الخوف من حرب جديدة مفتوحة يجمع بين الاسرائيليين والفلسطينيين
نتانياهو: المعركة قد تطول مع حركة الجهاد الإسلامي والاتحاد الأوروبي يدعو لوقف العنف
فجأة دوت صفارات الإنذار في اسرائيل وتراكض المدنيون للاختباء في الملاجىء، وعاش فلسطينيو غزة مجدداً معاناة القصف الجوي والمدفعي، لتعود وتسيطر لدى الطرفين مشاعر الخوف من حرب جديدة مفتوحة، إثر قيام اسرائيل بقتل قيادي في حركة الجهاد الإسلامي.
وقتلت اسرائيل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا في غارات استهدفت قطاع غزة فجر الثلاثاء، فرد الفلسطينيون بإطلاق صواريخ من القطاع على الأراضي الاسرائيلية.
وحتى ساعات المساء الأولى من يوم الثلاثاء أدت هذه المواجهة الجديدة الى مقتل سبعة فلسطينيين وإصابة 45 آخرين بجروح حسب وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، والى إصابة 46 إسرائيليا بجروح حسب جهاز الإسعاف الإسرائيلي.
ومنذ الفجر إنطلقت صفارات الإنذار في جنوب اسرائيل وتواصلت طيلة النهار قبل أن تطلق أيضاً في تل ابيب. وأمر الجيش الاسرائيلي المواطنين بالبقاء في بيوتهم عدا العاملين في المستشفيات والمؤسسات الحيوية، كما حظرت التجمعات العامة.
وفي ريشون لتسيون خامس أكبر مدينة في البلاد، سقط صاروخ صباح الثلاثاء في أحد شوارع حي ميسور في المدينة، فأغلقت المؤسسات أبوابها بناء على تعليمات السلطات المحلية حتى اشعار اخر.
الخوف من حرب جديدة
في مدينة سديروت الجنوبية الأقرب إلى قطاع غزة، بدت الشوارع خالية تقريبا، وكان يسمع بين الحين والآخر دوي صواريخ القبة الحديدية وهي تسعى لاعتراض الصواريخ الاتية من غزة.
واغلقت المتاجر ابوابها في سديروت. لكن مطعماً مكسيكياً صغيراً بالقرب من ساحة المدينة أصر على فتح أبوابه، وشوهد صاحبه سعدي المالح (27 عاماً) الاسرائيلي من اصل مغربي وهو يبيع الخبز المكسيكي لبعض الصحافيين والجنود.
على الجانب الفلسطيني في قطاع غزة، لم يخف السكان مخاوفهم من تصعيد جديد واسع، خصوصاً وأن القوات الجوية الإسرائيلية واصلت طيلة نهار الثلاثاء تقريباً قصفها للقطاع.
في شوارع مدينة غزة اغلقت المحلات التجارية والجامعات والمدارس أبوابها حداداً على ابو العطا واحتماء من القصف. وقال امين دلول (31 عاماً ) «إن الاحتلال يريد حرباً جديدة على غزة لإنقاذ نتانياهو من أزمته الحكومية، ومن هنا جاء القرار الصهيوني بالعودة للاغتيالات».
واضاف دلول «إن الناس هنا قلقون ولا يريدون الحرب، فغزة لم تعد تتحمل حروبا ويكفيها الحصار والفقر والدمار والانقسام».
وانطلقت مكبرات الصوت من المساجد وهي تنعي «الشهيد بهاء ابو العطا»، وشارك في تشييعه في المسجد العمري آلاف الأشخاص.
كما أعربت عبير حسان (37 عاماً) عن مخاوفها من العودة الى الحرب. وقالت «نحن خائفون لا نرغب بحروب جديدة. ما ذنب الناس ليقتلوا وتدمر منازلهم؟ أنا لا استبعد أي شيء من العدو الاسرائيلي».
وراى محمود بربخ (40 عاماً) أن «الشعب الفلسطيني لا يريد الحرب واسرائيل هي دائماً التي تبادر في هذا المجال»، مضيفاً «الموت لم يعد يخيفنا». لكنه أعرب عن القلق بسبب الضائقة الاقتصادية التي يعاني منها السكان وقال «إن الحرب آتية والشعب لا يملك قوت يومه لشراء حاجاته التموينية».
نتانياهو: معركة طويلة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعد مقتل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا، أن «الحكومة الأمنية» وافقت على عملية اغتيال أبو العطا. وقال من مقر وزارة الدفاع بتل أبيب في مؤتمر صحفي «إن بهاء أبو العطا هو كبير الإرهابيين، وهو منفذ رئيسي للإرهاب في قطاع غزة خلال العام الأخير».
وأضاف أنه «خطط ونفذ عمليات إرهابية كثيرة. وأطلق مئات الصواريخ على بلدات في قطاع غزة. وكان في أوج التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية أخرى أيضاً خلال الأيام الأخيرة».
وتابع إن المعركة «قد تطول مع حركة الجهاد الإسلامي».
ومن جهته، أكد رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت» نداف أرغمان «إن العملية سمحت لنا بالوصول إليه (أبو العطا) في سريره الذي ينام فيه وإلى غرفة صغيرة كان يعيش ويختبئ فيها».
وقالت إسرائيل في وقت لاحق إنها استهدفت مواقع تدريب للجهاد الإسلامي وموقعاً لتصنيع الأسلحة وكذلك فرق إطلاق الصواريخ.
وكان المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكوس قال لصحافيين «نستعد لأيام عدة من المواجهات».
وأغلقت المدارس في كل من قطاع غزة وفي أجزاء من إسرائيل، بينها في تل أبيب.
حركة الجهاد الإسلامي تتوعد بالرد
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان مقتل القيادي أبو العطا (41 عاماً) في منطقة الشجاعية في شرق مدينة غزة. وقالت إن زوجته أسماء أبو العطا (39 عاماً) قتلت أيضاً في الضربة.
وقال عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش في كلمة له خلال تشييع أبو العطا «ستبقى معركتنا مع الاحتلال مفتوحة على كل الاحتمالات ولن نسمح للاحتلال بتغيير قواعد الاشتباك».
وأضاف «لا خيار أمامنا سوى المواجهة ولا حسابات ستمنع الجهاد من مواصلة الرد على جريمة اغتيال بهاء أبو العطا ومحاولة اغتيال الأخ المجاهد أكرم العجوري».
وتوعد بأن نتانياهو «سيدفع ثمناً غالياً لجريمته» في غزة ودمشق.
الاتحاد الأوروبي يدعو إلى وقف التصعيد
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل «سريع وتام»، «حفاظاً على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني في بيان إن وقف التصعيد «ضروري الآن حفاظاً على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين».
وشددت المتحدثة مايا كوسيانكيتش على أن «إطلاق الصواريخ على المدنيين غير مقبول إطلاقاً ويجب أن يتوقف فوراً».
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي «يدعم بالكامل بهذا الصدد جهود مصر» ويذكر بموقفه القاضي بأن «وحده حل سياسي يمكن أن يضع حداً لدوامات العنف هذه».
فرانس24/ أ ف ب