بومبيو يحذر من «اضطراب جديد» ويدعو مجلس الامن لتمديد حظر الأسلحة على إيران في 2020
استراليا تعلن انضمامها الى قوة بحرية لتأمين الملاحة في الخليج
دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو المجتمع الدولي يوم الثلاثاء إلى العمل على منع إيران من «خلق اضطراب جديد» بعد انتهاء حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على طهران وكذا حظر السفر على قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في تشرين الأول (اكتوبر) 2020.
وحث بومبيو، خلال اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن تحديات السلام والأمن في الشرق الأوسط، على مزيد من التعاون في المنطقة بهدف التوصل إلى «فكر جديد لحل المشكلات القديمة»، مشيراً إلى مشكلات منها الصراعان في ليبيا وسوريا والشقاق بين عدد من دول الخليج وقطر.
وأشار بومبيو تحديداً إلى إيران. وتصاعد التوتر بين طهران وواشنطن منذ انسحاب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران وإعادة فرض عقوبات عليها.
وقال بومبيو «منذ إعلان الولايات المتحدة عزمها تخفيض مشتريات النفط الإيراني إلى الصفر في نيسان (أبريل)، بدأ رجال الدين… حملة ابتزاز دبلوماسي».
وأضاف «سيكون أمام المجتمع الدولي كثير من الوقت… قبل أن تتحرر إيران من القيود لخلق اضطراب جديد، ويقرر ما ينبغي فعله لمنع حدوث ذلك».
وأضاف «الأمر يتعلّق بحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة وبحظر السفر المفروض على قاسم سليماني، قائد قوة القدس»، الفرع المسؤول عن العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني. ويشمل حظر السفر إضافة إلى سليماني 22 شخصاً آخر.
وحذّر الوزير الأميركي من أن «الوقت بدأ ينفد لتمديد هذه القيود المفروضة على قدرة إيران على تفعيل نظامها الإرهابي»، مشيراً إلى «التوقيت التنازلي» الذي يعلو الصفحة المخصّصة للملف الإيراني على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الأميركية.
وكانت الدول الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا) أبرمت في 2015 اتفاقاً تاريخياً مع إيران تعهّدت فيه الجمهورية الإسلامية عدم السعي لامتلاك السلاح النووي وإبقاء أهداف برنامجها النووي الخاضع لمراقبة دولية مشدّدة سلمية حصراً.
بالمقابل تعهّدت الأسرة الدولية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2231 الذي كرّس هذا الاتفاق، رفع القسم الأكبر من العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإسلامية، ورفع الحظر الذي يستهدفها والمفروض على الأسلحة التقليدية في 2020 وعلى الصواريخ البالستية ذات القدرة النووية في 2023.
ولكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يعتبر أنّ هذا الاتّفاق غير كاف لمنع إيران من حيازة السلاح النووي كون العديد من القيود التي يتضمّنها تنتهي مفاعيلها في السنوات المقبلة، انسحب في 2015 من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات اقتصادية مشدّدة على طهران.
وعلى هامش جلسة مجلس الأمن في نيويورك قال المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران براين هوك للصحافيين «نعتقد أنّ مجلس الأمن له دور مهم في ضمان تمديد حظر الأسلحة وحظر السفر».
وأضاف «إذا لم يفعل المجلس شيئاً، فسيتمّ رفع حظر الأسلحة وسينتهي حظر السفر المفروض على 23 شخصاً».
استراليا تشارك في القوة البحرية
أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون الأربعاء أنّ بلاده ستنضمّ إلى قوة بحرية تقودها الولايات المتّحدة لتأمين الملاحة في الخليج وسط التوترات المتزايدة بين واشنطن وطهران.
وقال موريسون إنّ أستراليا ستساهم بفرقاطة وطائرة استطلاع بحرية من طراز بي8 وطاقم دعم في هذه القوة البحرية التي ستشارك فيها أيضاً بريطانيا.
وكان وزيرا الخارجية والدفاع الأميركيان مايك بومبيو ومارك إسبر طلبا خلال زيارة إلى سيدني في وقت سابق من هذا الشهر أن تساهم أستراليا في تسيير دوريات في الخليج لحماية سفن الشحن أثناء عبورها مضيق هرمز الاستراتيجي.
وأطلقت الولايات المتحدة فكرة تشكيل هذه القوة البحرية الدولية في حزيران (يونيو) إثر هجمات استهدفت سفن شحن عدة في منطقة الخليج وحمّلت واشنطن مسؤوليتها إلى طهران التي نفت أي ضلوع لها في تلك الهجمات.
وتسعى واشنطن لتشكيل هذا التحالف الدولي لمواكبة السفن التجارية في الخليج، لكنها لم تتمكن على ما يبدو من جذب الكثير من الدول لا سيّما وأنّ الكثير من حلفائها يتوجّسون من جرّهم إلى نزاع مفتوح في هذه المنطقة التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحراً.
وتقوم فكرة واشنطن على أن تتولّى كل دولة مواكبة سفنها التجارية مع دعم من الجيش الأميركي الذي يؤمن المراقبة الجوية وقيادة العمليات.
ولا ينفك التوتر يتصاعد في المنطقة منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أيار (مايو) 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في إطار حملة «الضغوط القصوى» ضدّها.
وردّت إيران على خطوة ترامب بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق.
وكاد الوضع يخرج عن السيطرة في الأسابيع الأخيرة مع وقوع هجمات ضدّ سفن شحن في منطقة الخليج، وإسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركية، واحتجاز ناقلات نفطية.
رويترز/ا ف ب