سياسة لبنانية

دكاش في العيد الـ 40 لليسوعية شمالاً: ملتزمون العمل من أجل وحدة لبنان واتحاد أبنائه

ترأس رئيس جامعة القديس يوسف الأب سليم دكاش اليسوعي لقاء في مبنى الجامعة في رأسمسقا لمناسبة العيد الأربعين لفرع الجامعة في الشمال، بمشاركة نواب الرئيس وعدد من العمداء ومسؤولي فروع الجامعة في لبنان، في حضور نقيب المهندسين في الشمال ماريوس البعيني، رؤساء بلديات راسمسقا سيمون نخول وزغرتا سيزار باسيم والميناء عبد القادر علم الدين، وفاعليات إجتماعية وتربوية وثقافية.
بداية النشيد الوطني، ثم تحدثت مديرة الجامعة في الشمال فاديا علم الجميل واعلنت «أن الهدف من هذا اللقاء، الإحتفال بالعيد الأربعين مع من واكب الطلاب في المدرسة، ومن سيرافق مسيرتهم المهنية».
بعد ذلك، تم عرض للتقديمات والتسهيلات المالية التي تمنحها الجامعة لكل طالب لا يملك الإمكانيات المادية لتغطية كلفة التعليم. ثم قدمت الجميل الدكتور سابا زريق رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشاعر سابا زريق الثقافية، ولفتت الى «ان المؤسسة، ولمناسبة العيد الأربعين، تنوي تقديم مكتبة من الكتب العربية القيمة للجامعة، وأن الجامعة سوف تمنح المكتبة إسم شاعر الفيحاء عبر إحتفال يعلن عنه لاحقاً».
بدوره تحدث زريق عن «اهمية دعم الطلاب في تحصيلهم العلمي وعن نشاطات المؤسسة الثقافية».

دكاش
اما الأب دكاش فقال: «لقد رحبت المديرة السيدة فاديا علم الجميل بالحضور لذلك لا يسعني إلا أن أكرر تلك الكلمات لما فيها من عمق المحبة وعراقة العلاقة الإجتماعية. إنما إجتمعنا اليوم لنحتفل معا بذكرى عزيزة على قلوبنا جميعاً، إنها ذكرى الأربعين لسنة المبادرة لتأسيس هذا المركز وهي مبادرة غيرت الكثير من المفاهيم وأعطت الشمال زخماً فكرياً وإجتماعياً له وقعه في حياتنا اليومية».
واشار «الى انه في الثامن عشر من شهر كانون الثاني 1977 منذ أربعين سنة خلت، دشن الأب جان دوكرييه، رئيس جامعة القديس يوسف آنذاك، مركز الدروس الجامعية في لبنان الشمالي. وتابع عندما نذكر هذا اليسوعي الفرنسي الذي كرس حياته لخدمة لبنان ولخدمة الفكر والثقافة في لبنان ولخدمة صيغة لبنان الواحد القوي بأبنائه جميعا وبوحدة أبنائه جميعاً، إنما نحيي ذكرى هذه الشخصية الفذة ونتذكر جميع الذين عملوا على إنشاء هذا المركز وتناوبوا على إدارته وخدمته حفظاً لرسالته».
وتابع: «الأب دوكرييه، في خطابه الذي ألقاه آنذاك، كان قد حدد ثلاثة أهداف لإنشاء هذا المركز: التخفيف من عناء إنتقال الشبان الطرابلسيين والشماليين الى بيروت خصوصاً في الظروف الصعبة التي كان يعيشها لبنان حينها، الإسهام في تطوير وإنماء العمل الثقافي والفكري في شمال لبنان والمباشرة بتحقيق سياسة اللامركزية الجامعية اللبنانية».
واضاف: «ان الأب دوكرييه، وغني عن القول ان هذه اللامركزية وإعادة ترتيب الخريطة الجامعة اللبنانية تصب في خدمة وحدة لبنان لا في تقسيمه، فبمقدار ما تشارك طرابلس ولبنان الشمالي في الحياة اللبنانية السياسية والإقتصادية والثقافية، فإنها تعزز أواصر العلاقة مع سائر أبناء الوطن».
واكد «ان ما قاله رئيس الجامعة آنذاك كان له الصدى الخلاق والنبوي بصورة مجازية، فعندما ننظر اليوم الى واقع جامعتنا في طرابلس والشمال، فربما نطرح على أنفسنا السؤال التالي يتبعه سؤال آخر: ماذا تحقق من الأهداف التي رسمها الأب دوكرييه منذ 40 سنة؟ وماذا علينا أن نفعل اليوم وغداً ليستمر هذا المركز في نشاطه مع العلم أنه في السنة 1977 كان اليسوعيون رواداً، عندما كانوا الأول في إنشاء هذا المركز في الشمال، والأب دوكرييه بنفسه قال يومها: نحن ندشن مركزاً جامعياً اليوم، ولا عجب إن أتت جامعات أخرى لتصنع الأمر نفسه. والواقع أن الخريطة الجامعية في الشمال تنافس خريطة بيروت من حيث عدد المؤسسات والأبنية المميزة ونوعية التعليم والجودة».
وقال: «نعم، لقد تحقق الكثير من كلام الأب دوكرييه حيث لعبت الجامعة اليسوعية دورا في إنماء الشمال فكرياً وجامعياً وإقتصادياً ويشهد على ذلك الآلاف ممن هم من خريجي وقدامى هذا المركز حتى اليوم وقد تجمعوا في رابطة خريجين نشيطة سوف نسمع عنها بما ستحققه من أنشطة في سبيل الخريجين والجامعة».
ولاحظ «أن الجامعة بما قدمته من إسهامات في التعليم والتوجيه والتدريب والتثقيف والحوار الإجتماعي والروحي والديني، إنما أنشأت أجيالاً متلاحقة قيادية أصحاب رؤيا وعزيمة وإرادة، بدلت الكثير من الأمور وقامت بدورها في إنماء الشمال وحتى لبنان إقتصاديا وإجتماعيا على الرغم من إستمرار وجود بؤر الجهل بسبب الحرمان وغياب المؤسسات الحكومية الفاعلة».
واكد «إن جامعتنا بما قدمته إنما كانت وفية لوثيقتها التأسيسية التي تنادي للعمل من أجل وحدة لبنان بإتحاد أبنائه ورقيهم الثقافي والجامعي، فلا يجوز أن يكون رأسمال لبنان البشري المتعلم من بعض شوارع بيروت فقط بل إن العلم هو للجميع ورأسمال لبنان يتكون من أبنائه كافة. فبهذا النهج وبهذه الروحية تستمر الجامعة اليسوعية حاضرة في طرابلس وكل شمالي لبنان، يقوم بما تستطيع القيام به لا بل أكثر من أجل أن يستمر لبنان الشمالي في النمو والتطور والتكامل والإرتقاء بالإنسان الى الأعلى والأفضل».
وهنأ ابناء المركز بعيدهم الأربعين إدارة وأساتذة وطلاباً قدامى من المتخرجين، وقال: «إنما نهنىء أنفسنا لأن الثمار بعد أربعين سنة من العمر أتت وفيرة، نيرة وناضجة أسهمت وتسهم في إغناء روح اللبنانيين برائحتها الزكية وطعمها اللذيذ. فها نحن على الوعد مستمرون بأن نبقى هنا في طرابلس والشمال، منارة علم وثقافة وحفاظ على الدين والأخلاق، نبقى لأننا متميزون في فرانكوفونيتنا في تعددنا اللغوي والبشري والإجتماعي، في عزمنا المستمر على إعداد جيل النخبة والقيادة وفي نظرتنا الى التربية الجامعية لا كمجرد تسليم شهادات، بل تكوين أشخاص، شبان وفتيات على أعلى درجة من الكفاءة والمهارة».
واكد ان «الجامعة بما تخطو به من تقدم وتطور في منهجياتها وطلبها للاعتماد من أرقى المؤسسات الدولية وإنتقالها الى مراكز متقدمة في التصنيف الدولي، إنما تعمل في الوقت نفسه من أجل مراكزها جميعا وفي طليعتها مركز لبنان الشمالي الذي كان طليعة المراكز الجامعية الإقليمية التي تأسست كلها في السنة 1977».
وختم: «شكراً لكم جميعاً أنتم الذين أتيتم للاحتفال بالعيد وأنتم أصحاب العيد، شكراً لآل سابا زريق على ما قدموه لهذا المركز من مكتبة تعلي شأن لغة الضاد اللغة العربية، وشكرا لكل من ساهم في إحياء هذا النشاط».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق