سياسة عربية

اليمن: هادي يتحدى الصعاب ويعيد هيكلة الجيش

بينما يتداول اليمنيون معلومات تشير الى ان الرئيس السابق علي عبدالله صالح قرر الهجرة، وانه بدأ يفكر جدياً باختيار منفى له، تقول معلومات اخرى انه يواصل نشاطه السياسي كالمعتاد، وانه يبدي استعداداً للمشاركة في الانتخابات التشريعية التي يفترض ان تجري العام المقبل.

تؤكد مصادر يمنية متابعة ان صالح اجرى اتصالات مع العاهل الاردني عبدالله الثاني تتعلق بالرغبة بتأمين علاجه في المشافي الاردنية، اضافة الى تأمين اقامته في العاصمة الاردنية. وتضيف المصادر ذاتها ان عبدالله الثاني وافق على مطالب صالح، وامر فوراً بتوفير مكان اقامته، هو وافراد اسرته، وامر ايضاً بتأمين الحماية اللازمة وتأمين العلاج له في مستشفى مدينة الحسين الطبية.
الا ان المدقق في تفاصيل المشهد اليمني يدرك ان صالح يرفض – حتى اللحظة – الضغوطات التي تمارس عليه من اجل مغادرة البلاد. وانه يصر على المشاركة في الحكم ضمن اكثر من سياق، خصوصاً مواصلة ادارة شؤون انصاره، وداعميه، وتوجيههم نحو المشاركة في النشاطات السياسية، الامر الذي اثار حفيظة الرئيس هادي، ودفعه الى طلب مساعدة كل من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، والعاهل الاردني عبدالله الثاني، طالباً محاولة اقناعه بان ممارساته من شأنها ان تزيد من تعقيدات المشهد الداخلي.
وتبعاً لتلك المعلومة، هناك من يقول بأن ما رشح حول رغبة صالح بالاقامة في الاردن ما هو الا معلومة منقوصة اساسها الطلب الذي ابداه هادي بان يعرض العاهل الاردني عليه الاستضافة.
في الداخل، يواصل المعارضون تنظيم تظاهرات تطالب بابعاد صالح او محاكمته. وبالتالي ابطال ابرز نصوص المبادرة الخليجية التي كانت اساساً لعملية السلام اليمنية، والتي يقال بانها ناجحة، وتجري محاولات لتطبيقها في الازمة السورية.
ويصر انصار صالح على ممارسة نشاطهم السياسي من زاوية انه لا يزال زعيماً لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان حاكماً قبل تطبيق المبادرة الخليجية، ما يعني ان عناصر الازمة لا تزال قائمة رغم كل المحاولات الهادفة الى انهائها والانتقال الى مرحلة «ما بعد صالح».

مشاركة في الانتخابات
ويجري صالح وانصاره من اعضاء الحزب الذي يرأسه ترتيبات من اجل المشاركة في الانتخابات المقبلة، وسط معلومات تتسرب مفادها انه ما زال يطمح للعودة الى الحكم من خلال صناديق الاقتراع، وضمن قناعة بان غالبية الشعب اليمني تناصره وتناصر حزبه.
وبالتوازي، يواصل اعضاء الحوار الوطني الذين يمثلون جميع التيارات والاحزاب السياسية مباحثاتهم من اجل التوصل الى قواسم مشتركة تفضي الى دستور جديد، والى قانون انتخاب توافقي. وتشير المعلومات المتسربة من قاعات الاجتماعات الى ان الحوار لا يزال في بداياته، وان العملية محكومة بجملة من الصعوبات، والمواقف المتباينة، خصوصاً ان بعض الاطياف تصر على انفصال الجنوب، بينما تطالب اطياف اخرى بامتيازات تقترب من الفصل وتؤسس له.
وبينما يواصل تنظيم القاعدة عمليات القنص لقيادات امنية في محافظات الجنوب، تقوم طائرات اميركية بدون طيار باصطياد قيادات هذا التنظيم، حيث تتواصل الاعلانات عن مقتل اشخاص من اعضائه. ومن ذلك، مقتل خمسة مسلحين يشتبه بانتمائهم الى القاعدة بينهم شخص يدعى حميد الردمي وصفته السلطات بانه قيادي في التنظيم، وذلك في غارة يعتقد ان طائرة أميركية بدون طيار نفذتها وسط غرب اليمن. وفي المقابل، تعلن ادارة الامن عن فقدان بعض قياداتها في عمليات قنص، كان آخرها العميد احمد عبد الرزاق ضابط استخبارات مدينة المكلا الذي تعرض لعملية اطلاق نار من قبل مسلحين كانا يستقلان دراجة نارية بينما كان خارجاً من منزله.
وعلى «ازيز الرصاص» يواصل لاجئو ابين العودة الى منازلهم، حيث بلغ إجمالي عدد الأسر العائدة من محافظة عدن من نازحي أبين إلى ديارهم في مديريات محافظة أبين 28 ألفاً و615 أسرة. وأشار المدير الإداري والمالي بمكتب الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين لمحافظات عدن ولحج وأبين، خالد العبالي، بان عدد الأسر المتبقية في عدن من نازحي أبين والساكنين في منازل مؤجرة تبلغ ثلاثة آلاف و645 أسرة.
وقال العبالي إن ترتيبات تجرى حالياً لإعادتها الطوعية إلى ديارها وايوائها وتقديم الخدمات الاجتماعية اللازمة من قبل السلطة المحلية بالتنسيق مع الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين والتي ستقوم بتقديم جميع أشكال العون والمساعدة لها لاستقرارها في المناطق التي هاجرت منها بمديريات محافظة أبين.

تسليم وتسلم
الى ذلك، وبينما تتواصل عمليات اعادة هيكلة الجيش اليمني، نفت وزارة الدفاع اليمنية صحة ما تم الترويج له من وجود عراقيل في عملية الاستلام والتسليم في المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى المدرعة، التي كان يقودها اللواء علي محسن الأحمر، قبل صدور القرارات الرئاسية الأخيرة بشأن إعادة هيكلة الجيش.
وأكدت الوزارة أن عملية الاستلام والتسليم في المنطقة الشمالية والفرقة الأولى المدرعة تسير بشكل طبيعي وفقاً للقرارات الرئاسية. وقالت الوزارة في بيان لها: «إن تلك المزاعم كاذبة، وليس لها أي أساس من الصحة». موضحة أن إجراءات اعادة الهيكلة ستستمر حتى الانتهاء من حصر كل العهد والممتلكات الخاصة بالمنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة.
وأعربت الوزارة عن أسفها لما اسمته «انجرار» بعض وسائل الإعلام وراء الشائعات المغرضة، التي قالت إنها تهدف إلى إثارة البلبلة. لكنها اعترفت بان المرحلة «حرجة» كما دعت الى عدم الخوض في التفاصيل الخاصة بالموضوعات العسكرية.
وكان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أصدر خلال الأسبوع الماضي عدداً من القرارات في إطار جهود إعادة هيكلة القوات المسلحة بموجب اتفاق نقل السلطة المتمثل في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. وأطاحت تلك القرارات العميد أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني السابق من قيادة قوات الحرس الجمهوري واللواء علي محسن الأحمر، الذي انشق عن نظام الرئيس السابق، وأعلن انضمامه إلى ثورة الشباب السلمية في العام 2011 من قيادة الفرقة الأولى المدرعة، وشكلت الوزارة لجاناً بدأت السبت الماضي بتنفيذ القرارات وإعادة توزيع المناطق العسكرية وتسليمها الى القيادات الجديدة.

صنعاء – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق