الأحزاب العربية في إسرائيل تستعد لأكبر تمثيل لها في البرلمان
بدت الأحزاب العربية الإسرائيلية مستعدة يوم الثلاثاء لأكبر تمثيل لها على الإطلاق في البرلمان (الكنيست)، مدفوعة بما يقول المحللون إنه شعور بالغضب تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وحلفائه في الولايات المتحدة.
ومع فرز أكثر من 90 في المئة من الأصوات، بدا أن ائتلاف القائمة المشتركة التي تهيمن عليها الأحزاب العربية سيشغل 15 مقعداً من أصل 120 مقعداً في البرلمان، بزيادة مقعدين لممثلي الأقلية العربية بنسبة 21 في المئة.
وزاد إقبال الناخبين العرب إلى 64.7 في المئة، وهو الأعلى منذ 20 عاماً، وفقاً لما قاله أريك رودنيتزكي الباحث في معهد الديمقراطية الإسرائيلي.
وقال ساسة ومحللون إن هذا الأداء القوي ساعد في الحد من المكاسب التي حققها حزب ليكود اليميني بزعامة نتانياهو وشركاؤه وذلك بعدم الحصول على أغلبية حاكمة على ما يبدو بعد تصويت أمس الاثنين.
وقال أيمن عودة رئيس ائتلاف القائمة المشتركة في مدينة شفاعمرو العربية أمام مؤيدين مبتهجين التقطوا صورا شخصية مع السياسيين حتى وقت متأخر من ليلة الانتخابات «نظام نتانياهو لم يحصل على 61 (مقعداً) لسبب واحد: صعود القائمة المشتركة».
لكن من غير المرجح أن تترجم القائمة المشتركة هذا الأداء الذي لم يسبق له مثيل إلى ممارسة نفوذ خلال مفاوضات الائتلاف لأنه لم يسبق لأي حزب عربي الحصول على منصب وزاري في حكومة إسرائيلية.
ونفى زعيم حزب أزرق أبيض المنافس الرئيسي لليكود أن تعتمد أي حكومة يقودها حزبه على القائمة المشتركة بعد أن حاول ليكود تشويهها خلال الحملة من خلال ربطها بالأعضاء العرب في الكنيست.
تشجيع على التصويت
احتج كثيرون من مواطني إسرائيل العرب على اقتراح في خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي أُطلق عليها اسم «صفقة القرن»، من شأنه أن يضع مجموعة من المدن العربية الإسرائيلية بالقرب من الضفة الغربية في دولة فلسطين المزمع إقامتها في المستقبل.
واستغلت القائمة المشتركة الغضب العربي في تلك المجتمعات الحدودية من احتمال حرمانها من مزايا المواطنة الإسرائيلية، وذلك لتشجيع الناس على التصويت.
وقال رودنيتزكي إن القائمة حصلت كذلك على دعم من المواطنين العرب الذين صوتوا للأحزاب الإسرائيلية غير العربية اليسارية في الانتخابات السابقة التي جرت في أيلول (سبتمبر).
وفي الطيبة، وهي قرية عربية تصطف على جانبيها الأشجار ربما تصبح خارج إسرائيل بموجب خطة ترامب، قال أحمد عويضة إنه أدلى بصوته لمواجهة ما سماه «عنصرية نتانياهو» ورفض خطة السلام الأميركية بالشرق الأوسط.
وأضاف عويضة (27 عاماً)، ويعمل تاجراً للسمك، «لقد أثارت صفقة القرن شيئاً ما في العرب. لقد دفعتهم إلى التصويت لمحاولة إيقافها».
وقالت ريناد مصلح جبارة، وهي أيضاً من سكان الطيبة، إنها تأمل أن يؤدي الأداء القوي للقائمة المشتركة «إلى زيادة وعي الناس بضرورة ممارسة حقها الطبيعي والديمقراطي في التصويت في انتخابات الكنيست».
وتنحدر أصول معظم الأقلية العربية في إسرائيل من نسل الفلسطينيين الذين عاشوا تحت الحكم العثماني ثم الاستعمار البريطاني قبل البقاء في إسرائيل بعد إنشائها عام 1948 والحصول على الجنسية الإسرائيلية.
وكثيراً ما يدعو الأعضاء العرب في الكنيست إلى إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية ويشكون من أن مجتمعاتهم تواجه التمييز في مجالات مثل الصحة والتعليم والإسكان.
ورداً على ذلك يقول حزب نتانياهو إن خطته الاستثمارية التي تبلغ قيمتها 15 مليار شيقل (4.34 مليار دولار) للقطاع العربي هي الأكبر على الإطلاق من قبل حكومة إسرائيلية.
رويترز