أبرز الأخبارسياسة عربية

العراق: ما أهمية مدينة الفلوجة بالنسبة الى تنظيم «داعش»؟

«كلما فقد التنظيم مدينة، يفقد مكانته «كإدارة وكدولة» وجزء من قاعدته الشعبية والاقتصادية»

اقتحمت القوات العراقية امس الإثنين الفلوجة (غربي العاصمة بغداد) التي يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ 2014، من ثلاثة محاور، وشكلت العملية انطلاقة مهمة لعملية عسكرية كبيرة تهدف لتحرير المدينة بأكملها التي كانت أول مدينة عراقية تسقط في أيدي التنظيم الإرهابي. فما هي أهمية المدينة بالنسبة الى تنظيم «الدولة الإسلامية»؟
 
اقتحمت القوات العراقية صباح امس الإثنين 30 أيار (مايو) مدينة الفلوجة، التي توجد تحت سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ أكثر من عام ونصف، وتعمل القوات العراقية على التقدم خطوة بخطوة مع حرصها على سلامة آلاف المدنيين الذين لا يزالون عالقين داخل المدينة، وفق ما ورد في تصريحات أمنية نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية.
ولم تواجه القوات العراقية حتى الآن أي مقاومة من قبل مقاتلي التنظيم، وفق ما قاله الصحافي العراقي عصام سادة الذي يرافق القوات العراقية، في تصريح لفرانس24. وأكد سادة أن القوات العراقية خلال تقدمها في المدينة تحاول أن تتجنب وقوع ضحايا في أوساط المدنيين.
وقال سادة إن تنظيم «الدولة الإسلامية» يسعى لاستخدام المدنيين كدروع بشرية، موضحاً أن عدم تقدم القوات العراقية نحو شمال المدينة كان بهدف حماية أرواح المدنيين، كما تحاول توفير ممرات آمنة لها للخروج من المدينة.
ومعركة الحسم ضد التنظيم لتحرير المدينة بأكملها لم تتم بعد، ويمكن القول إن القوات العراقية تقدمت بنحو 6 بالمئة داخل المدينة، وفق سادة، والساعات  المقبلة يمكن أن تحقق تقدما أكبر على مستويات أخرى من المدينة.
وتعي القوات العراقية أنها ستلاقي مواجهة عنيفة من قبل عناصر التنظيم أثناء تقدمها. وأكد سادة أن أهمية تحرير مدينة الفلوجة «تكمن اليوم في الحفاظ على سلامة المدنيين». وكانت الأمم المتحدة أعربت عن قلقها حيال مصير المدنيين في الفلوجة، وقدر عدد العالقين بنحو 50 ألف شخص.

مكانة الفلوجة ورمزيتها
وقال وسيم نصر، صحافي في فرانس24 متخصص في الحركات الجهادية، إنه «كثر الكلام حول الموصل والرقة، ولم تحظ الفلوجة باهتمام الإعلام رغم أنها أول مدينة دخلها وسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية» في كانون الثاني (يناير) 2014 أي منذ أكثر من عامين».
وأشار نصر إلى أن الفلوجة هي مدينة رمز قصفت خلال حرب الخليج الأولى من قبل طيران التحالف الذي أخرج الجيش العراقي من الكويت، وأدت لدمار كبير وخسائر كبيرة للجيش الأميركي ناهزت المئة قتيل.
وأضاف أن «للمدينة رمزيتها الدينية حيث يوجد فيها أكثر من مئتي مسجد»، لافتاً إلى أن التنظيم «تناغم مع عدد من وجهاء المدينة، الذين والوه أو أيدوه في التحكم في مفاصلها وترسيخ حكمه كأول تجربة في ما يعرف بالعودة إلى المدن، وذلك أشهر قبيل سيطرته على مدينة الموصل في نينوى شمالاً».

ماذا يعنيه فقدان الفلوجة بالنسبة الى التنظيم؟
واعتبر نصر أن «فقدان الفلوجة سيكون له وقع معنوي وإداري وكذلك عسكري على تنظيم «الدولة الإسلامية». معنوي بسبب مكانة المدينة ورمزيتها، عسكري بسبب قرب الفلوجة من العاصمة بغداد، وإداري وهو الأهم، لأنه كلما فقد التنظيم مدينة، يفقد مكانته «كإدارة وكدولة» وجزءاً من قاعدته الشعبية والاقتصادية».
وتابع موضحاً أنه «في آخر تصريح له أشار أبو محمد العدناني»، وهو أحد أمراء التنظيم، إلى «فترة انكفاء الجهاديين لصحراء الأنبار في نوع من التهيئة لفرضية خروجهم من المدن، بالرغم من إصراره على القتال».
ويخلص نصر إلى القول إنه «طالما هنالك مسببات وحاضنة شعبية، وإن زادت وخفت من فترة لأخرى، لا يمكن القضاء على تنظيم «الدولة الإسلامية» أوأي حركة أو تنظيم جهادي آخر والأمثلة كثيرة».

فرانس 24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق