دولياترئيسي

الكونغرس الأميركي يبحث إمكانية التصويت عن بُعد بسبب مخاطر كورونا

كاليفورنيا تشدد اجراءاتها ونيويورك بؤرة وباء الكورونا

أبدى عشرات البرلمانيين الأميركيين الإثنين تأييدهم لفكرة تعديل النظام الداخلي للكونغرس لإجازة التصويت عن بُعد، في إجراء يتناقض مع قاعدة متّبعة منذ قرنين من الزمن ويرمي لتمكينهم من مواصلة عملهم التشريعي في ظل قيود الحجر الصحي والمخاطر الناجمة عن تفشّي فيروس كورونا المستجدّ في الولايات المتّحدة.
وفي مجلس النواب وقّع 67 نائباً ديموقراطياً على عريضة تطالب بأن يُسمح خلال حالات الطوارئ الوطنية بتعليق العمل بالقاعدة القانونية المعمول بها منذ نحو 200 عام والتي تفرض على النواب أن يحضروا شخصياً إلى قاعة مجلس النواب لكي يتمكّنوا من المشاركة في أي عملية تصويت.
وقالت النائبة كاثلين رايس، إحدى الموقّعات على العريضة، إنّه «يجب السماح للكونغرس بالتصويت عن بُعد حتّى نتمكّن من أن نقرّ بسرعة وأمان قوانين لمكافحة وباء فيروس كورونا وتقديم الدعم لمن يحتاجون إليه».
أما صاحب هذه المبادرة، النائب إريك سوالويل، فشدّد من جهته على المخاطر الصحيّة التي ستحدق بأعضاء الكونغرس إذا ما اضطروا للتنقّل باستمرار بين واشنطن ودوائرهم الانتخابية في كل مرّة يحتاجون فيها إلى التصويت في ظلّ الوباء المتفشّي في البلاد.
وأيّد أعضاء جمهوريون في مجلسي النواب والشيوخ هذه المبادرة منذ أعلن ثلاثة برلمانيين على الأقلّ إصابتهم بفيروس كوفيد-19 وإعلان آخرين وضع أنفسهم في العزل المنزلي على سبيل الاحتياط.
ويبحث الكونغرس أيضاً في فرض قيود جديدة على التجمّعات في مبنى الكابيتول.
وكتب السناتور الجمهوري ليندسي غراهام في تغريدة على تويتر الإثنين «أؤيد فكرة التصويت عن بُعد بشكل كامل للحفاظ على عمل مجلس الشيوخ خلال هذه الأزمة».
وتعتبر هذه المسألة أكثر أهمية في مجلس الشيوخ حيث يتمتّع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة للغاية (48 مقعداً مقابل 47 للديموقراطيين) وحيث وضع خمسة سناتورات أنفسهم في عزلة طوعية.
بدوره قال الرئيس دونالد ترامب إنّه «يؤيّد تماماً» إجازة التصويت عن بُعد «لفترة محدودة» في الكونغرس.

كاليفورنيا تشدد إجراءاتها

وشدّد حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم الإثنين الإجراءات الرامية للحدّ من تفشّي فيروس كورونا المستجدّ وذلك بعدما غزا آلاف المواطنين في عطلة نهاية الأسبوع شواطئ الولاية الأميركية ومنتزهاتها غير عابئين بأوامره بملازمة منازلهم لمكافحة الوباء.
وقال الحاكم خلال مؤتمر صحافي «سنغلق جميع مواقف السيارات» الواقعة على طول هذه الشواطئ والحدائق العامة، مشيراً إلى أنّ قرار الإغلاق سينفّذ «في الحال».
وأضاف «لا يمكننا السماح بتكرار حصول ما رأيناه يحصل في نهاية الأسبوع الماضي»، في إشارة إلى صور حشود المواطنين التي غزت شواطئ ماليبو وسانتا مونيكا متجاهلة الأوامر الصادرة بوجوب تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي.
وإذ أعرب الحاكم عن تفهّمه لرغبة مواطنيه بالاستفادة من الطقس الجيّد في أول عطلة نهاية أسبوع لهم في ظلّ إجراءات الحجر، دعاهم إلى تحكيم «المنطق السليم».
وقال نيوسوم إنّه يتعيّن على مواطنيه أن يدركوا أنّ «التواجد في ممرّ ضيّق للمشاة يعني أنّه يكاد يكون من المستحيل الابتعاد» عن الآخرين.
وأضاف «عندما تعجز حتّى عن العثور على مكان مجاني لركن سيارتك على الشاطئ، فهذا يعني أنّك لن تتمكّن من تطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وأنّه من الضروري أن تعثر على مكان آخر».
لكنّ الحاكم جدّد رفضه استخدام الشرطة لتنفيذ أوامره، وهو إجراء لجأ إليه العديد من الدول الأوروبية.
بدوره انتقد رئيس بلدية لوس أنجليس إريك غارسيتي تصرّفات قسم من سكّان المدينة لجهة عدم التزامهم بقواعد التباعد الاجتماعي لكنّه فضّل عدم التشدّد في تطبيق الإجراءات لكي يسهّل على المواطنين تحمّل إجراءات العزل.
وأعلن غارسيتي أنّه سيسمح اعتباراً من الإثنين للمطاعم والحانات تسليم طلبيات المشروبات الكحولية إلى المنازل.
وقال «نحتاج أن يبقى الناس في منازلهم (…) هذا الأمر لن يكون رائعاً فقط لسكان لوس أنجليس بل سيكون مفيداً أيضاً لمساعدة هذه المؤسسات التجارية على البقاء على قيد الحياة».
كما أعلن رئيس بلدية لوس أنجليس أنّ مدارس المدينة ستبقى مغلقة لغاية مطلع أيار (مايو) على الأقلّ.

نيويورك بؤرة وباء كورونا

ودعت سلطات نيويورك التي باتت بؤرة وباء كورونا المستجد في الولايات المتحدة والتي قارنها مسؤول فدرالي بايطاليا، الاثنين الرئيس الأميركي الى فرض اجراءات عزل إلزامية على المستوى الوطني وأن يأمر القطاع الخاص بصنع أقنعة واقية وأجهزة تنفس بشكل عاجل.
وأصبحت أكبر مدينة أميركية، العاصمة الاقتصادية للبلاد، التي تعد 8،6 ملايين نسمة والمعروفة باكتظاظها، تعد صباح الاثنين أكثر من 12 ألف حالة، اي ثلث الحالات المسجلة تقريباً في الولايات المتحدة.
وولاية نيويورك تعد أكثر من 20,800 اصابة أي أكثر من نصف الحالات المسجلة في الولايات المتحدة مع 157 وفاة.
وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلاسيو الاثنين إن على الحكومة الفدرالية ان تصدر اوامر مثل امر «البقاء في المنازل» في كاليفورنيا واجراءات مشابهة يتم تطبيقها في نيويورك، في جميع أنحاء البلاد.
وأضاف «يجب أن نتخذ هذه الاجراءات المشددة».
من جهته قال جيروم آدامز المسؤول الفدرالي لقطاع الصحة العامة «للأسف، نرى ان نيويورك تقترب من وضع ايطاليا» معرباً عن أسفه لانه لا يتم الالتزام بدقة بالتوصيات الفدرالية التي تنص على العزل، غير الملزم، والتي اتخذت الأسبوع الماضي لمدة 15 يوماً.
وقال آدامز إن «الأرقام التي نراها تعكس ما كان يحدث قبل أسبوعين. الكثير من الناس ينتظرون وقتًا طويلاً للغاية لاستخدام هذه الأيام الخمسة عشر لوقف الانتشار بشكل خطير».
ودعا دي بلاسيو على غرار حاكم ولاية نيويورك السلطات الفدرالية الى أن تأمر الشركات الخاصة بصنع أجهزة تنفس وأقنعة واقية وهي معدات تسجل نقصاً في الولايات المتحدة كما في دول أخرى عدة.
وقال حاكم ولاية نيويورك اندرو كومو «نعم، إنه تأكيد على سلطة الحكومة على الشركات الخاصة، وماذا إن حصل ذلك؟ إنها حالة طوارئ وطنية» مضيفاً «لم يعد بإمكاننا الاستمرار في الحصول على التجهيزات دفعة بعد دفعة».

ترامب متردد

في الوقت الراهن، لا يزال الرئيس دونالد ترامب يتصدى لفرض مثل تلك الاجراءات وعبر عن قلقه ازاء تداعياتها على الاقتصاد رغم ان حوالي أميركي من أصل ثلاثة يفترض أنهم باتوا في العزل.
وكتب في تغريدة على تويتر «لا يمكن أن نسمح بأن يكون العلاج أسوأ من المشكلة نفسها. في نهاية فترة الـ 15 يوماً سنتخذ قراراً بشأن الطريق الذي نريد أن نسلكه».
وأعلن الرئيس الذي كان قلل من أهمية الوباء في بادىء الأمر، أنه سيتخذ قراراً عند انتهاء مهلة الـ 15 يوماً التي حددتها التوصيات الفدرالية.
بالنسبة الى مدينة نيويورك، طالب رئيس البلدية بشكل طارىء «بمئات أجهزة التنفس ومئات آلاف ثم ملايين الأقنعة الواقية».
وأضاف «إذا لم تبدأ هذه بالوصول ابتداء من هذا الاسبوع، سنصل الى مرحلة لا يمكن أن ننقذ الاشخاص الذين يمكن انقاذهم» مؤكداً أن الأمور ستتفاقم في نيسان (ابريل) وأيار (مايو).
وأضاف «قبل بضعة أيام، اعتقدت أننا يمكن أن نصمد حتى نيسان (ابريل)، لكن الأمور تتسارع لدرجة أنه لم يعد باستطاعتي أن أقول ذلك الآن».
تنتظر نيويورك أيضاً الحصول على مساعدة من الحرس الوطني وفرقة الهندسة في الجيش الأميركي لوضع أسر مستشفيات إضافية.
يفترض أن يتحول مركز المؤتمرات الكبير «جافيتس سنتر» في مانهاتن الذي بات خالياً الآن، الى مركز طبي مع قدرة استيعاب تصل الى ألف سرير.
وقال دي بلاسيو إنه يأمل أن تكون «جاهزة للعمل» هذا الأسبوع ومن المقرر أن يصل كومو إلى هناك الاثنين.

«قلق»

في مواجهة هذا الوضع المأسوي، يتزايد القلق لدى سكان هذه المدينة التي أصبحت فجأة هادئة.
بعد دخول الاجراءات الجديدة التي تحد من أنشطة الشركات، باتت نيويورك التي تعتبر رمز النشاط المستمر، صامتة بشكل غير معتاد.
رغم أن الحافلات وسيارات الأجرة لا تزال تعمل، فان الشوارع كانت شبه مقفرة فيما توقفت ورش البناء.
وقال كريستيان هوفر (42 عاماً) وهو أب لطفلين، الاحد انه يواجه صعوبة في الحفاظ على هدوئه.
وقال لوكالة فرانس برس «الأمر الأصعب هو عدم معرفة كم من الوقت ستستغرق» هذه الاجراءات.
وأضاف «تنتابني مجموعة من المشاعر، تراوح من القلق الى الشعور بالعبثية».
من جهته قال لوران وهو طبيب نفسي لم يشأ الكشف عن اسمه الكامل «أقوم بجلسات العلاج مع المرضى عبر الانترنت، لم أقم بهذا الأمر سابقاً».
وأضاف «أحاول اعطاءهم نصائح بشأن أمور تساهم في تهدئة قلقهم، والقول لهم انهم ليسوا لوحدهم».

ا ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق