رئيسيسياسة عربية

ساعات الهدنة الأولى في اليمن تشهد خروقات عدة على ايدي الحوثيين

دخلت الهدنة التي أعلنتها الأمم المتحدة لمدة 72 ساعة في اليمن حيز التنفيذ منتصف ليل الأربعاء الخميس، وشهدت الساعات الأولى من هذه الهدنة خروقات عدة واتهامات متبادلة من الجانبين بالمسؤولية عنها.

شهدت مناطق يمنية معارك وقصفاً في الساعات الأولى لدخول هدنة لمدة 72 ساعة أعلنتها الأمم المتحدة حيز التنفيذ عند منتصف ليل الأربعاء الخميس، مع تأكيد أطراف النزاع التزامهم التهدئة وفي الوقت نفسه تعهدهم الرد على الخروقات.
ودخلت الهدنة بين القوات الحكومية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح حيز التنفيذ الساعة 23،59 ليل الأربعاء (20،59 ت غ).
إلا أن خروقات عدة سجلت منذ اللحظات الأولى للهدنة، وهي السادسة من نوعها بين أطراف النزاع المستمر منذ زهاء 19 شهراً.
وأفاد سكان في صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون منذ أيلول (سبتمبر) 2014، أن طيران التحالف حلق في أجوائها مرتين على الأقل فجر الخميس، من دون شن غارات.
وكانت قيادة التحالف أكدت في بيان ليلاً التزامها «بوقف إطلاق النار مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري والاستطلاع الجوي لأي تحركات لميليشيات الحوثي والقوات الموالية لها».
من جهتها، أعلنت القوات الحكومية تسجيل «تسعة خروقات» منذ بدء الهدنة وحتى الساعة الرابعة فجراً، في منطقة نهم شمال شرق صنعاء.
وأفادت مصادر عسكرية موالية لهادي أن المتمردين استهدفوا بصواريخ كاتيوشا منطقة الزاهر في محافظة البيضاء (وسط).
وكانت مصادر عسكرية وسكان أفادوا مع بدء الهدنة، عن تسجيل قصف مدفعي على الأحياء الشرقية لمدينة تعز (جنوب غرب) والتي يحاصرها المتمردون منذ أشهر. كما أطلق هؤلاء النار على مواقع للقوات الحكومية في صرواح بمحافظة مأرب شرق صنعاء.
وعند الساحل الغربي على البحر الأحمر، قتل ثلاثة عناصر من القوات الحكومية بعد منتصف الليل، إثر هجوم شنه المتمردون لاستعادة مواقع فقدوها قبل بدء سريان الهدنة قرب مدينة ميدي، بحسب ما أفاد العقيد عبد الغني الشبلي.
وقال لوكالة فرانس برس تعليقاً على خرق الهدنة «لم يسبق للمتمردين الالتزام وهذا ليس بجديد ونحن كان عندنا توجيهات بالالتزام مع الاحتفاظ بحق الرد ونحن الآن بموقف الدفاع».
في المقابل، أكد المتحدث باسم القوات العسكرية للمتمردين العميد الركن شرف لقمان الالتزام «بوقف إطلاق النار وفق الزمن المحدد إذا التزم العدو بالفعل بوقف العدوان بشكل شامل وكامل براً وبحراً وجواً».
ودعا المقاتلين إلى «المزيد من اليقظة والحذر وعدم الركون كون العدو يستغل دائماً الحديث عن وقف إطلاق النار للقيام بأعمال عسكرية».
وأكدت القوات الحكومية في بيان ليل الأربعاء التزامها الهدنة «مع احتفاظنا بحق الرد في حال خرقها» من قبل المتمردين.

«يضحكون علينا»
وشهد اليمن منذ بدء النزاع بين الحكومة والمتمردين، خمس محاولات لوقف إطلاق النار كانت غالباً ما تنهار ليعود التصعيد العسكري من بعدها إلى مستوياته السابقة. وآخر الاتفاقات بدأ تنفيذه في نيسان (أبريل) تزامناً مع مشاورات سلام بين الجانبين برعاية الأمم المتحدة في الكويت.
وفي ظل السيناريو المتكرر، لا يبدي اليمنيون تفاؤلا بوقف جدي للقتال.
وقال صادق عبدالله (28 عاماً) المقيم في صنعاء لفرانس برس «نريد هدنة دائمة، أن يعود اليمن كما كان (…) وأن نشعر بالأمن والأمان».
أما الموظف الحكومي علي الدوش (32 عاماً) فقال «يضحكون علينا بهذه الهدنة. هدنة لثلاثة أيام؟ نحن نريد وقف الحرب. نريد مرتبات (رواتب). حتى الآن ثلاثة أشهر دون مرتبات بسبب الحرب العبثية».
واتخذت حكومة هادي في أيلول (سبتمبر) قراراً بنقل المصرف المركزي من صنعاء إلى عدن (جنوب)، متهمة المتمردين بالاستحواذ على ما يصل إلى 1،6 مليار دولار من أمواله لتمويل الحرب. واعتبر خبراء حينها أن الخطوة هي من وسائل الضغط الاقتصادي على المتمردين.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق