رئيسيمعارض

50 سمكة ملونة تسرح في اسواق بيروت

«البحر والفن او البحر في الفن» عنوان كفيل بحد ذاته باستدراج سيل لا ينتهي من الالهام والرؤى والتخيلات فكيف اذا كان المجسم الذي يمكن الرسم عليه هو سمكة. خمسون مجسم سمكة (تصميم كوليت تابت) شكلت المساحة المتاحة لكل المبدعين فكانت النتيجة سمكات من كل الالوان والاشكال بتلاوين وتصاميم مختلفة، تبارى على تقديمها مصورون، رسامون، نحاتون، خطاطون، مصممو اعلانات، مصممو ازهار ومصممو ماكياج شكلت المعرض الجماعي الفريد الذي زين ابتداء من 3 تموز (يوليو) ساحة العجمي وسوق الجميل واكثر من ردهة من اسواق بيروت.

نظرة متأنية على السمكات المصنوعة بمواد مختلفة، الزرقاء والفضية والبنفسجية والملونة المرصوفة موزاييك او مسامير او ازهاراً او المزينة بالرسومات والعبارات، تجعل الزائر يدرك سريعاً انه امام حدث فني استثنائي في بيروت، ولا بد ان يتوقف باهتمام عند كل سمكة لان طريقة انجازها تدل على مهنة صاحبها، اذ يختلف عمل المصور عن عمل النحات. فالنحاتة هلا غريب عملها مختلف عن موزاييك ادمون بطرس وعن صور ندى كرم وعن سمكة  مصمم الاعلانات الذي يزيد عناصر الجذب كمثل سمكة انجزها مصمم اعلانات من شركة ليو، ونجد ان مصممة الماكياج تفننت في ماكياج عين السمكة وعمدت الى توسيع رسمة العين على مساحة السمكة كلها  اي ان السمكة كلها، صارت عين السمكة.

اذاً مما لا شك فيه ان المجال واسع للابتكار ولطرح الافكار الجديدة. فالفنانة مايا زنكول الموهوبة اصلاً في رسم الاعلانات، ملأت السمكة مع باولا سلوى ضاهر بالكتابات التي استوحتها من تاريخنا الفينيقي، فأسمت السمكة عشتار ملك المياه، وفي موقع اخر كتبت كلمات اغنية شعبية من التراث اللبناني، تغنيها الامهات للاطفال قبل النوم «يا بنوت غاب القمر وين كنت».
احدى السمكات صممت من قبل شركة اعلانات مشاركة على شكل دراجة هوائية تثير الاهتمام وتستوقف الزوار حيث تم لف جسم السمكة بالخيطان الملونة واضيفت اليها الاطارات التي اضفت حيوية لافتة على العمل.

 

 

 

رحلة ممتعة
اما الفنانون المعروفون فستتعرف عليهم من خلال سمكتهم من غير ان تقرأ التوقيع، وفي هذا الاطار يبرز عمل الفنان وجيه نحله المعروف باسلوبه المميز، وهو الرسام المشهور المرهف الحس الذي يملك القدرة على ان يجعل الناظر يذهب مع ريشته في رحلة ممتعة، وكما نراقب كل تفاصيل لوحته بمتعة، فإننا نتفحص سمكته بالحماسة ذاتها لانه صب عبقريته فيها.
في الختام تجدر الاشارة الى ان هذا النشاط الذي تم تنظيمه بمبادرة من «سوليدير» وافتتحته اسواق بيروت وشركة «بيغ تايم» في 3 تموز (يوليو) والذي سيستمر ثلاثة اشهر، ليس الاول في بيروت اذ سبق واستضافت ساحات وسط المدينة معرضاً للأبقار قام بتزيينها فنانون لبنانيون وما زالت موجودة لدى مؤسسات عدة ومجموعات فنية خاصة.
اما القيمة المضافة لهذا المعرض فهي أنه يساهم في تفعيل دور بيروت كعاصمة ثقافية رائدة في المنطقة، ويتيح لكل الناس تذوق الفن والاستمتاع به عن طريق وضع الفن في متناول الجميع، من لبنانيين واجانب ممن يزورون بيروت واسواقها التي تعتبر زيارتها اكثر من ضرورية للمقيمين والمغتربين وللسياح،  اشارة الى انه في نهاية المعرض، الذي يستمر لمدة ثلاثة أشهر، ستباع هذه الاعمال الفنية في مزاد علني يعود ريعه الى جمعيات خيرية تعنى بصحة الاولاد هي: «تمنى»، «هارت بيت» و«طفولة».

كوثر حنبوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق