استمرار تدفق الاسلحة والمقاتلين الاجانب الى ليبيا برغم «تعهدات» برلين
ازدادت التدخلات الخارجية في شؤون ليبيا، كما إرسال الأسلحة ومقاتلين أجانب، منذ انعقاد مؤتمر برلين الدولي في 19 كانون الثاني (يناير) بهدف السيطرة على التطورات، فيما تسعى الأمم المتحدة إلى استصدار قرار بالخصوص وسط صعوبات التوافق حوله.
وأعرب مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى ليبيا غسان سلامة في كلمة توجه بها إلى مجلس الأمن الدولي الخميس عن «بالغ الغضب وخيبة الأمل» إزاء مسار تطور الأوضاع منذ انعقاد المؤتمر في ألمانيا بحضور زعماء روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
وقال إن «طرفي النزاع واصلا تلقي كمية كبيرة من المعدات الحديثة والمقاتلين والمستشارين من جانب داعميهما الاجانب في انتهاك لحظر الاسلحة وكذلك للتعهدات التي قدمها ممثلو هذه الدول في برلين».
ومنذ نيسان (ابريل)، تسعى القوات الموالية للمشير خليفة خفتر، الرجل النافذ في شرق ليبيا، للسيطرة على العاصمة طرابلس حيث مقر حكومة الوفق الوطني التي تعترف بها الأمم المتحدة. ويلقى المشير حفتر الدعم بشكل خاص من دولة الإمارات ومصر وروسيا، فيما تدعم تركيا منافسه فايز السراج.
ومن دون تسمية دول بعينها، اشار سلامة الى «تعزيزات عسكرية» لدى الجانبين «ما ينذر بوقوع نزاع أوسع نطاقاً يضر بالمنطقة برمتها».
مشروع قرار
وقال غسان سلامة إن «جميع هذه المناورات (…) تنتهك مؤتمر برلين نصاً وروحاً»، مطالباً باستصدار قرار أممي في أسرع وقت.
ويتباحث مجلس الأمن الدولي منذ الاسبوع الماضي بشأن نص تقدّمت به بريطانيا يؤيد مخرجات مؤتمر برلين، إذ يطالب بوقف إطلاق النار وبتطبيق صارم للحظر على الأسلحة ويدعو كل الدول الأعضاء إلى الامتناع عن التدخل في النزاع. كما يطلب من أمين عام الأمم المتحدة تقديم مقترحات لمراقبة الهدنة.
وترغب برلين ولندن بتبني النص في أجل قريب، فيما سعت واشنطن وموسكو إلى المماطلة وأعربتا عن رغبتهما في انتظار تقديم غسان سلامة إحاطته أمام مجلس الأمن، وفق دبلوماسيين. ويرجّح ألا يتم التصويت قبل الأسبوع المقبل، أي بعد 15 يوماً من مؤتمر برلين.
تزامناً مع هذه المباحثات، عرضت الجزائر الخميس استضافة «مؤتمر للمصالحة الوطنية» بين طرفي النزاع، وفق ما اعلنت لجنة الاتحاد الافريقي المكلفة «ايجاد حلول» للنزاع الذي يشهده هذا البلد.
وتتأثر افريقيا في شكل مباشر بتداعيات النزاع في ليبيا وتسعى الى اسماع صوتها في هذا الملف الذي تديره بشكل رئيس الأطراف الغربية وروسيا وتركيا.
وقدّم غسان سلامة خلال إحاطته تفاصيل بشأن التعزيزات العسكرية. ولفت الى تعزيز قوات حفتر على طول خطوط الجبهة في طرابلس «عبر اسلحة ومعدات وعناصر مشاة بينهم مقاتلون اجانب»، مضيفاً «ازدادت في شكل ملحوظ رحلات طائرات الشحن، (بحيث باتت) اكثر من رحلة واحدة يومياً في مطار بنينة وفي قاعدة الخادم الجوية في شرق ليبيا لنقل معدات عسكرية».
«تعهد»
وتابع سلامة «في الوقت نفسه، وصل مقاتلون اجانب بالالاف الى طرابلس وانتشروا» الى جانب قوات تابعة لحكومة الوفاق. والثلاثاء ايضاً، شوهدت سفن اجنبية بينها زوارق حربية قبالة طرابلس، بحسبه.
وفي ظل اتهام فرنسا بأنّها تسعى لترجيح كفة حفتر على حساب السراج، اتهمت باريس أنقرة الخميس بأنّها نقلت بحراً الثلاثاء «مرتزقة» سوريين إلى ليبيا لمصلحة حكومة الوفاق، كاسرة بذلك «التعهد الذي قطعته» على نفسها في برلين.
ولا يزال يتعيّن ترجمة الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في برلين بشأن إنشاء لجنة عسكرية مشتركة هدفها تحديد شروط وقف إطلاق نار مستدام والانسحاب من المواقع العسكرية. وأكد غسان سلامة أنّ اجتماع اللجنة الأول في جنيف، الذي كان مقرراً في 28 كانون الثاني (يناير)، لم يلتئم شمله.
وتتألف هذه اللجنة من خمسة ممثلين عن حفتر و5 آخرين عن حكومة الوفاق. وقال سلامة إنّ ممثلي حفتر تغيبوا في جنيف، موضحاً انه سيتوجه بعد يومين إلى الرجمة قرب بنغازي حيث مقر حفتر، سعياً منه للخروج من المأزق.
وبحسب الأمم المتحدة، سجّلت منذ مؤتمر برلين «110 انتهاكات للهدنة» التي بدأت في 12 كانون الثاني (يناير) بمبادرة قادتها روسيا وتركيا.
من جانبها، عرضت الجزائر الخميس استضافة «مؤتمر للمصالحة الوطنية» بين طرفي النزاع في ليبيا، وفق ما اعلنت لجنة الاتحاد الافريقي المكلفة «ايجاد حلول» للنزاع الذي يشهده هذا البلد.
وقال وزير خارجية الكونغو جان كلود نغاكوسو ان «اللجنة اخذت علماً بعرض الجزائر استضافة مؤتمر للمصالحة الوطنية»، وذلك خلال تلاوته بياناً ختامياً اثر اجتماع عقدته اللجنة التابعة للاتحاد الافريقي حول الازمة في ليبيا في برازافيل.
ا ف ب