فيليب سالم… من الوطن الصغير الى العالم الكبير
كثيرة هي الكتب التي أصدرها البروفسور فيليب سالم، وكذلك الكتب التي صدرت عنه… ولا غرابة في ذلك، لان صاحب هذا الاسم يختزن في داخله معرفة شاملة تتجاوز مهنته كطبيب لبناني إنطلق من الوطن الصغير الى العالم الكبير، وحقق النجاح والشهرة والمجد.
الى جانب كونه من أبرز أطباء العالم في الأمراض السرطانية، فهو الكاتب والمفكر والباحث والمحاضر في مختلف شؤون الحياة: في الطب والسياسة والفلسفة والعلوم، والى ما هنالك من الحقول الوطنية والحياتية والانسانية…
انطلاقاً من هنا، كثرت مؤلفاته، وكثرت الكتابات عنه، وامتدت شهرته في الشرق والغرب، وبقي الانسان المتواضع والمحب الذي لا يتورع، عندما يلتقي بأخيه الانسان، بعد طول غياب، من أن «يعبُطَهُ» بشدة – وذلك على طريقته – تعبيراً عن اشتياقه وحبه له، وكنت الشاهد على ذلك في مناسبات عدة.
أما كتابه الجديد «المعرفة تقود الى اللّه» فهو يندرج في خانة فن الحوار، ويتضمن سلسلة ندوات أو مقابلات تلفزيونية، في الدين، الفلسفة، العلم والسياسة، جرت معه في فضائية تيلي لوميار، مع كلمة للبطريرك الكاردينال بشاره بطرس الراعي، ومقدمة للدكتور الياس الحاج.
من هنا، لا بدّ من ذكر بعض الأقوال البليغة التي وردت على لسان البروفسور فيليب سالم.
في اكثر من مقابلة مع المحامي شربل زوين، يقول: أرفع صفات العطاء ان تعطي الانسان الحياة – إذا لم تحب مريضك لا يُمكنك شفاؤه – المحبّة أهم من المعرفة… وهي أعظم قوة على الأرض -العناق بين عملي وايماني نتيجة لتجربة حياة – لو لم يكن لبنان وطني لما عرفت من أنا، لأن لبنان يحدّد قسماً كبيراً من هويتي – عدوّاي المرض والجهل، لأن الجهل مرض خطير، وأخطر ما قد يواجهنا – أهم حق للانسان هو الحق في الصحة، أي الحق في الحياة!
وفي مقابلة أجرتها معه الشاعرة مي منصور، يقول: أنا قومي حضاري لبناني. هذا هو حزبي – الموت قوي، لكن المحبّة أقوى منه – أنا أخذت المحبّة من والدتي، والعلم والاجتهاد والمثابرة من والدي.
وفي مقابلة أجراها معه الكاتب أنطوان شديد، يقول: في لبنان ثالوث قدّوس: الحرية والديمقراطية والتعددية الحضارية. هذا هو لبنان، هذا واجب الوجود للبنان – لكل نفقٍ نهاية مضيئة بالرجاء الدائم والأمل – الفشل لا يقتلنا إنما يقوّينا.
وفي مقابلة أجراها معه الدكتور الياس الحاج يقول: أؤمن بأن البشرية جمعاء أهلي ولكن لبنان هويتي وحبي وعشقي – عيادتي هي كنيستي وصلاتي في عملي – العدالة تعلو فوق كل شيء – حلمي أن أرى أحداً يدحرج هذا الحجر الكبير عن قبر لبنان، ليقوم!
وبعد، ما زال البروفسور فيليب سالم، يواصل مسيرة العطاء الخيّر، سواء في ميدان الطب، أو في ميدان الكتابة.
اسكندر داغر