دولياتعالم

كيري يلوح بفرض عقوبات جديدة على بيونغ يانغ

حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين كوريا الشمالية من فرض عقوبات جديدة عليها، وشن هجوماً قوياً على هذا النظام الذي وصفه بانه «شائن» وبأنه يؤسس حكمه على الاستفزاز والاعدامات «المقززة».

واعلن كيري الذي تحدث في سيول ان التجربة الاخيرة التي اجرتها بيونغ يانغ لاطلاق صاروخ بالستي من غواصة تظهر ان الشمال لا رغبة صادقة لديه في التقرب من الاسرة الدولية.
واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ سي ان بيونغ يانغ «تواصل على العكس تطوير اسلحة نووية وصواريخ بالستية والنكث بوعودها واطلاق تهديدات واظهار عدم اكتراث واضح للقوانين الدولية».
وتابع كيري «لهذا من المهم ان نعزز الضغوط الدولية على كوريا الشمالية لتغير سلوكها» مشيراً الى امكان فرض «عقوبات جديدة او وسائل اخرى» لحمل بيونغ يانغ على تعديل سياستها.
وتخضع كوريا الشمالية الدولة الفقيرة لكنها تملك اسلحة نووية لمجموعة عقوبات تفرضها الامم المتحدة بعد سلسلة تجارب نووية واطلاق صواريخ.
وقبل اسبوع، اعلنت كوريا الشمالية انها اجرت تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ بالستي من غواصة مما يشكل انتهاكا للحظر الذي تفرضه الامم المتحدة على استخدام او اختبار تكنولوجيا الصواريخ البالستية.
وسترفع حيازة كوريا الشمالية لتكنولوجيا اطلاق صواريخ بالستية من غواصات، التهديد النووي الذي تمثله الى مستوى جديد، اذ ستصبح قدرتها على الانتشار والرد في حال حصول هجوم نووي تتجاوز حدود شبه الجزيرة الكورية.
واضاف كيري ان قيادة كيم جونغ اون تعتبر من «اسوأ الانظمة المروعة التي لا تبدي اي اكتراث لحقوق الانسان».

«عمليات الاعدام العلنية الاستعراضية والدموية والمقززة»
واشار كيري تحديداً الى «عمليات الاعدام العلنية الاستعراضية والدموية والمقززة» والتي تتم نزولاً عند رغبة كيم جونغ اون وتكون غالباً ضد مقربين منه.
والاسبوع الماضي، اعلنت اجهزة الاستخبارات في كوريا الجنوبية ان نظام الشمال قام باعدام وزير الدفاع ضمن «عملية تطهير».
واضافت الاستخبارات ان بحوزتها معلومات غير مؤكدة بان هيون يونغ شول اعدم بنيران مدفع مضاد للطائرات.
وكانت تلك الاجهزة نفسها اعلنت قبل ذلك اعدام 15 مسؤولاً في الشمال منذ مطلع العام بتهمة التشكيك في سلطة الزعيم الشاب.
واعتبر كيري انه «امر بالغ الاهمية» ان تسلط الاسرة الدولية الاضواء على انتهاكات حقوق الانسان وذلك بعد تقرير صدر عن الامم المتحدة العام الماضي وتضمن تفاصيل لعمليات انتهاك على نطاق واسع واوصى باحالة بيونغ يانغ امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وكان كيري اعرب في بكين التي زارها قبل سيول عن الامل في ان يشكل الاتفاق المحتمل مع ايران حول برنامجها النووي مثالا يشجع كوريا الشمالية للعودة الى طاولة المفاوضات السداسية (كوريا الشمالية والجنوبية والولايات المتحدة وروسيا والصين واليابان) حول ملفها النووي.
وتهدف هذه المحادثات المعلقة من كانون الاول (ديسمبر) 2008 الى اقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن برنامج التسلح النووي لقاء الحصول على تسهيلات اقتصادية ودبلوماسية وضمانات لامنها.

«تواصل بيونغ يانغ تطوير اسلحة نووية وصواريخ بالستية والنكث بوعودها واطلاق تهديدات واظهار عدم اكتراث واضح للقوانين الدولية»


وكانت واشنطن اعربت عن انفتاحها امام اجراء مفاوضات مع بيونغ يانغ وذلك على امل اعادة احياء المحادثات السداسية، الا ان كيري شدد على ان الشمال يجب ان يبدي نية صريحة بذلك وهو «من الواضح ان بيونغ يانغ بعيدة عنه خصوصاً بعد الاستفزاز الاخير».
وتتعرض حكومة الرئيس الاميركي باراك اوباما للانتقاد بانها تركز على ايران على حساب كوريا الشمالية.
وحذر باحثون اميركيون مؤخراً من ان كوريا الشمالية تبدو مستعدة لتسريع برنامجها النووي في السنوات الخمس المقبلة مع توقع ان تمتلك، وفق اسوأ السيناريوهات، حتى مئة سلاح نووي بحلول 2020.
وشدد كيري ايضاً على قوة التحالف العسكري مع سيول ومن المفترض ان يتحدث لاحقا عن اساءة استخدام الفضاء المعلوماتي والاجراءات الامنية التي يجب اتخاذها.
وتتهم سيول بيونغ يانغ بالوقوف وراء سلسلة من اعمال القرصنة ضد مؤسسات عسكرية ومصارف ووكالات حكومية وقنوات تلفزيونية ومواقع صحافية في السنوات الاخيرة. وتعتبر سيول ان بيونغ يانغ لديها مجموعة من نخبة القراصنة المعلوماتيين يقدر عددهم بستة الاف شخص.
وتتهم واشنطن ايضاً بيونغ يانغ بالوقوف وراء عملية القرصنة لموقع استوديوهات سوني التي طالب منفذوها بعدم عرض فيلم «المقابلة» الكوميدي الذي انتجته الشركة ويسخر من كيم جونغ اون.

أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق