سياسة لبنانيةلبنانيات

ملفات ساخنة ترافق التصعيد الحربي وتتطلب الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية

دخلت الحرب على غزة وجنوب لبنان مرحلة صعبة بعد فشل كل الوساطات حتى الساعة، في التوصل الى هدنة مدتها ستة اسابيع، يتم خلالها تبادل الاسرى بين حماس واسرائيل. ويبدو واضحاً ان العدو الاسرائيلي راغب في الاستمرار في الحرب، ولذلك يضع العراقيل امام اي محاولة للتهدئة. وهو مستمر في القصف العنيف على القطاع بما في ذلك رفح التي يستعد لهجوم بري عليها. وتسجّل التطورات ارتفاع عدد الضحايا الذي تجاوز الـ 32 الفاً، 72 بالمئة منهم من النساء والاطفال. فهذا العدو الحاقد لا يفرق بين كبير وصغير وبين رجل وامرأة.
على الحدود اللبنانية التصعيد هو البارز، خصوصاً بعدما توّسع في الايام الاخيرة وطاول البقاع الى جانب الجنوب. وقد استخدمت اسرائيل المسيرات في مطاردة عناصر حزب لله وحماس. وامس شنّت مسيرة اسرائيلة غارة على سيارة في منطقة صور ادت الى سقوط ضحايا تبين في وقت لاحق ان بين الضحايا مسؤولاً في حماس في الاعمال اللوجستية ويبدو ان اسرائيل تلقت ضربة مؤلمة، عندما رد حزب لله على غارتها على بعلبك باطلاق مئة صاروخ على الجولان استهدفت مركز اتصالات تابعاً للقيادة الشمالية للعدو. ولذلك هي توسع اعتداءاتها لتصل الى عمق الاراضي اللبنانية وقد اشرنا الى سقوط مسيرة تحمل صاروخاُ في بلدة حراجل الكسروانية.
على الصعيد السياسي هناك ملفات ضاغطة تحتم انتخاب رئيس للجمهورية. فقد زار بيروت وزير خارجية قبرص، وطالب بترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص. هذا الملف كان قد فتح في العام 2007 ولم يتم الاتفاق لأن لبنان كان سيخسر مساحة كبيرة وتوقف البحث، الى ان عادت قبرص لمصالح تتعلق بها، الى المطالبة بالترسيم انطلاقاً من النقطة 23، وهي الخط الذي حدده الترسيم بين لبنان واسرائيل. والذي خسرنا من خلاله مساحة تفوق الـ 1500 كيلومتر. وهناك اعادة تثبيت للحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، والتي حددتها اتفاقية الهدنة عام 1929. كل هذه الملفات تستوجب العمل سريعاً على انتخاب رئيس للجمهورية. وحول هذا الموضوع يتحرك تجّمع «لبنان الكبير» وتقول الاميرة حياة ارسلان ان التجّمع يقوم باتصالات واسعة مع الكتل النيابية والنقابات والجامعات والفاعليات التي لها تأثيرها على الارض، تحضيراً لاعتصام سيقام في 20 نيسان المقبل امام المجلس النيابي للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية, وسيتم الانطلاق من دار الافتاء تلبية لدعوة من المفتي عبد اللطيف دريان بهذا الخصوص. هذا التجمع كان قد انطلق من بكركي. يضاف الى ذلك المبادرة التي تقدمت بها كتلة «الاعتدال الوطني». ومن غير المعروف الى اين وصلت بعد تصريح الرئيس نبيه بري الاخير، الذي وصفه البعض بانه تراجع عن موقفه الاول الداعم للكتلة وشجعها.
على صعيد اخر اطلقت وزارة الاشغال العامة والنقل وإدارة استثمار مرفأ بيروت، الاعلان عن الوجه الخاص لمخطط اعادة اعمار وتطوير مرفأ بيروت، في قاعة المرفأ، بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وسفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو. والقى مدير مرفأ بيروت عمر عيتاني كلمة استذكر فيها ارواح ضحايا انفجار الرابع من آب، متوجهاً بالشكر لكل من ساهم ومد يد العون للمرفأ، وخص بالشكر الجيش اللبناني الذي القيت على عانقه اولاً هذه المسؤولية وبالتعاون في بعض الاحيان مع جهات خارجية ومنها الجيش الفرنسي وغيره. واستعرض كل المراحل التي قطعها العمل الذي استؤنف سريعاً، بحيث بدأ استقبال البضائع في اليوم الثالث بعد الانفجار، وما لبثت الحاويات ان بدأت تتدفق مجدداً. ثم تعاقب على الكلام السفير الفرنسي ووزير الاشغال علي حيمة وكانت كلمة الختام لرئيس الحكومة فشكر فرنسا وقال ان المشروع الذي قدمته سيأخذ طريقه الى التنفيذ في اسرع وقت، “اما في ما يخص جريمة المرفأ فاننا نتطلع الى استئناف التحقيق لاحقاق الحق والعدالة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق