رئيسي

مهرجان مسقط يودع أكثر من 1،5 مليون زائر

بعد 31 يوماً من الـتألق والإبهار والفنون والإبداع أسدل الستار مساء أمس عن فعاليات مهرجان مسقط 2014، الذي شكل لوحة بانورامية تنوعت فيها البرامج والأنشطة والفعاليات المحلية والعربية والعالمية، أضاءت خلالها الأجواء المسقطية الجميلة بأنوار من البهجة والسرور والسعادة، واستقطب المهرجان خلالها مئات الآلاف من داخل السلطنة وخارجها، التي زارت مواقع المهرجان بحديقتي العامرات والنسيم الى جانب طواف عمان والفعاليات الشاطئية والحفلات الغنائية وسباقات نادي عمان للسيارات.

انطلق المهرجان في مطلع هذا العام بتاريخ 23 كانون الثاني (يناير) واستمر نابضاً بروح الحيوية وأنهار التجدد والتنوع والجمال حتى مساء أمس ليعطي دفعة جديدة في إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية وتنشيط الحركة السياحية والاقتصادية، إضافة إلى دوره الترفيهي، آخذاً مكانته المحلية وبعده الإقليمي والدولي على خريطة المهرجانات الإقليمية والعربية..
وكان هذا التدفق الواسع دليلاً وشهادة نجاح وتميزاً باهراً لمهرجان مسقط، وهو موضع فخر واعتزاز لبلدية مسقط، ودافع قوي للمضي قدماً لتطويره باستمرار، وتجديده في كل دورة من دوراته السنوية.

تجمع أسري وتعايش حضاري
وقد شهد المهرجان تجمعاً أسرياً وعائلياً كبيراً واستقبل زواراً من داخل وخارج السلطنة لمتابعة فعاليات حديقتي القرم والنسيم، واستطاع المهرجان طوال دوراته أن يؤسس لفعاليات عمانية خصوصية عالمية الأفق والتوجه، حيث لاقت اهتماماً إعلامياً واسعاً. ومنذ انطلاقته في يومه الأول شهد مهرجان مسقط تدفقاً جماهيرياً واسعاً في مختلف مواقع فعالياته العديدة والمتنوعة وزواراً من مختلف الجنسيات.

 1400 مشارك من 83 دولة
زاد عدد المشاركين في مهرجان مسقط من الخارج إلى أكثر من 1400 مشارك ينتمون إلى 83 جنسية من مختلف أنحاء العالم مقارنة مع العام، الماضي الذي وصل فيه عدد المشاركين إلى 1100 مشارك من 72 دولة من مختلف أنحاء العالم، ووصلت نسبة إشغال الفنادق إلى 100% بمحافظة مسقط. ويبرز المهرجان مدى التبادل الثقافي والتعايش مع الجنسيات المختلفة التي تزور السلطنة تحت مظلة مهرجان مسقط.
وبهذه الجنسيات وتعدد اللغات ازدانت مسقط العامرة بألق المناسبة وبهجتها على مستوى العرض والإقبال الجماهيري بعد أنشطة فنية وثقافية وريا
ضية متعددة.
وحرص الزوار على زيارة الفعاليات المتنوعة بها التي شملت القرية التراثية والمعرض الدولي للحرف والفنون وعروض الكرنفال وعروض القفز المائي والعروض الفنية الموسيقية لعدد من الدول العربية والأجنبية والمسرح التعليمي وعروض الإبهار والألعاب النارية وبرنامج أصالة وغيرها من الفعاليات المشوقة، الأمر الذي ساعد على إبراز ملامح السلطنة المهمة لكثير من الزوار الذين توافدوا الى السلطنة وشجعهم على تكرار الزيارة خلال فترة المهرجان. فقد استطاع المهرجان أن يبرز المقومات التي تزخر بها السلطنة، سواء كان ذلك في المجال السياحي أو الاقتصادي أو الفني محققاً الهدف من إقامته وهو التعريف بالتراث العماني وبحاضر عمان ومقوماتها السياحية وليس لتحقيق أرباح مادية.
كما أن تنوع الفعاليات خلال المهرجان كانت له نتائج إيجابية جيدة في استقطاب أكبر عدد من الزائرين والاطلاع على مختلف البرامج والفعاليات. فقد كان تظاهرة ثقافية وفنية ورياضية رفيعة المستوى شكلت رافداً للاقتصاد العماني حيث إن المهرجان وبجوانبه المتعددة يقوم على فلسفة إحياء التراث العماني والتواصل بين هذا التراث الغني والثقافات المتعددة مما يؤدي في النهاية إلى إثراء الواقع المعاش.
عروض الفرق التقليدية من مختلف دول العالم التي قدمت نماذج من فولكلور بلدانها شكّلت تمازجاً ثقافياً وحضارياً بعيداً عن الصراعات السياسية وحظيت تلك العروض بمتابعة جماهيرية كبيرة في بلد شعاره الدائم «السلام والتسامح والاستقرار والأمن والتقارب بين الشعوب» مما أكد على أن المهرجان حقق رسالته المنشودة في التقريب بين الشعوب وهذا إبداع آخر يضاف إلى إبداعات مهرجان مسقط.
مهرجان مسقط في واقعه مهرجان عالمي شامل استقطب التجار والمثقفين والفنانين من دول العالم ليقدموا ما لديهم من نتاجات وإبداعات وأفكار وينقلون ما شاهدوه في السلطنة إلى بلدانهم، حيث إن مشاركة هذه الدول تعتبر بحد ذاتها فرصة للتعرف بها والترويج عنها خارج السلطنة، وكذلك السائح أو الزائر الذي يقوم بنقل انطباعه الى بلده مما يشجع الآخرين على الزيارة، فالمهرجان يعد ملتقى حضارياً وثقافياً وتجارياً وسياحياً استطاع أن يوصل ويبلور المكانة التي تتمتع بها السلطنة بين شعوب العالم وتاريخ عمان الماضي والمستقبل.

فعاليات حديقة العامرات
احتضنت حديقة العامرات العامة أبرز الفعاليات وأهمها: القرية التراثية العمانية، والمهرجان الدولي للحرف والفنون، والمشاركات الدولية لفرق الفنون التقليدية، والفعاليات والعروض العائلية وعروض الإبهار والألعاب النارية، وبرنامج أصالة التلفزيوني أصالة الذي يبث من القرية التراثية، وعروض الإبهار التي تحكي تاريخ السلطنة والتطور الحضاري والعمراني. وتتخلل هذا العرض الألعاب النارية وعروض الليزر والعروض النارية والمائية. وألعاب الخفة والكرنفالات والعروض البهلوانية والمهارات، والمشاركات الحكومية، وركن تدوير المخلفات، والقرية التعليمية، ومشاركات المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات الراعية.

المعرض الدولي للحرف
شارك في المعرض الدولي للحرف والفنون التقليدية أكثر من 300 حرفي من 30 دولة عربية وعالمية، لعرض الحرف والمنتجات العالمية لفنون الرسم والنحت والفخار والسجاد والمنسوجات والجلود والفضيات، والنحاسيات، واستقطب المعرض نخبة من أفضل الحرفيين على مستوى العالم قدموا نماذج مختارة من أعمالهم يصنعونها مباشرة أمام الجمهور.

القرية التراثية
القرية التراثية بحديقة العامرات على مساحة 45 ألف متر مربع، وتتضمن الأسواق التقليدية مثل سوق مطرح وحارة للحرفيين تضم مختلف البيئات البدوية والصحراوية والبحرية، والمباني والمرافق والأبراج والمداخل التي أنشئت بنمط الحارة العمانية القديمة برؤية بصرية وبطابع معماري أصيل مزود بالإضاءة التراثية. وزراعة النخيل والأشجار حسب كل بيئة وإنشاء بئر مائية ومواقع تجسد الحرف التراثية، وموقعين ثابتين لصناعة الحلوى، ومواقع بيع المأكولات العمانية ومسارح للفعاليات.

فعاليات النسيم
احتضنت حديقة النسيم العديد من فعاليات مهرجان مسقط 2014، والتي منها مشاركة دول من مختلف أنحاء العالم في المعرض الاستهلاكي التجاري الذي تضمن 400 محل تجاري، والمعرض الدولي الذي تقدم من خلاله معروضات متنوعة من الحرف اليدوية والمنتجات، وغيرها من المواد، ويتميز المعرض ببواباته التي تجسد أبرز معالم البلدان المشاركة في المعرض.
وشهد ميدان المهرجان بحديقة النسيم العامة عروض الفرق الدولية، وفرق السيرك الكرنفالي، ومدينة الفنون والتسلية والألعاب الكهربائية، وقرية الأسرة، وخيمة المنتجات، والحفلات الغنائية الاسبوعية التي أحياها عدد من الفنانين العمانيين.

 المؤسسات الصغيرة والأسر
كان لمشاركة المعرض الاستهلاكي الدولي أدوار عديدة ولمَ لا وهو يعرض فيه الكثير من البضائع والسلع ذات الجودة العالية حيث حرصت بعض الدول المشاركة في ذلك المعرض على أن تعرض أجود وأفضل أنواع منتوجاتها. كما أن المعرض في هذه السنة شهد حضوراً ومشاركة فعالة من قبل أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والذين حقاً أثبتوا كفاءتهم حيث كان للبضائع وسلعهم إقبال لافت من قبل زوار ميدان حديقة النسيم العامة. كذلك كان هناك توافد كبير الى قرية الأسرة والتي أقيم فيها الكثير م
ن البرامج المنوعة والتي استهدفت الكبار من خلال ما يعرضونه من صناعات تراثية تقليدية كصناعة الخناجر والقوارب والحبال والسعفيات، واستهدفت أيضاً الأسرة والعوائل والأطفال من خلال مسرح الطفل وما يعرض على خشبته من أنشطة ومناشط من مسرحيات وأناشيد وقصص للأطفال. كما لاقت فعالية الألعاب الكهربائية والإلكترونية تدافعاً من قبل الجماهير الغفيرة خصوصاً أوقات الإجازات الرسمية والذين شاركوا بالاستمتاع بتلك الألعاب المثيرة والمشوقة والتي تناسب جميع الأعمار من الصغار والكبار.
كذلك هناك فعالية المسرح الرئيسي حيث أدت مجموعة من فرق دول العالم مثل الهند واسبانيا والبنجاب وتركيا ومصر وروسيا عدداً من الاستعراضات الجميلة، كذلك أحيا بعض الفنانين العمانيين مجموعة من الأغاني الطربية الرائعة والتي حظيت باعجاب الحضور.

الفعاليات الشاطئية
كما كان لفعاليات شاطىء الحيل بالسيب تقديم العديد من المسابقات والأنشطة الرياضية كسباق القوارب التقليدية وبطولة كرة القدم الشاطئية للجامعات والكليات ومسابقة الكرة الطائرة ومسابقة التقاط الأوتاد للفروسية وعروض للهجن وعروض الألعاب التقليدية والعرض الجوي لفريق الفرسان الإماراتي، وبطولة الخليج الثانية لثلاثيات كرة السلة إلى جانب فقرات فنية للفرق التقليدية المحلية من صور وقريات وجعلان وشناص ولوى، وسباق المهارة وسباق السيارات الصغيرة كارتينغ لمدة 24 ساعة الى جانب عروض للدراجات النارية وسباق رالي عمان الجولة الأولى.

 الترويج العالمي
تم الترويج للمهرجان عبر مختلف الوسائل الإعلامية ومن أبرزها المحطات الفضائية الجزيرة الإخبارية، والسي ان ان، والبي بي سي العالمية، والبي بي سي للشرق الأوسط، وتلفزيون الشرق الأوسط ام بي سي – 1 وقناة ZEE الهندية، الى جانب قنوات تلفزيون سلطنة عمان وقناة مجان الفضائية، ومكاتب الترويج السياحية التابعة لوزارة السياحة، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة المعلومات العالمية (الانترنت)، ونشر اللوحات الدعائية للمهرجان في الطرق الرئيسية والواجهات البارزة ومواقع المهرجان وفي عدد من الأماكن الحيوية في ولايات السلطنة، وفي مطارات مسقط الدولي، ومطار دبي، ومطار الدوحة الدولي.
كما روج في الإذاعات المحلية والعربية مثل إذاعة سلطنة عمان، وإذاعة برنامج الشباب، وإذاعة دبي أف أم 92، وإذاعة هلا اف ام، وإذاعة صوت الخليج، وإذاعة الامارات اف ام الانكليزية.
وفي المواقع الالكترونية العالمية ومن أبرزها: موقع غوغل العالمي، وياهو، والفايسبوك، وتويتر. والجرائد المحلية اليومية الصادرة باللغتين العربية والانكليزية وعدد من الجرائد العربية والخليجية كجريدتي الخليج والاتحاد الاماراتيتين، والخليج تايمز الاماراتية الصادرة باللغة الانكليزية، وفي مجلات الطيران العماني والطيران القطري وطيران الامارات وطيران الاتحاد، والجرائد المحلية الصادرة باللغتين العربية والانكليزية.

عالمية طواف عمان
سجلت النسخة الخامسة من طواف عمان 2014 نجاحاً جديداً يضاف إلى النسخ الأربع الماضية وسط متابعة عالمية كبيرة لهذا الحدث الذي يعد الأبرز على مستوى الفعاليات الرياضية لمهرجان مسقط 2014، والحدث الأهم الذي تبلغ جوائزه 104،330 ألف ريال. وبرهن الطواف حضوره على المضمار العالمي حيث شارك فيه أفضل 144 دراجاً يمثلون 18 فريقاً عالمياً، حيث واصل الطواف محطته السادسة والأخيرة ليكمل مسافة 915،5 كيلومتراً.

  بث عالي الجودة
وحظي طواف عمان 2014 بتغطية إعلامية عالمية متميزة حيث نقلت أخبار الطواف إلى 180 دولة من 5 قارات في العالم بواسطة فريق تلفزيوني متخصص لنقل الحدث من خلال مروحية مجهزة بآلات التصوير الرقمية عالية الجودة و4 دراجات نارية لتصوير السباق، كما قامت اللجنة الإعلامية يومياً بتسجيل تقرير وارساله الى جميع محطات العالم يعرض ملخصاً لمجريات السباق في 26 دقيقة تقريباً، كما تم التعاون مع 30 وكالة أنباء حول العالم لنقل أخبار وصور الطواف بالجودة العالية. كما شارك في نقل الحدث أكثر من 40 صحافياً ومصوراً من مختلف دول العالم. وكانت التغطية المحلية حاضرة خصو
صاً عن طريق تلفزيون السلطنة القناة الرياضية من خلال عرض تقرير يومي لمدة 26 دقيقة بالإضافة الى تخصيص 5 دقائق للطواف من زمن نشرة الأخبار اليومية، إلى جانب تغطية الحدث عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفايسبوك وتويتر واليوتيوب.

الطموحات المستقبلية للمهرجان
وصل مهرجان مسقط بفعالياته إلى جذب الزوار من جميع شرائح المجتمع ومناطقه، بل تعدى ذلك وصولاً إلى السياح من خارج السلطنة والذين يقصدون مشاهدة فعاليات مهرجان مسقط، وذلك لتعدد الفعاليات وتنوعها. وهنالك العديد من الأفكار المستقبلية التي يتطلع إليها زوار مهرجان مسقط والتي هي كفيلة بتغيير نمط المهرجان إلى الأفضل كتخصيص مساحة أرض واسعة وفي موقع مناسب وعلى الطرق الرئيسية تحتضن فعاليات المهرجان بشكل سنوي وتكون متكاملة التصميم من حيث المعارض والمسارح والأسواق وغيرها من المستلزمات، بعيداً عن الحدائق والمتنفسات، وتخصيص معرض خاص لتسويق المنتجات العمانية والمشغولات الحرفية العمانية، بالإضافة إلى تصميم قرية متكاملة لكل دولة ويتعلق التصميم بتراث الدولة وتعرض فيها فنونها وتراثها وحرفها ومنتجاتها. وزيادة الفعاليات التي تلامس احتياجات الأسرة والطفل كتخصيص قرية متكاملة للأطفال تحتوي على ألعاب مناسبة وأنشطة ثقافية وتعليمية، وزيادة الفعاليات والنشاطات الثقافية كالأمسيات الشعرية ومسابقات الفرق وعروض كرنفالية.
كذلك قامت الفرق التقليدية العمانية بتخصيص مسرح بالمهرجان تتنافس فيه جميع الفرق والفنون التقليدية العمانية بمسابقة سنوية. ويأمل الزوار كذلك بإتاحة الفرصة للمواهب الشابة لإبراز مواهبها وقدراتها وتعزيز دور الفرق الأهلية. ويؤيد الكثير فكرة الانفتاح التقني بالمهرجان وإشراك الشركات التقنية لتقديم عروضها وفعاليتها المسلية وعالم المغامرات وغيرها من الفعاليات، حيث إن المهرجان أصبح بحاجة إلى صياغة جديدة وبلورة للأفكار الهادفة وصولاً إلى واقع عصري يستهدف جميع شرائح المجتمع وبنكهة تحمل الخصوصية العمانية. ويطمح البعض إلى التنويع في الفعاليات التي تقام وأن تتوزع بعض الفعاليات أو تتنقل بين المحافظات طيلة فترة المهرجان، لأن مهرجان مسقط أصبح قريباً للكثير من الزوار والولايات والفنون والحرف.
ودع مهرجان مسقط 2014 زواره على أمل اللقاء بهم في عامه المقبل بحلة جديدة مليئة بالمزيد من الفعاليات الجديدة والتي يحلم بها الكثير من زوار المهرجان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق