التعيينات الأولى في حكومة بوريس جونسون أعلن عنها الأربعاء في بريطانيا. في حين أن هذه التعيينات تؤكد ما تم تداوله حول تشكيل جونسون لحكومة تتضمن عدداً أكبر من النساء ومن سياسيين من الأقليات الإثنية، بالمقابل يرى البعض أنه يركز على إحاطة نفسه بمشككين في المشروع الأوروبي.
اختار رئيس وزراء بريطانيا الجديد بوريس جونسون الأربعاء أولى أسماء الوزراء في حكومته، إلا أنه أحاط نفسه بمشككين بالمشروع الأوروبي رغم أنه جدد وعده بمغادرة الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول (أكتوبر) باتفاق أو من دونه.
وعين جونسون المصرفي السابق وزير الداخلية ساجد جاويد، وهو ابن عائلة مهاجرين باكستانيين، وزيراً للمالية، ويعد هذا المنصب إستراتيجياً في سياق بريكسيت خصوصاً في حال إقرار الخروج من الاتحاد من دون اتفاق، ما من شأنه إثارة اضطرابات اقتصادية حادة.
في حين حلت بريتي باتل (47 عاماً) مكان جاويد في وزارة الداخلية، وهي مدافعة بقوة عن بريكسيت. وتؤكد هذه التعيينات الأولى ما كان يتداوله المقربون منه لناحية أنه سيشكل حكومة تتضمن عددا أكبر من النساء ومن سياسيين من الأقليات الإثنية.
كما اختار جونسون دومينيك راب ليتولى مهام وزارة الخارجية البريطانية، وهو أيضاً من المشككين بالمشروع الأوروبي. وأيضاً يعد هذا المنصب حساسً في هذا الظرف الذي تتخلله أزمة الناقلات النفطية مع إيران. ويذكر أن راب استقال العام الماضي من حكومة تيريزا ماي وسبق له أن أعلن تأييده تعليق عمل البرلمان إذا اضطر الأمر بغية السماح بالخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق ومن دون الحاجة إلى موافقة البرلمان.
كما جرى تعيين جاكوب-ريس موغ وزيراً للعلاقات مع البرلمان. وعين جونسون دومينيك كامينغز، أبرز الناشطين في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي عام 2016، مستشاراً رئيسياً وفق مصدر قريب من فريقه.
وكان عدد من وجوه حكومة تيريزا ماي قد أعلنوا استقالتهم قبيل تسلم جونسون مهامه، تعبيراً عن رفضهم لاحتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق.
وإذا كان جونسون، رئيس بلدية لندن السابق، يحظى بشعبية واسعة بين ناشطي حزب المحافظين، فإنه بعيد عن حصد تأييد كبير لدى الرأي العام. حيث أشار استطلاع رأي لـ «يوغوف» الأربعاء إلى أن شعبيته بين البريطانيين لا تتخطى 31%.
تشنجات أولى
واتصف اليوم الأول لجونسون في رئاسة الوزراء ببروز بعض التشنجات إذ قام عدد من الناشطين ضد التغير المناخي بعرقلة موكبه لأقل من دقيقة أثناء توجهه إلى قصر باكنغهام لمقابلة الملكة.
وفي وسط لندن، تظاهر آلاف الأشخاص ضده، ورفع البعض لافتات كتب عليها «اطردوا جونسون» أو «أيقظوني من هذا الكابوس». وقالت إحدى المتظاهرات، فالنتينا فراسكا (37 عاماً)، لوكالة الأنباء الفرنسية «إنه عنصري، كاره للأجانب وكاذب». وتابعت «بت أعرف الآن ما يشعر به الأميركيون».
وتؤشر هذه الأحداث إلى صعوبات ستعتري مهمة جونسون الذي قال إنه مقتنع بالحصول على «اتفاق أفضل» من الاتفاق الذي توصلت إليه تيريزا ماي مع بروكسل، إلا أنه لم يعلن استراتيجيته بعد.
ويشار إلى أن جونسون وعد في كلمته الأولى أمام مقر الحكومة البريطانية، بـ «الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول (أكتوبر) من دون شروط». وجرى تحديد هذه المهلة بعد تأجيلين سابقين لبريكسيت الذي كان محددا بداية في 29 آذار (مارس).
وكرر استعداده للخروج بلا اتفاق، شاجباً «تشاؤم» المعارضين لبريكسيت الذين يخشون تداعيات اقتصادية لخروج مفاجىء بعد 46 عاماً من الشراكة في المشروع الأوروبي.
ويشير المسؤولون الأوروبيون إلى أنهم لن يُدخلوا تعديلات على الاتفاق السابق، غير أنهم مستعدون للنظر مجدداً بالإعلان السياسي الذي يؤطر مستقبل العلاقة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوربي بعد بريكسيت.
فرانس24/ أ ف ب