متفرقات

رمضانيات في اسواق جبيل: رقص الدراويش واناشيد، سيف وترس، حكواتي واطايب

أحيت جبيل مساء امس، امسية رمضانية تخللها عرض للعادات والاحتفالات الشعبية التي تمارس في شهر رمضان الكريم، قدمتها «جمعية فنون متقاطعة الثقافية» الطرابلسية، بدعوة من «المركز الدولي لعلوم الانسان» (برعاية الاونيسكو) وبلدية جبيل، في حديقة المركز عند السور الصليبي.

الامسية الرمضانية التي امتدت حتى منتصف الليل، تضمنت عروضاً متنوعة في استعادة للذاكرة الشعبية بدءا بالاناشيد الدينية، ورقص الدراويش الذي قدمته «فرقة طرابلس للانشاد والفتلة المولوية»، مروراً بعروض السيف والترس، والعزف على الطبل والصنوج، تخللها ايضاً فقرات للحكواتي روى خلالها قصصاً من السيرة الشعبية، واسترجع عنترة في رحلة قادت الحضور بسلاسة الى اسواق طرابلس القديمة وحتى الى «ثورة الهيب هوب والراب».
ولم تغب كذلك الضيافة الرمضانية من حلويات ومكسرات والعرق سوس والليموناضة والقهوة العربية.
وانتهت الامسية، كما بدأت، بـ «عراضة» شعبية للفرقة جابت طرقات جبيل واسواقها.

امسية مواطنية
الامسية الرمضانية الجبيلية حضرها وزير التربية الياس بو صعب ممثلاً بمستشاره خليل السيقلي، رئيس بلدية جبيل زياد حواط، ورئيس «المركز الدولي لعلوم الانسان» الدكتور ادونيس عكره، رئيس الجمعية الخيرية لابناء جبيل وكسروان الشيخ حسين شمص، الشيخ احمد اللقيس، وجمع من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والدينية، واهالي جبيل وطرابلس.
وهي استهلت بكلمة ترحيب من الدكتور عكره الذي وضع هذه الامسية في «اطار العمل على تحقيق اهداف الاونيسكو في اقامة الحوار بين الثقافات والاديان، ودعم قيم الديموقراطية في العالم العربي».
وقال «جبيل بتركيبتها وتركيبة مجتمعها هي تحقيق لهذه الاهداف، وهي نموذج للمجتمع الدولي المرغوب نشوؤه. وسمينا هذه السهرة امسية مواطنية لاننا في نضال لتحقيق هذا الشعار».
اضاف: «في مجتمع مركب مثل المجتمع اللبناني فيه طوائف متعددة، نعتبر ان كل ما يصيب مكوناً من مكونات لبنان ومجتمعه يصيب كل مكوناته، سوءاً كان او خيراً، وكل عيد تحتفل به مجموعة من مجموعات لبنان هو عيدنا جميعاً، وكل فرح تفرحه مجموعة من المجموعات هو فرحنا جميعاً. اخترنا اقامة هذ الامسية في هذه الفترة، لنشارك بليالي القدر ولينظر الله ويستمع الينا لنتمكن من تحقيق اهداف الاونيسكو في ما يتعلق بالخير والسلام في كل دول العالم».

هذه جبيل
واكد رئيس بلدية جبيل زياد حواط في كلمة القاها «ان هذا هو لبنان، هذه هي جبيل، جبيل العيش معاً والالفة والعيش الصادق والحقيقي. نتمنى ان يعم هذا النموذج كل لبنان، لتعود المحبة والتواصل والالفة تعم كل شعب لبنان. لا نقبل بأقل من ذلك. هذا هو لبنان الذي نريده، والذي ورثناه ونريد ان نورثه لابنائنا. لن نقبل بالتشرذم والخلافات والمذهبيات، سنبقى قلباً واحداً ويداً واحدة لازاحة هذه الغيمة السوداء التي تمر في عالمنا العربي، ولتبقى جبيل مثل كل لبنان منارة لهذا الشرق».
اضاف «كما صدر اجدادنا الابجدية سنصدر نحن المحبة والعلم والثقافة والتعايش، مهما اشتدت الظروف واسودت الايام وسنبقى قلبا واحدا ويدا واحدة من اجل جبيل الاحلى لبنان الافضل».
تابع «هذه الامسية ليست غريبة عن اهل جبيل، وعن القيمين على مركز علوم الانسان، ولا عن تقاليدنا وشيمنا واخلاقنا، والعودة الى الرب ليس لها مسلم ومسيحي، بل هي لكل اللبنانيين. ونحن في جبيل لم نرب على الطائقية والمذهبية بل على محبة مدينتنا ومحبة الوطن».

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق