سياسة لبنانيةلبنانيات

الجنوب في انزلاق جدي نحو الحرب والمجلس النيابي يوجه طعنة جديدة للاستحقاقات الدستورية

هل بدأ الجنوب يسير نحو الحرب الشاملة فتمتد الى مختلف المناطق اللبنانية؟ فقد اعلنت اسرائيل انها بدأت هجوماً على الجنوب كله وقد شنت غارات استهدفت اربعين هدفاً لحزب الله، كما قالت. ورد الحزب بقصف مكثف طاول اماكن بعيدة وصولاً الى عكا. ويأتي هذا التطور بعد تحرك سكان المستوطنات الشمالية مطالبين حكومتهم باتخاذ تدابير تسهم في عودتهم الى مستوطناتهم. وزاد من غضبهم بدء اسرائيل باقامة مخيمات لسكان رفح، مما يعني ان الجيش المعادي قرر اقتحام هذا القطاع. ويترافق ذلك مع توقيع الرئيس الاميركي على مساعدات ضخمة لاسرائيل وقال ان ذلك من اجل تعزيز قدراتها الجوية. الا ان كل هذه التطورات لا تزال ضمن ضوابط لم تخرج عنها بعد الى الحرب الشاملة ولكن الى متى؟

ملفات كثيرة على جانب كبير من الاهمية وبعضها يتعلق بوجود لبنان، امام المسؤولين حالياً ولكنها كلها في طريق مسدود، والحلول اللازمة لها متعثرة، بسبب سياسات خاطئة وغير كفؤة وليست على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقها، وهي تتدرج من انتخاب رئيس للجمهورية والذي يعتبر مفتاح الحلول للازمات كلها، شرط ان يتم التوافق حول هذا الاستحقاق كسلة متكاملة، اي بتشكيل حكومة متجانسة اعضاؤها بعيدون عن الكتل السياسية المتصارعة. الى الوضع في الجنوب الذي يتصعد ويتوسع وبات يخشى من الوصول الى حرب تشمل كل لبنان وربما المنطقة، الى ملف النازحين الذي يهدد مصير البلد والشعب اللبناني باسره وقد بدأ المسؤولون يشعرون بخطره. فقد زار محافظ الشمال بلدة كوبا البترون حيث هناك مخيمات للنازحين، وتبين ان عدداً منهم يحمل السلاح وهذا اخطر ما يمكن تصوره، اذ انهم قنابل موقوتة تهدد بتفجير البلد في اي لحظة وكان اجتماع السرايا اعلن امس عن تدابير حكومية لمعالجة ازمة النزوح وكلف مدير الامن العام بالانابة اللواء الياس البيسري الاتصال بالمسؤولين السوريين لمعالجة الوضع، فعسى ان تكتمل الخطة حتى النهاية والوصول الى حل يعيد هؤلاء الى بلدهم سوريا.

وملف انتخاب رئيس للجمهورية يبدو انه نائم في الادراج رغم التحركات الداخلية والدبلوماسية. فكتلة الاعتدال تواصل تحركها ولكن لا يبدو ان هناك رغبة لدى بعض الكتل النيابية في الوصول الى حل. واللجنة الخماسية التي جالت مجدداً على الهيئات السياسية المعنية لم تحمل معها اي خطة، بل مجرد تصاريح لا تؤدي الى اي نتيجة. وذكر في هذا الاطار ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سيوفد وزير خارجيته الى المنطقة فيزور لبنان السبت في اطار جولة تشمل السعودية واسرائيل. ولكن ما هو الموقف الاميركي؟ وهل سيصل الى لبنان كما ذكر في الاعلام مستشار الرئيس الاميركي اموس هوكستين؟ واذا جاء ماذا يحمل معه والطريق امام الحل لا تزال مقفلة. ان كل هذه التحركات لم تؤد الى نتيجة ولا يبدو في الافق ما يؤشر الى قرب انتخاب رئيس للجمهورية، لا بل على العكس يقدم المجلس النيابي اليوم الى توجيه ضربة جديدة الى الدستور بعقد جلسة تشريعية غير شرعية، يجري خلالها التمديد للمرة الثالثة للبلديات. هذه الجلسة ستقاطعها المعارضة والتجدد وبعض المستقلين والتغييريين، الا ان نصاب الجلسة مؤمن من خلال التيار الحر الذي تردد ان نوابه سيحضرون ويصوتون مع التمديد تنفيذاً لاتفاق يتعلق بانتخابات نقابة المهندسين، كما ذكرت وسائل الاعلام في حينه ويعلق احد النواب بالقول هل يمكن بعد ذلك القول ان التيار يمكنه ان يتقاطع مع المعارضة؟ لقد اصبح واضحاً انه مستمر في موقعه، مهما كانت التصريحات التي تصدر من هنا وهناك ولا تعكس الحقيقة. فهو في صف الممانعة ولن يتغير.

اما النواب الذين ذكروا انهم سيحضرون الجلسة ولا يصوتون للتمديد، فانهم بحضورهم يؤمنون النصاب وهذا هو المهم بالنسبة الى الجلسة. ولم يعد مهماً كيف يصوتون لان الاكثرية اللازمة مؤمنة… فهل كتب على لبنان الا ينفذ استحقاقاته الدستورية من انتخاب رئيس الى البلديات، الى غيرهما، في ظل هذا المجلس الذي يعمل على التعطيل؟ فكيف يجتمع خلافاً للدستور للتمديد للبلديات، رغم وجود اكثر من مئة بلدية منحلة، ولا يستطيع ان يجتمع لانتخاب رئيس للجمهورية؟ هذه الاوضاع يدفع ثمنها الشعب اللبناني من مستقبله فمن ينقذه من هذا المصير الاسود؟ وهل يقتنع المسؤولون والشعب معهم بضرورة اجراء انتخابات مبكرة تعيد تصحيح التمثيل لان الاستمرار مع هذا المجلس سيمدد للتعطيل حتى نهاية ولايته؟ ثم هل ادرك المواطنون ان المستقبل مرهون بحسن اختيارهم لممثليهم، لان الاستمرار في ارضاء هذا الزعيم او ذاك تبين انه يؤدي الى الخراب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق