سياسة عربية

السودان: محاولات يائسة لتجاوز الازمة بين البشير والمعارضة

تشير التقارير الواردة من العاصمة السودانية الخرطوم الى ان الرئيس عمر البشير اضطر لاتخاذ سلسلة من المواقف التي تفسر بانها «انحناءات» امام العاصفة التي شكلتها المعارضة امام نظام حكمه.

في الوقت الذي دعا الى حوار شامل مع المعارضة، اصدر اوامر للجيش والشرطة من اجل مواجهة أي حراك يخرج الى الشارع، ومواجهة أي تشكيل يمكن ان يحدث ظاهرة احتجاجية يتم البناء عليها، وفي الوقت نفسه لجأ الى محاورة معارضين له لم يلتق بهم منذ سنوات طويلة.
فقد استخدمت الشرطة السودانية القنابل المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة للمعارضة، وذلك على الرغم من دعوات الحكومة الى حوار وطني. وافادت تقارير اخبارية ان حوالى 200 عضو في احزاب معارضة، بينها الحزب الشيوعي وحزب المؤتمر السوداني، تجمعوا في شمال الخرطوم (الخرطوم بحري)، التي تعتبرالمدينة التوأم للعاصمة، وهتفوا مطالبين بـ «الحرية والعدالة».
واستخدمت الشرطة لتفريقهم الهراوات وقنابل الغاز، في حين عمد بعض المتظاهرين الى رشقها بالحجارة.

متظاهرون
ونزل المتظاهرون الى الشارع في ختام اجتماع في مقر حزب المؤتمر جرى خلاله بحث الوضع في بلدهم الذي يشهد حركات تمرد مسلحة وفقراً مستشرياً واضطرابات سياسية. واضطر الحزبيون لعقد اجتماعهم في داخل مقر الحزب، بعدما منعتهم الشرطة من عقده خارجه كما كانوا يريدون. واتى قمع هذه التظاهرة بالرغم من دعوة الرئيس السوداني عمر البشير في كانون الثاني (يناير) الماضي الى حوار سياسي وطني يقود الى «نهضة» اقتصادية وسياسية. وقد وافق عدد من الزعماء المعارضين على لقاء البشير، وآخرهم حليفه السابق حسن الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبي والذي التقاه الجمعة. لكن عدداً آخر من الاحزاب المعارضة، مثل الحزب الشيوعي والمؤتمر السوداني، رفض لقاء البشير قبل ان ينفذ سلسلة مطالب ابرزها الغاء القوانين التي تقيد الحريات وتشكيل «ادارة انتقالية».
في الاثناء، التقى الرئيس البشير رسمياً الجمعة حليفه السابق حسن الترابي وذلك للمرة الاولى منذ 14 عاماً وفي الوقت الذي تمد فيه الحكومة اليد للمعارضين بعد دعوات للاصلاح. وعلا محياً الرجلين الابتسام لدى وصولهما الى مبنى رئاسي حيث دار اللقاء بحضور وفدين مهمين.
ويحاول البشير مد يده الى المعارضة التي ينتمي اليها حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الترابي في اطار سياسة «النهضة» المعلنة في كانون الثاني (يناير) في الوقت الذي تشهد فيه البلاد العديد من حركات التمرد وازمة اقتصادية عميقة وسط عزلة دولية.
لكن معارضي الرئيس يرون ان عرضه الحوار ليس الا وسيلة للبقاء في الحكم دون تسوية حقيقية للمشاكل الكثيرة للبلاد.
وقال البشير ادم رحمه المسؤول في المؤتمر الشعبي اثر اللقاء الذي استمر 90 دقيقة «نحن متفقون على ان الحوار الوطني يجب ان يبدأ على الفور».

حسن الترابي
وكان حسن الترابي من الشخصيات الاساسية المشاركة في انقلاب 1989 المدعوم من الاسلاميين والذي وصل على اثره البشير الى السلطة. وعرف السودان في تلك الفترة بمنحه اللجوء للناشطين الاسلاميين وبينهم بالخصوص زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي استقر بالسودان بين 1991 و1996.
وادى صراع على السلطة بين البشير والترابي الى اقالة هذا الاخير بعد عشر سنوات من حزب المؤتمر الوطني الحاكم، فأسس القيادي الاسلامي حسن الترابي حينها المؤتمر الشعبي وتحول الى اشد معارضي البشير وسجن مراراً.
ومع ان الرجلين التقيا بشكل غير رسمي منذ القطيعة بينهما فان لقاء الجمعة هو اول لقاء رسمي ويأتي قبل انتخابات مقررة العام الحالي. وانضم الى لقاء البشير والترابي الجمعة علي عثمان طه الذي كان استقال من منصب نائب الرئيس في كانون الاول (ديسمبر) ونافع علي نافع القيادي الاسلامي الذي كان تولى منصب مستشار الرئيس.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق