دولياتعالم

روسيا تبني مفاعلين جديدين في بوشهر وايران تبني مصنعاً للصواريخ في سوريا

دون اعلان رسمي، بدا واضحاً ان هناك مخاوف من ان يعمد الجمهوريون الى تعطيل المحادثات النووية بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ممثلة بمجموعة «خمسة زائد واحد». المؤشر الوحيد على تلك المخاوف تلميحات اشار اليها الرئيس الايراني حسن روحاني، وعلى شكل تمنيات بان لا يؤثر فوز الجمهوريين على المحادثات. وآمال بان لا يؤدي فوزهم الى فشل تلك المباحثات.

«امنيات”» روحاني جاءت بالتزامن مع انتهاء جولة المحادثات التي قيل انها لم تسفرعن اية نتيجة ايجابية. كما جاءت في اعقاب الفوز الذي تحقق للجمهوريين والذي مكنهم من الحصول على اغلبية في الكونغرس بشقيه.
فقد نقلت التقارير عن الرئيس روحاني القول بانه «يجب ألا يفشل الاتفاق النووي المحتمل بين إيران والغرب بسبب تعاظم دور الجمهوريين نتيجة الانتخابات الأخيرة في الولايات المتحدة».
وقال روحاني على خلفية الهزيمة التي مني بها الديمقراطيون في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس: «لا يعنينا الآن من الذي فاز ومن الذي خسر» مؤكداً أنه يرى أن ما وصل إليه النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني والاتفاق المحتمل بين الغرب وإيران بشأن هذا البرنامج لن يتأثر بنتيجة هذه الانتخابات.
وقال روحاني إن التوصل لاتفاق سيكون له تأثير جيد اقتصادياً وسياسياً على العالم كله داعياً المجتمع الدولي «ألا يترك هذه الفرصة دون استغلال».
واعتبر روحاني أن ما تزعمه الولايات المتحدة من أن إيران تحاول تطوير أسلحة نووية تحت غطاء مدني أمر ليس له ما يبرره.
ولم تؤد المحادثات الأخيرة بشأن البرنامج النووي لإيران على مستوى وزراء خارجية الولايات المتحدة وإيران في عمان إلى نتائج ملموسة حيث قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن هذه المحادثات لم تؤد إلى تقدم ولكنها في الوقت ذاته لم تمن بانتكاسة.

مفاعلان نوويان
في الاثناء، وقعت روسيا وإيران في موسكو اتفاقاً لبناء مفاعلين نوويين جديدين لمحطة بوشهر الايرانية مع احتمال بناء مفاعلين اضافيين بحسب ما اعلنت وكالة الانباء الروسية الرسمية.
ووقع العقد بين شركة اتومينرغوبروكت، فرع الهندسة من مجموعة اتومسترو اكسبورت التي بنت محطة بوشهر والشركة الايرانية «شركة انتاج وتطوير الطاقة النووية في ايران». وبالاضافة الى المفاعلات المخصصة لبوشهر، فان اربعة مفاعلات اخرى بتكنولوجيا روسية يمكن ان تبنى في اماكن اخرى في البلاد بموجب بروتوكول النوايا الموقع بين رئيس الوكالة العامة الروسية للطاقة الروسية روساتوم، سيرغي كيريينكو ونظيره الايراني علي اكبر صالحي.
وبحسب البروتوكول فان الوقود النووي المخصص للمفاعلين الجديدين سينتجه الجانب الروسي. وستتم اعادة الوقود المستخدم ايضاً الى روسيا لمعالجته وتخزينه. ويعتزم الطرفان درس احتمال انتاج بعض عناصر الوقود النووي الذي سيستخدم لهذين المفاعلين في ايران. وبوشهر على ساحل الخليج هي محطة تبلغ قوتها الف ميغاواط وبنتها جزئياً موسكو وبدأ الايرانيون تشغيلها في ايلول (سبتمبر) 2013.
وفي ايلول (سبتمبر) وقعت طهران وموسكو بالاحرف الاولى على سلسلة اتفاقات تعاون اقتصادي يفترض ان تتيح للبلدين الخاضعين لعقوبات غربية اقامة شراكة استراتيجية جديدة. واحد الاتفاقات يتعلق ببناء موسكو عشر محطات نووية. وايران التي تملك رابع احتياطي عالمي من النفط وثاني احتياطي من الغاز، تخوض منذ سنة مفاوضات صعبة مع القوى الكبرى حول برنامجها النووي المثير للجدل. ويشتبه الغربيون واسرائيل في ان ايران تسعى لامتلاك السلاح الذري تحت غطاء برنامجها المدني وهو ما تنفيه طهران على الدوام.

في سياق آخر، كشف احد قادة الحرس الثوري الايراني – العميد أمير علي حاجي زاده – إن طهران أنشأت عددا من المصانع لإنتاج الصواريخ في سوريا، واعتبر أن حزب الله والمقاومة الفلسطينية أصبحا مقتدرين في المجال الصاروخي.                                       واعتبر العميد زاده أن حزب الله والمقاومة الفلسطينية أصبحا «مقتدرين جداً» في المجال الصاروخي.

صواريخ بعيدة المدى
من جانب آخر قال زاده إن إيران تملك عدداً كبيراً من الصواريخ بمدى ألفي كيلومتر، وإن الحرس الثوري كثف جهوده لزيادة دقة إصابة هذه الصواريخ لأهدافها، وذلك بناء على توجيهات من القائد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي.
وأوضح أن هامش الخطأ كان يتراوح ما بين 200 و400م وتم تقليله في مرحلة أولى إلى 35م ثم إلى أقل من 10م، «ومن هنا اتجه العمل لجعل الصواريخ مضادة للقطع البحرية السطحية، أي أن تكون صواريخ بالستية مضادة للقطع البحرية السطحية».
كما أوضح زاده أنه عادة ما يتم في هذا المجال استخدام صواريخ كروز لا صواريخ بالستية، إلا أن كروز له قيوده الخاصة به ويمكن تعرضه للإصابة لأن سرعته محدودة، لذا فإن استخدام الصواريخ البالستية فكرة إيرانية.
من جانب آخر أكدت وكالة فارس أن إيران طورت نظاماً للمراقبة يسمح بترصد الطائرات بلا طيار الصغيرة الحجم والصواريخ البالستية.
وفي سياق آخر، كشفت ايران عن اطلاق نسختها من طائرة الشبح. فقد عرض التلفزيون الرسمي الايراني الاربعاء لقطات لطائرة تحلق في الجو قدمت على انها نسخة من طائرة بدون طيار اميركية جرت مصادرتها عام 2001.
وفي مشهد من نحو 30 ثانية عرض قبل نشرة منتصف النهار مباشرة ظهرت طائرة مثلثة الشكل تحلق في الجو ويتم تصويرها من الارض ومن طائرة هليكوبتر.
وكان مسؤول كبير في الحرس الثوري (قوات النخبة للنظام) اعلن ان الطائرة التي نسخها المهندسون الايرانيون نجحت مؤخراً في اولى تجارب التحليق.

طائرة شبح
وكانت ايران ضبطت في كانون الاول (ديسمبر) 2011 طائرة شبح ار.كيو-170 دخلت مجالها الجوي للقيام، حسب وسائل الاعلام الايرانية، بمهمة تجسس على المواقع النووية الايرانية.
وتؤكد طهران انها نجحت في السيطرة على هذه الطائرة الفائقة التطور وارغامها على الهبوط في الصحراء حيث تم الاستيلاء عليها سليمة تقريباً في حين تقول واشنطن انها فقدت الطائرة اثر اصابتها بعطل.
والطائرة الشبح ار.كيو-170 هي طائرة استطلاع بعيدة المدى لم يكشف السلاح الجوي الاميركي عن وجودها الا عام 2010.
وقال الجنرال امير علي حاج زادة قائد القوات المحمولة جواً في الحرس الثوري ان النسخة الايرانية اخف وزنا لكنها اكثر سرعة واقل استهلاكا للوقود من النسخة الاصلية الاميركية.
واضاف ان ايران تنوي صنع ثلاثة نماذج اخرى من هذه الطائرة قبل اذار (مارس) 2015 مشيراً الى ان الايرانيين هم الذين سيختارون لها اسماً من خلال مسابقة.
وطورت ايران في السنوات الاخيرة برنامجاً باليستياً مهماً رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها وبرنامجاً اخر لصنع انواع مختلفة من الطائرات بدون طيار ولا سيما منها المهاجمة. وتم الكشف عن اول طائرة بدون طيار ايرانية الصنع في اب (اغسطس) 2010.
وتؤكد طهران ان عقيدتها العسكرية هي محض دفاعية لكن الولايات المتحدة، التي يجوب اسطولها الخامس المتمركز في البحرين مياه الخليج، اعربت اكثر من مرة عن قلقها حيال هذين البرنامجين.

ا. ح

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق