سياسة عربية

استطلاع: تهاوي الثقة في حكومات دول أبرزها الولايات المتحدة

تراجعت الثقة في حكومات دول عدة السنة الماضية وتقوضت سمعة واشنطن بصفة خاصة في ظل ما يواجهه الرئيس الأميركي باراك أوباما من أزمة في الميزانية وأزمة التجسس التي أثارها موظف وكالة الأمن القومي السابق ادوارد سنودن وعدم الاتقان الذي شاب تطبيق نظام الرعاية الصحية الذي يعرف باسم “أوباما كير”.
وقال 37 بالمئة فقط من البالغين خريجي الجامعات الذين شاركوا في مسح ايدلمان للثقة إنهم يثقون في الحكومة الأميركية بانخفاض 16 نقطة مقارنة بعام مضى وسبع نقاط عن المتوسط العالمي.
ولم تكن الولايات المتحدة في ذيل القائمة حيث بلغت الثقة في حكومات بعض دول غرب أوروبا ومن بينها فرنسا واسبانيا وايطاليا مستويات أقل غير أن مدى التراجع الأميركي كان كبيرا بصفة خاصة.
وقال ريتشارد ايدلمان رئيس شركة ايدلمان الأميركية للعلاقات العامة التي أجرت الدراسة إن حالة الإحباط تصاعدت لأنها أعقبت فترة قصيرة من التحمس لدور الدولة في الحيلولة دون الانهيار الاقتصادي.
وأبلغ ايدلمان رويترز: “في عامي 2008 و2009 كان هناك سبب يدعو الحكومات إلى التدخل وقال الجميع إن الحكومة أنقذت الموقف. ورفع هذا سقف الآمال – لكنها تحطمت بعد ذلك.”
وفي حالة الولايات المتحدة هناك ثلاثة عوامل سلبية رئيسية كان لها تأثير كبير في السنة الأخيرة وهي الأزمة بين الديمقراطيين والجمهوريين بخصوص الميزانية وأزمة برامج التجسس التي كشف عنها سنودن والتخبط في تنفيذ برنامج “أوباما كير” بسبب مشاكل فنية في موقع إلكتروني اتحادي.
ونشرت نتائج المسح السنوي للثقة اليوم الاثنين قبل تقديمها في اجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في الفترة من 22 إلى 25 كانون الثاني (يناير) في منتجع دافوس السويسري.
ونتيجة لفقدان الثقة في حكومات عدد من دول العالم اتسعت الفجوة بين الثقة في الحكومات وفي الشركات لتصل إلى مستوى قياسي إذ تتقدم الشركات الآن بفارق 14 نقطة.
وتتسع هذه الفجوة بصفة خاصة في الهند التي تتجه إلى إجراء انتخابات وسط موجة من فضائح الفساد، وفي البرازيل حيث تأججت مشاعر الغضب بسبب مزاعم فساد وارتفاع أجرة الحافلات والإنفاق الحكومي الضخم على بطولة كأس العالم لكرة القدم 2014.
واستقرت الثقة في الشركات بوجه عام عند 58 بالمئة. لكن بينما يرتفع مستوى الثقة في بعض القطاعات الصناعية مثل التكنولوجيا والسيارات تظل هناك مطالبات واسعة النطاق بتنظيم أكبر لقطاعات الخدمات المالية والطاقة والغذاء.
وتحظى الشركات المملوكة لعائلات والشركات الصغيرة بثقة أكبر من الشركات الكبرى في أنحاء العالم مع تباينات إقليمية ملحوظة حيث تعاني الشركات في الأسواق الناشئة الرئيسية من افتقار كبير للثقة مقارنة بالشركات الغربية.
واستطلع المسح آراء ستة آلاف شخص من الجامعيين الموسرين نسبيا الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و64 عاما في 27 دولة خلال الفترة من 16 تشرين الأول (أكتوبر) إلى 29 تشرين الثاني (نوفمبر).

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق