سنة الى اخرى في غالب الأحيان. لكن بالنظر إلى التغير الحاصل على مدى فترة طويلة، نجد أن بعض التغيرات الخطيرة تنشأ هنا وهناك. وفي حين أن الإرهاب كان صاحب الأثر الأبرز على الكثير من المدن في العقد المنصرم، نرى أن الاضطراب المدني الدائر حالياً، هو ما يلقي بظلاله بالدرجة الأكبر على مستوى المعيشة في العقد الحالي». لهذا فمن الطبيعي أن تكون أفضل المدن في العالم المدرجة ضمن قائمة وحدة تقصي المعلومات، هي تلك الأكثر تمتعاً بالأمن والاستقرار.
من جهة أخرى، تتصاعد وتيرة جرائم العنف في المدن التي تحتل المراتب المتقدمة على القائمة؛ ففي ملبورن وفانكوفر، وصل معدل جرائم القتل تباعاً إلى 2،7 % و2،5 % لكل 100 ألف مواطن بين عامي 2010-2011. أما في فيينا، المدينة التي يقطنها نحو 1،7 مليون نسمة، فقد أبلغ عن وقوع 18 جريمة قتل فقط في عام 2010، أي بنسبة نحو 1،06% لكل 100 ألف مواطن.

عيش متعب وباهظ الثمن
وفي مدينة نيويورك، بلغ معدل جرائم القتل نحو 6،4 % بين عامي 2010-2011، غير أن المعدل على مستوى الولاية كلها كان أقل بكثير، بواقع 4،5 % لكل 100 ألف. كما تفيد الوحدة بأن المراكز التجارية العالمية مثل نيويورك تكون ضحية نجاحاتها غالباً، إذ يغدو نمط الحياة في مثل هذه المدينة الكبيرة البراقة باهظ الثمن. كما أن القاطنين في نيويورك ولندن وباريس وطوكيو لا يتمتعون جميعهم بحياة الرفاهية التي تعد بها تلك المدن، والتي تعاني ارتفاعاً في مستويات الجريمة والازدحام ومشكلات النقل العام، مما يجعل العيش معها متعباً ومكلفاً. ويثير هذا الوضع تساؤلات عدة حول مقدار المال الذي يتوجب على المرء أن يجنيه في هذه المدينة أو تلك ليتمكن من العيش فيها، إذ ربما يضطر الناس أحياناً إلى السكن في مكان بعيد، وقضاء ساعات في التنقل يومياً من وإلى العمل. وبالتالي فكل هذه العوامل تشترك في تصنيف أفضلية هذه المدن.

الأفضل معيشة
وفي ما يلي أفضل مدن العالم معيشة حسب قائمة وحدة تقصي المعلومات في مجموعة الإيكونومست:

1– ملبورن، أستراليا
لا عجب أن أثرياء الصين يتهافتون على شراء العقارات فيها، فهي تضم مدارس رائعة وتتمتع بطقس مثالي وبنية تحتية عظيمة.

2- فيينا، النمسا
عانى اقتصاد هذا البلد من جراء الأزمة المالية الأوروبية، لكن أداءه يظل مساوياً لأداء النظام الاقتصادي في ألمانيا بشكل عام. وتعد هذه المدينة الصغيرة أفضل للمعيشة من حيث تدني النزاعات السياسية.

 


3- فانكوفر، كندا
تعد أفضل من سابقاتها، من حيث طقسها الجميل وهوائها المنعش، وكثرة اليخوت والمناظر الخارجية الساحرة. وهي مدينة نصفها هوليوودي، ونصفها الآخر يضم جمال شمال غرب الباسيفيك. ولا تتفوق عليها سوى فيينا وملبورن.
4- تورينتو، كندا
حين تتجول في هذه المدينة، تبدو لك كأنها دبي أميركا الشمالية، إذ تنتشر فيها ناطحات السحاب على مد البصر. كما تتفوق على كالغاري من حيث مستوى الثقافة.
5- كالغاري، كندا
تمتاز بطقس أكثر برودة من نظيرتها أديليد. وفي حين سجلت كالغاري نقاطاً أعلى من حيث استقرارها الاقتصادي، كانت نقاطها المتعلقة بالثقافة والبيئة أدنى نسبياً.
6- أديليد، أستراليا
تعد واحدة من أفضل المدن في العالم. فمن بين 140 مدينة شملها التصنيف جاءت أديليد في المرتبة الـ 5 مناصفة مع المدينة الكندية: كالغاري.

والأسوأ…
وفي ما يلي أسوأ 6 مدن معيشة في العالم، حسب تصنيف الإيكونومست:
1- دمشق، سوريا
تعاني هذه المدينة العتيقة من الاضطراب المدني، كما تلاحقها شائعات الحرب. ولا غرابة في أن يهوي تصنيفها بنسبة 20% في القائمة، لتستقر في المرتبة الأخيرة.
2- داكا، بنغلاديش
تشتهر بتفشي الأمراض وسوء الرعاية الصحية وقدم البنية التحتية.
3- بورت مورسبي، بابوا غينيا الجديدة
هذه المدينة هشة سياسياً واقتصادياً، ومعاييرها التعليمية متدنية وبنيتها التحتية متهالكة. ويأتي تصنيفها من حيث الثقافة والبيئة أقل من هراري ولاغوس، بالرغم من أنها مثالية للسياح القادمين من جنوب شرق آسيا.
4- لاغوس، نيجيريا
يتعين على هذه المدينة التجارية أن تقطع شوطاً طويلاً على صعيد التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي، كي تستطيع الانضمام إلى أبرز المدن في الأسواق الناشئة. وتعاني لاغوس من الفقر وانعدام الأمن، وتحتل المرتبة 137 من أصل 140 مدينة في القائمة، إلى جانب مدينة بورت مورسبي.
5- هراري، زيمبابوي
بالرغم من أنها تشهد تحسناً ملحوظاً، لا تزال هذه المدينة من بين الأسوأ على مستوى العالم، فقد جاءت في المركز 136 من أصل 140 مدينة شملها التصنيف.
6- القاهرة، مصر
أدى الاضطراب المدني في مدن مثل القاهرة، إلى التأثير سلباً على المراكز الحضرية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وفي حين ينعم بعضها بتحسن نسبي مقارنة بالفترة الماضية، ينحدر بعضها الآخر نحو الأسوأ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق