الاتحاد الاوروبي وموسكو يأسفان لقرار ايران التخلي عن قيود تخصيب اليورانيوم
عبّر الاتحاد الأوروبي الإثنين على لسان وزير خارجيته جوزيب بوريل عن «أسفه العميق» لتخلي إيران عن كل القيود المتعلقة بتخصيب اليورانيوم. وأشار بوريل إلى أنه «يعمل مع كل المشاركين (في الاتفاق) على المسار الذي يجب سلوكه». أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقد أكد أنه «لن يسمح» لطهران بامتلاك سلاح نووي.
في تغريدة له على تويتر عبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين عن «أسفه العميق» لإعلان إيران الأخير بشأن تخليها عن كل القيود المتعلقة بتخصيب اليورانيوم.
وتضمنت التغريدة أن «التطبيق الكامل للاتفاق حول النووي من قبل الجميع يعد اليوم أهم من أي وقت مضى، من أجل الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي». وقال إنه «يعمل مع كل المشاركين (في الاتفاق) على المسار الذي يجب سلوكه».
وأشار بوريل إلى أن الاتحاد الأوروبي سيعتمد على عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتقويم العواقب. فيما قال بيتر ستانو، المتحدث باسم بوريل، أثناء مؤتمر صحفي يومي «يجب أن نثق» بهذه الوكالة وانتظار ما ستقوله بشأن «”الوقائع على الأرض».
ودعا بوريل الأحد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى بروكسل وحض مرة جديدة على «خفض التصعيد» في الشرق الأوسط.
وتابع ستانو «هناك تفاهم متبادل على وجوب تواصل الالتزام لكن على الإيرانيين أن يعلمونا كيف يريدون المضي قدماً». وأشار المتحدث أيضاً إلى أن «هناك الكثير من النشاط والكثير من المكالمات الهاتفية».
ويذكر أن حلف شمال الأطلسي عقد اجتماعاً استثنائياً بعد ظهر الإثنين على مستوى السفراء لمناقشة الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران. وعقد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ مؤتمراً صحفياً نحو الساعة 16،30 (15،30 ت غ).
فيما يعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي الجمعة في بروكسل اجتماعاً طارئاً لمناقشة الأزمة الإيرانية، وفق ما قالت مصادر دبلوماسية الإثنين. وسيبدأ الاجتماع الساعة 14،00 (13،00 ت غ)، في وقت يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد سبل للتهدئة بعد اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني الجمعة بضربة أميركية في بغداد.
موسكو: الاتفاق اولوية
من جانبها حضت موسكو الإثنين الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني على إبقائه «أولوية» داعية الشركاء الأوروبيين إلى الوفاء بالتزاماتهم لضمان بقاء إيران في الاتفاق.
وروسيا واحدة من الدول الخمس المتبقية التي وقعت على الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018. والدول الأربع الأخرى هي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا.
وتضمن بيان لوزارة الخارجية الروسية أن «الحفاظ على الاتفاقات الواسعة وضمان تطبيقها المستدام يجب أن يبقى أولوية بالنسبة الى جميع الشركاء». وأضافت أن الاعلان الايراني «لا يحمل أي تهديد بالنسبة الى انتشار الاسلحة النووية».
وأكدت طهران مراراً أن الاتفاق المتعثر يمكن إنقاذه إذا ما ساعدت الأطراف الموقعة عليه في الالتفاف على العقوبات الأميركية القاسية. وذكرت الأحد أنها ستعود إلى التزاماتها في حال تم رفع العقوبات واستفادت إيران من ذلك.
وأشارت موسكو إلى «الثغرات» في مقاربة تعامل الأطراف الأخرى مع الاتفاق. وقالت «نأمل تحقيق النتائج الضرورية. الكثير يعتمد على الزملاء الأوروبيين».
وتابع البيان أن روسيا «تبقي على التزامها الكامل» بالاتفاق و«مستعدة لمواصلة العمل» داعية إلى امتلاك الأطراف الأخرى «الإرادة السياسية والاستجابة الجماعية الحاسمة». وتابع «نحن متأكدون أنه عندما يتم التغلب على هذه التحديات، فلن يكون لدى الجانب الإيراني أي سبب للخروج عن المطالب المتفق عليها».
ترامب: «إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً»
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فقد أكد الإثنين أنه لن يسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وذلك غداة إعلان طهران التخلي عن أي قيود في تخصيب اليورانيوم.
وكتب الرئيس الأميركي في تغريدة على تويتر «إيران لن تمتلك أبداً سلاحاً نووياً»، وذلك في سياق تهديداته المتصاعدة لإيران.
ويذكر أن إدارة ترامب انسحبت عام 2018 من الاتفاق الدولي حول النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين إيران والأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الصين، الأمم المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا) وألمانيا.
ووافقت إيران بموجب الاتفاق الذي بات مهدداً على أن تخفض أنشطتها النووية بشكل كبير، لتثبت أن ليس لها أهداف عسكرية، في مقابل رفع جزء من العقوبات الاقتصادية الدولية التي تخنق اقتصادها.
لكن إيران أكدت من جديد الأحد استعدادها للعودة إلى تطبيق الاتفاق النووي إذا غيرت واشنطن سياستها تجاهها.
فرانس24/ أ ف ب