دولياترئيسي

فرنسا: هامون وفالس إلى الدورة الثانية من الانتخابات التمهيدية لليسار

تأهل كل من بنوا هامون (36،21 بالمئة من الأصوات)ومانويل فالس (31،19 بالمئة) إلى الجولة الثانية للانتخابات التمهيدية لليسار التي ستجري يوم الأحد المقبل. فيما دعا أرنو مونتبور أنصاره إلى التصويت لصالح بنوا هامون.

تصدر بنوا هامون نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية لليسار التي نظمت أمس الأحد في فرنسا بعد حصوله على 36،21 بالمئة من الأصوات مقابل 31،19 بالمئة لصالح مانويل فالس رئيس الحكومة الفرنسية السابق.
هذا، وجاء أرنو مونتبور في المرتبة الثالثة بعد حصوله على 17،69 بالمئة من الأصوات. وزير الاقتصاد السابق في حكومة جان مارك إيرولت دعا مناصريه إلى التصويت «بكثافة» لصالح بنوا هامون في الجولة الثانية التي ستجري الأحد المقبل.
وقال أرنو مونتبور: «يوم الأحد المقبل سأصوت لصالح بنوا هامون وأدعوكم للقيام باالشيء عينه».
وستجمع الدورة الأخيرة كلا من بنوا هامون (49 سنة) الذي يمثل الجناح اليساري في الحزب الاشتراكي ومانويل فالس (54 عاماً) الذي يمثل جناح اليمين، فيما يتوقع مسؤولون في الحزب الاشتراكي أن تستقطب الجولة الثانية عددا مماثلا من الناخبين.

هامون يدعو إلى إنهاء السياسات القديمة
وفور الإعلان عن النتائج، شكر بنوا هامون ناخبي اليسار «الذين اتجهوا بكثافة إلى مكاتب الاقتراع للتصويت ولتكذيب السيناريوهات التي كانت تتوقع مشاركة ضعيفة في هذه الانتخابات التمهيدية»، كما قال هامون.
وبعدما شكر كل المرشحين الآخرين الذين أثروا النقاشات والمناظرات التلفزيونية، دعا بنوا هامون إلى «طي صفحة الماضي وإنهاء السياسات القديمة التي لم تعد تأتي بأي شيء جديد وإيجابي». «يجب تغيير نظام التنمية والقيام بثورة بيئية»، يضيف هامون الذي التحق بمقره الانتخابي عن طريق سيارة أجرة.
وأمام مناصريه الذين كانوا يحتفلون فوق باخرة بباريس، كرر بنوا هامون برنامجه الانتخابي محدداً الأولويات التي ينوي الدفاع عنها في المناظرة التلفزيونية المقررة الأربعاء المقبل وخلال الأيام الستة المتبقية للحملة الانتخابية.
وفي طليعة الاهتمامات، ذكر بنوا هامون إنهاء تشغيل السيارات بوقود الديزل بحلول عام 2025 وتقليص نسبة الطاقة المستخرجة من المحطات النووية.
على الصعيد السياسي، دعا إلى المرور إلى الجمهورية السادسة وإصلاح مؤسسات الدولة الفرنسية، موضحاً «أن مناضلي اليسار صوتوا لي بقناعة»، معبراً عن سعادته «بتمديد النقاش لمدة أسبوع مع مانويل فالس حول مسائل تهم الفرنسيين».

فالس: «كل شيء ممكن في الجولة الثانية»
من جهته، بدا مانويل فالس غاضباً نوعاً ما بعد احتلاله المرتبة الثانية في الانتخابات التمهيدية لكنه أكد أن «كل شيء ممكن في الجولة الثانية». «أنا مسرور بفتح النقاش من جديد مع بنوا هامون. حملة انتخابية جديدة ستبدأ وستستغرق أسبوعاً كاملاً. أمام الفرنسيين خياران، إما الخسارة الحتمية مع بنوا هامون أو الفوز المحتمل معي».
وأحصى فالس من جديد كل النقاط التي يتضمنها مشروعه الانتخابي الذي يرتكز على التغيير، مظهرا نفسه على أنه الشخص القادر على الفوز بالانتخابات الرئاسية في أيار (مايو) المقبل. وقال فالس:« أرفض أن أترك الفرنسيين وحدهم وجها لوجه مع اليمين المتطرف ومارين لوبان ومع اليمين القاسي والليبرالي الذي يمثله فرانسوا فيون. كما أرفض أن أترك الفرنسيين وحدهم وجها لوجه مع دونالد ترامب وسياسته ومع العولمة الاقتصادية».
وأكد مانويل فالس أن تحسين الأوضاع في فرنسا يمر حتماً بتغيير الاتحاد الأوروبي وإعادة توجيه سياسته، وبمحاربة الإرهاب وبالدفاع عن العلمانية والعدالة، والمساواة بين الرجال والنساء في جميع مجالات الحياة.
وأنهى الخطاب الذي ألقاه أمام أنصاره في دار «الكيمياء» بباريس قائلاً: «أنا رجل شجاع وأحب النقاش والوضوح. نحن نحتاج إلى اليسار وفرنسا تحتاج إلى اليسار. سأقاوم حتى النهاية لأنني أحب فرنسا»، داعياً الفرنسيين إلى التصويت بكثافة يوم الأحد المقبل لقلب المعادلة. «لا يتعلق الأمر فقط باختيار ممثل اليسار، بل الأمر يتعلق باختيار رئيس فرنسا المقبل».

مناظرة تلفزيونية بين المرشحين الأربعاء المقبل
وإثر حملة انتخابية دامت شهراً واحداً وتخللتها ثلاث مناظرات تلفزيونية، اجتذبت الدورة الأولى لليسار ما بين 1،7 إلى 2 مليون ناخب اختاروا بين سبعة مرشحين، كان أغلبهم وزراء سابقين في حكومة جان مارك إيرولت.
وبهذا الخصوص، عبر كرستوف بورجيل رئيس اللجنة الوطنية لتنظيم الانتخابات التمهيدية لليسار عن ارتياحه بعد نجاح الجولة الأولى من الانتخابات. وقال في تصريح للصحفيين: «ما بين 1،5 إلى 2 مليون ناخب شاركوا في التصويت. هذا أمر جيد يتطابق مع توقعاتنا».
وللتذكير، أكثر من 7000 مكتب تم تجهيزها لتمكين الفرنسيين وسكان أقاليم من وراء البحار من المشاركة في العملية الانتخابية التي جرت في جو هادىء، إذ لم تسجل أية خروقات هامة حسب اللجنة المنظمة.
وأمام بنوا هامون ومانويل فالس أسبوع كامل للقاء الفرنسيين وناخبي اليسار. وسيحاول كل مرشح إقناعهم بالتصويت لصالحه، وتقديم شروحات وتوضيحات أوفر حول برامجه الانتخابية.
ويرى المتتبعون للشؤون الفرنسية أن المناظرة الوحيدة التي ستنظم بين المرشحين يوم الأربعاء المقبل ستكون حاسمة. فهل سيستغلها مانويل لفالس لقلب المعادلة لصالحه أم ستكون فرصة لبنوا هامون لتعميق الفارق الذي يفصله بمنافسه؟

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق