أبرز الأخبارسياسة عربية

بلينكن يلتقي عباس في رام الله مؤكداً دعم حل الدولتين

خلال لقائه الرئيس محمود عباس، عبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء من مقر السلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية عن «حزنه» وقدم «تعازيه» لمقتل فلسطينيين أبرياء، في ختام جولة دبلوماسية سعى من خلالها لخفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وشدد بلينكن في السياق على دعم واشنطن لحل الدولتين لإنهاء الصراع المستمر منذ عقود.
في ختام جولة دبلوماسية مكثفة في المنطقة، التقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء في الضفة الغربية المحتلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ومن مقر الرئاسة في رام الله عبر بلينكن عن «حزنه» وقدم «تعازيه» لمقتل فلسطينيين أبرياء.
ويأتي لقاؤه بعباس في ختام جولة دبلوماسية يقوم بها بلينكن سعى خلالها لخفض التصعيد بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقال بلينكن «اسمحوا لي أن أبدأ بالإعراب عن تعازينا وحزننا على مقتل المدنيين الفلسطينيين الأبرياء الذين فقدوا أرواحهم في تصعيد العنف خلال العام الماضي».
وأضاف «يعاني الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء من انعدام الأمن المتزايد والخوف المتزايد في منازلهم وفي مجتمعاتهم وفي أماكن عبادتهم».
وتابع «نعتقد أن من المهم اتخاذ خطوات للتخفيف من حدة التصعيد ووقف العنف وتقليل التوترات ومحاولة أيضا خلق الأسس لمزيد من الإجراءات الإيجابية للمضي قدماً».
وأكد بلينكن التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين وقال إنه يعارض أي إجراءات أحادية الجانب تحول دون ذلك. وعدد بلينكن ضمن هذه الإجراءات «توسيع المستوطنات أو إضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية وأعمال الهدم والطرد وتغير الوضع القائم في الأماكن المقدسة وبالطبع التحريض على العنف أو الموافقة عليه».
وتعد السياسات المثيرة للجدل مثل توسيع المستوطنات وهدم منازل الفلسطينيين على رأس جدول أعمال حكومة نتانياهو الجديدة الإدارة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل.
وتجدر الإشارة إلى أن زيارة بلينكن إلى رام الله الثلاثاء وإسرائيل التي وصل اليها الإثنين مقررة منذ فترة طويلة وقد بدأها الأحد من مصر. وهي تمثل منعطفاً مع تدهور شديد ومفاجئ في الوضع الأمني بين الفلسطينيين والاسرائيليين منذ بضعة أيام.
من جهته قال الرئيس عباس «إن ما يحدث اليوم تتحمل مسؤوليته الحكومة الإسرائيلية… بسبب ممارساتها التي تقوض حل الدولتين وتخالف الاتفاقيات الموقعة، وبسبب عدم بذل الجهود الدولية لتفكيك الاحتلال، وإنهاء منظومة الاستيطان، وعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة».
وقال عباس إن «ذلك يأتي في الوقت الذي يتم التغاضي فيه، دون رادع أو محاسبة، عن إسرائيل التي تواصل عملياتها أحادية الجانب بما يشمل الاستيطان والضم الفعلي للأراضي وإرهاب المستوطنين واقتحام المناطق الفلسطينية وجرائم القتل وهدم المنازل».

دعم أردني ومصري 

في سياق متصل، استقبل عباس الثلاثاء في رام الله رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل ورئيس جهاز المخابرات الأردنية أحمد حسني.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إنهما نقلا «رسائل دعم وتضامن» كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي والملك عبد الله الثاني مع «فلسطين وشعبها الشقيق والحرص على الأمن والاستقرار في المنطقة».
وأكد عباس على أهمية استمرار التنسيق مع الجانبين المصري والأردني وأعرب عن «شكره للجهود التي تبذلها كل من مصر والأردن للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة».
قتل 35 فلسطينياً برصاص إسرائيلي منذ مطلع العام الجاري في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ العام 1967، وبينهم مسلحون ومدنيون وأطفال، وفقاً لإحصاء لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى مصادر الجانبين الرسمية.
وكانت السلطة الفلسطينية قد أعلنت الخميس تعليق التنسيق الأمني مع إسرائيل إثر العملية الدامية التي قام بها الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين الخميس وأسفرت عن سقوط عشرة قتلى.
وانتقدت الولايات المتحدة هذه الخطوة مبدية مخاوف من أن تؤدي إلى مزيد من التدهور.
وقبل توجهه إلى رام الله، اجتمع بلينكن بوزير الدفاع الاسرائيلي الجديد يوآف غلانت الذي أشاد «بالتعاون الأميركي الإسرائيلي» وشكر الوزير الأميركي على «دعمه الثابت للتفوق العسكري النوعي لإسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها».
وقال غلانت إنه أطلع بلينكن على «التحديات الأمنية الاستراتيجية التي تواجهها إسرائيل مع التركيز على إيران»، و«حالة التأهب القصوى التي تفرضها إسرائيل» على الضفة الغربية.
ودعا وزير الخارجية طرفي النزاع إلى اتخاذ خطوات عاجلة لإعادة الهدوء، وسط دوامة جديدة من أعمال العنف الدامية لم تنجح الدعوات الدولية إلى وقفها.
وميدانياً تتواصل أعمال العنف مع مخاوف من الدخول في دوامة جديدة.
وفي أعقاب الهجمات الأخيرة، أعلنت حكومة نتانياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، إجراءات تهدف إلى معاقبة عائلات منفذيها.
استعداداً لهدمه، أغلقت القوات الإسرائيلية منزل عائلة الفلسطيني الذي قتل ستة إسرائيليين وامرأة أوكرانية الجمعة أمام كنيس في القدس الشرقية.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات في اليوم نفسه على غزة رداً على إطلاق فصائل فلسطينية صواريخ في اتجاه إسرائيل من القطاع المحاصر.
ويذكر أنه الخميس الماضي، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية مكثفة في مخيم جنين في الضفة الغربية المحتلة قتل فيها تسعة فلسطينيين، وهو العدد الأكبر من القتلى في عملية واحدة منذ سنوات طويلة.
والأحد توفي فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها الخميس لترتفع بذلك إلى عشرة حصيلة قتلى العملية في جنين.
وشهدت القدس الشرقية السبت هجوماً جديداً حين فتح فتى فلسطيني عمره 13 عاماً النار وأصاب رجلاً وابنه بجروح، قبل أن يصاب بدوره على أيدي إسرائيليين مسلحين ويتم توقيفه.
وقتل حراس إسرائيليون الأحد فلسطينياً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967. والإثنين، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينياً في الخليل في الضفة الغربية، وفقاً للسلطات الفلسطينية.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق