واشنطن وأوتاوا ولندن: إصابة الطائرة الأوكرانية المنكوبة بصاروخ إيراني بالخطأ
طرحت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا الخميس فرضية إصابة الطائرة الأوكرانية المنكوبة بصاروخ إيراني بالخطأ وقالت إنها تمتلك «معلومات» عن ذلك. من جانبها نفت إيران الاتهامات واعتبرتها مجرد «شائعات» لا أساس لها من الصحة.
قال رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون الخميس إن هناك أدلة على أن الطائرة الأوكرانية التي تحطمت في إيران أُسقطت بصاروخ أرض جو ربما أُطلق بدون قصد.
وفي ترديد إلى ما خلصت إليه الولايات المتحدة وكندا، دعا جونسون إلى تحقيق شامل وشفاف في الحادث الذي قتل فيه 176 شخصاً بينهم أربعة بريطانيين.
وتضمن بيان لجونسون ان «هناك الآن معلومات تفيد بأن الطائرة أسقطت بصاروخ إيراني. قد يكون هذا غير مقصود… تواصل بريطانيا دعوة جميع الأطراف بشكل عاجل إلى خفض التوتر في المنطقة».
وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن العديد من المصادر الاستخباراتية، بما في ذلك الكندية، تشير إلى أن طائرة البوينغ 737 التي تحطمت بالقرب من طهران الأربعاء «أسقطت بصاروخ أرض-جو إيراني».
وقال ترودو في مؤتمر صحفي «لدينا معلومات من مصادر متعددة، بما في ذلك من حلفائنا ومن أجهزتنا… تشير إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض-جو إيراني. ربما لم يكن الأمر متعمداً».
وقبل ذلك بقليل أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن لديه «شكوكاً» بشأن أسباب تحطم طائرة الركاب الأوكرانية بعد إقلاعها فيما أفادت وسائل إعلام أميركية أن أجهزة الاستخبارات تزداد قناعة بأن الطائرة أسقطت بطريق الخطأ بصاروخ إيراني.
وقال ترامب متحدثاً إلى صحافيين في البيت الأبيض «لدي شكوكي» وأضاف «لدي شعور بأن شيئاً رهيباً حدث»، مشككاً في فرضية حدوث عطل ميكانيكي في الطائرة التي تحطمت بعد دقيقتين من إقلاعها من مطار الإمام الخميني في اتجاه كييف.
وردت السلطات الإيرانية على فرضية إصابة الطائرة بصاروخ، مؤكدة أنها «شائعات» و«لا معنى»” لها. فيما دعت طهران شركة «بوينغ» للمشاركة بالتحقيق، كما طلبت من أوتاوا تبادل المعلومات معها في هذا الشأن.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي قوله «نطالب رئيس الوزراء الكندي وأي حكومة أخرى لديها معلومات عن حادث التحطم لتسليمها للجنة التحقيق في إيران».
ويذكر أن الكارثة التي أودت بحياة 176 شخصاً معظمهم إيرانيون كنديون، وقعت بعيد إطلاق طهران صواريخ على قاعدتين يستخدمهما الجيش الأميركي في العراق رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد.
ووصل حوالي خمسين خبيراً في مجال الطيران ومسؤولاً أمنياً أوكرانياً إلى طهران صباح الخميس للمشاركة في التحقيق، بما في ذلك قراءة بيانات الصندوقين الأسودين اللذين عثرت السلطات الإيرانية عليهما في موقع الكارثة.
وقال ترامب «سيسلمون الصندوقين الأسودين في مرحلة ما لشركة بوينغ في أفضل الحالات، لكن إذا سلموهما لفرنسا أو دول أخرى، سيكون الأمر على ما يرام أيضاً».
ويسود غموض حول مصير الصندوقين الأسودين اللذين يعتبران أساسيين في التحقيقات إذ نقلت وكالة مهر للأنباء القريبة من المحافظين المتشددين عن رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية علي عابد زاده قوله «لن نعطي الصندوقين الأسودين للمصنّع (بوينغ) والأميركيين».
لكن وزارة النقل الإيرانية رفضت الخميس «الشائعات حول تمنع إيران عن تسليم الصندوقين الأسودين (…) للولايات المتحدة».
وحدها بعض الدول مثل الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا لديها القدرات التقنية لتحليل بيانات الصندوقين الأسودين.
فرانس24/ أ ف ب