3 ساعات من المحادثات المنفردة بين بوتين واردوغان هل هي كافية لوقف الحرب؟
قال الزعيمان الروسي والتركي إنهما توصلا يوم الخميس لاتفاق لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب السورية بعد محادثات مطولة في موسكو لاحتواء الصراع الذي أدى إلى نزوح نحو مليون شخص في ثلاثة أشهر.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو يقف إلى جانب نظيره التركي رجب طيب أردوغان، إنه يأمل في أن يؤدي اتفاقهما إلى وقف العمليات العسكرية في آخر معقل لمسلحي المعارضة في أقصى شمال غرب سوريا.
وأردف بوتين قائلاً «آمل أن تمثل هذه الاتفاقات أساساً جيداً لوقف النشاط العسكري في منطقة خفض التصعيد في إدلب وأن توقف معاناة السكان المسالمين والأزمة الإنسانية المتفاقمة».
وقال أردوغان للصحفيين إن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ في منتصف ليل الخميس. وقال «سنعمل سوياً لتوفير المساعدات للسوريين المحتاجين». وأضاف أن تركيا تحتفظ بحقها في «الرد على جميع هجمات النظام (السوري) في الميدان».
وتدعم روسيا وتركيا طرفين متعارضين في الصراع الدائر في سوريا منذ تسع سنوات، إذ تدعم موسكو الرئيس بشار الأسد وتدعم تركيا بعض الجماعات المسلحة. وتوصل البلدان في السنوات الأخيرة إلى اتفاقات عدة لوقف إطلاق النار في إدلب لكنها انهارت كلها.
وكانت الضربات الجوية الروسية محركاً قوياً لتعزيز حملة قوات الحكومة السورية في إدلب مما أثار ما وصفته الأمم المتحدة بأنه ربما أسوأ أزمة إنسانية في الحرب التي شردت الملايين وقتلت مئات الآلاف.
ومع ذلك، هون الجيش الروسي مراراً من شأن أي حديث عن أزمة لاجئين واتهم تركيا بانتهاك القانون الدولي عن طريق الدفع بقوات في إدلب تكفي لتشكيل فرقة ميكانيكية.
وكانت تركيا، وهي صاحبة ثاني أكبر جيش في حلف الأطلسي، أرسلت قوات ومعدات إلى المنطقة في الأسابيع الأخيرة لمقاومة تقدم الحكومة السورية وتفادي موجة من اللاجئين عبر حدودها الجنوبية.
وعززت روسيا أيضاً قواتها في سوريا بحرا وجوا قبل محادثات بوتين مع أردوغان.
وتعهد الأسد باستعادة كل شبر من الأراضي السورية لكن جيشه المستنزف يعتمد بشدة على قوة موسكو والجماعات المسلحة المدعومة من إيران. وإيران ليست طرفاً في اتفاق يوم الخميس.
وبخلاف إدلب، هناك مناطق واسعة من شمال سوريا لا تزال خارج سيطرة الأسد. وتخضع هذه المناطق لسيطرة تركيا وحلفائها من المعارضة المسلحة والمقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة.
مزيد من القتلى
قال الكرملين إن الزعيمين تحدثا لثلاث ساعات على انفراد قبل أن ينضم إليهما مسؤولون من الجانبين.
واتفق الزعيمان على إقامة ممر آمن قرب طريق إم4 السريع الذي يمتد من الشرق إلى الغرب عبر إدلب واتفقا أيضاً على عمل دوريات مشتركة على طول الطريق بدءاً من 15 اذار (مارس).
وفي بيان مشترك تلاه وزيرا خارجية البلدين قال الجانبان إنهما سيؤمنان ممراً سيمتد ستة كيلومترات إلى الشمال وستة كيلومترات إلى الجنوب من طريق إم4 السريع.
وقالا إن وزيري الدفاع سيتفقان على المعالم المحددة للممر الآمن خلال سبعة أيام.
وأثار القتال احتمال وقوع صدام مباشر بين روسيا وتركيا. ولاقى حوالي 60 جندياً تركياً حتفهم في المنطقة منذ الشهر الماضي. وبعد ساعتين من إعلان البيان المشترك، قالت وزارة الدفاع التركية إن جنديين تركيين قتلا بعدما فتحت قوات الحكومة السورية النار في إدلب.
وأعرب بوتين يوم الخميس عن أسفه لأردوغان إزاء مقتل 34 جندياً تركياً في غارة جوية في الآونة الأخيرة، قائلاً إن الجيش السوري لم يعرف مكان وجودهم.
وقال عمال دفاع مدني يساعدون في إزالة الأنقاض والبحث عن ناجين إن ما لا يقل عن 16 مدنياً لاقوا حتفهم عندما ضربت غارات جوية روسية مجموعة من النازحين قرب بلدة معرة مصرين في إدلب.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين
كما أفاد شاهدان أنهما رأيا المزيد من التعزيزات العسكرية التركية تنتشر في إدلب. وقالت وكالة الإعلام الروسية إن المعارضين المسلحين استأنفوا قصف بلدة سراقب الاستراتيجية في إدلب التي تتمركز فيها الشرطة العسكرية الروسية.
وقالت وزارة الدفاع التركية في الساعات الأربع والعشرين الماضية إنها دمرت أربع دبابات وخمس قاذفات صواريخ و12 مركبة عسكرية في ضربات بالمدفعية وغارات جوية في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري وتقول إنها لا تستطيع تحمل المزيد. ومن أجل الحصول على مزيد من الأموال والدعم من أوروبا بشأن إدلب قالت أنقرة إنها لن تلتزم باتفاق عام 2016 الذي توقف بموجبه عبور المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي في مقابل مساعدات بمليارات اليورو.
رويترز