إسرائيل تستعد لمحادثات شائكة لتشكيل ائتلاف حكومي
تنطلق هذا الأسبوع محادثات مكثّفة لتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، لكن قد يحتاج المرشّحون إلى معجزة سياسية للاتفاق على الائتلاف.
وفاز حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وحلفاؤه بـ58 مقعداً في انتخابات الثاني من آذار (مارس)، أي أقل بثلاثة مقاعد من الأغلبية البرلمانية.
لكن الخصم الرئيسي لرئيس الوزراء، زعيم التحالف الوسطي بيني غانتس قال السبت إن «أيام حكم نتانياهو انتهت»، ومن غير الواضح ما إذا كان رئيس هيئة الأركان السابق سيكلف بتشكيل الحكومة.
وأمام إسرائيل خمسة سيناريوهات محتملة يتجنبون من خلالها إجراء انتخابات تشريعية رابعة، بعد فشل تشكيل حكومة في انتخابات نيسان (أبريل) وأيلول (سبتمبر).
انشقاقات لصالح الليكود
كان أداء حزب الليكود الذي يبدو أنه يستند إلى دعم قوي، الأفضل في انتخابات آذار (مارس).
وفاز حليفا الليكود، حزبا «شاس» و«يهودوت هتوراة» بـ16 مقعداً.
ورفع حزب «يمينا» اليميني الذي فاز بستة مقاعد، رصيد تحالف نتانياهو إلى 58 مقعداً.
ويضاف إلى هذه المقاعد، احتمال دعم ثلاثة نواب من التحالف الوسطي «أزرق أبيض» لنتانياهو تجنباً لانتخابات رابعة.
لكن معارضي رئيس الوزراء الذي يواجه ثلاث قضايا فساد وينتظر بدء محاكمته في 17 من الشهر الجاري، قد يزدادون قوة.
ليبرمان «صانع الملوك»
لطالما أطلق على زعيم حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان لقب «صانع الملوك» وهو لقب يتجدد بعد حصول الحزب على سبعة مقاعد.
لكن وزير الدفاع السابق في عهد نتانياهو رفض في انتخابات العام 2019 التحالف مع رئيس الوزراء إذ يرى أن الأخير رهن مطالب اليهود المتشددين.
وأعلن ليبرمان، المولود في مولودفا والذي يحظى بدعم واسع في أوساط الناطقين بالروسية في إسرائيل، الأحد عن شروطه للانضمام إلى الائتلاف الحكومي.
واشترط زعيم «إسرائيل بيتنا» تمرير مشروع قانون يدعمه بشأن التجنيد الإجباري لليهود المتشددين، الذي سيمثل إقراره «لعنة» تطاول حلفاء نتانياهو المتشددين وقد يزيد صعوبة محادثات تشكيل الائتلاف الحكومي.
حكومة وحدة مؤقتة
بدأ النواب المعارضون لرئيس الوزراء يناقشون إقرار مشروع قانون يحظر على الشخص المتهم تشكيل حكومة جديدة، وهو إجراء يستهدف رئيس الوزراء بشكل مباشر.
وطلب نتانياهو الإثنين من المحكمة تأجيل محاكمته بتهم الفساد مشيراً إلى عدم تقديم المدعين العامين جميع المعلومات ذات الصلة بالقضية.
وبموجب القانون الإسرائيلي، لا يتنحى رئيس الوزراء إلا في حال إدانته وبعد استنفاد كل فرص الاستئناف.
لكن إذا تنحى أو منع من تشكيل الحكومة، تزداد احتمالية تشكيل حكومة وحدة.
واستبعد بيني غانتس الانضمام إلى حكومة يقودها نتانياهو بسبب لوائح الاتهام ضده.
حكومة غانتس
يحظى تحالف «أزرق أبيض» الذي فاز بـ33 مقعداً، بدعم من تحالف يسار الوسط المكون من حزب العمل، وحزب «جيشر» و«ميرتس» الذين حصلوا على سبعة مقاعد.
وأبدى غانتس الأحد موافقته على شروط ليبرمان لتشكيل الائتلاف الحكومي.
وفي حال منح ليبرمان مقاعده لغانتس، فسيصبح لدى التحالف الوسطي 47 مقعداً، وسيكون دعم القائمة العربية المشتركة أساسيا لتشكيل ائتلاف حكومي.
ولا تحظى هذه الفكرة بالدعم لأسباب عدة.
ففي انتخابات أيلول (سبتمبر)، أعلنت القائمة العربية المشتركة دعمها لغانتس لكن مواقفه من قضايا عدة غيرت الكثير.
وقال النائب في الكنيست الإسرائيلي عن القائمة المشتركة أحمد الطيبي الأحد «هناك العديد من العقبات على طريق التعاون مع أزرق أبيض».
وأضاف «ما قيل في الحملة الانتخابية كان سلبياً وغير مناسب».
ويعتبر ليبرمان القومي نقيضاً تاماً للقائمة العربية المشتركة المناهضة للصهيونية والتي تضم ثلاثة نواب إسلاميين.
جولة رابعة
تعهد بيني غانتس السبت بذل «قصارى جهده» لتجنب إجراء انتخابات رابعة لكن البعض يخشى من أنه لا مفر من هذه الخطوة.
ا ف ب