رئيسيسياسة عربية

الحرب ضد داعش : خلافات في التحالف، وتغييرات في قيادات الجيش العراقي

من ابرز التطورات التي تشهدها الحرب ضد داعش، دفق المعلومات المتسربة التي تتحدث عن ان العملية بمجملها باتت اشبه بمسرحية، تبدأ فصولها بادعاء ان تنظيم الدولة الاسلامية من صنع الولايات المتحدة الاميركية. وان التحالف الذي يتولى المواجهة مع التنظيم يعاني من خلافات امتدت الى مستوى تلويح بعض الدول بالانسحاب منه.

العناصر الخلافية التي يجري التركيز عليها، وتعظيمها، تتراوح ما بين الشك بوجود صفقات خفية مع بعض الاطراف وخصوصاً ايران، حيث تشهد بعض الدول تمدداً للعلاقات الاميركية – الايرانية. والتراجع الواضح في دعم المعارضة السورية، وتنفيذ بعض المهمات التي من شانها ان تدعم نظام الرئيس بشار.
الملف الخلافي تطور كثيراً، وطفا على السطح من خلال تسريبات تبرز بعض عناصر «المؤامرة» المزعومة، حيث كثر الحديث عن مشاريع تقسيم للمنطقة، وعن ان الامور تصب في الاتجاه عينه.
آخر العناصر المثيرة في هذا السياق، معلومات سربت عن مكتب وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون تقول فيها ان «تنظيم الدولة» من صنع الولايات المتحدة. وان «الربيع العربي» كان مشروعاً اميركياً عنوانه تغيير القيادات، وتقسيم المنطقة بما يكرس التبعية للولايات المتحدة الى ما لا نهاية.

تسريبات
ومن ابرز تلك العناصر المسربة والمنسوبة الى كلينتون وجود تحالف بين الولايات المتحدة والاسلاميين وان واشنطن تفاجأت بتحرك الجيش المصري لاحباط ذلك المخطط. وانها درست التحرك العسكري لمواجهة الانقلاب العسكري، الا انها لم تفلح في ذلك.
ومن ابرز العناصر، خارج اطار كلينتون، ما تسرب من تمرير احداثيات غير دقيقة لمواقع مطلوب قصفها من قبل طائرات دول التحالف، الامر الذي افشل بعض الغارات الجوية. وان بعض الدول لم تعد قادرة على تحمل تكاليف الغارات الجوية التي تستهدف تنظيم داعش. وان بعض الدول تخلت عن دعم العمليات العسكرية.
سيل المعلومات غير الرسمية، وغير الموثقة، وجهت انظار العامة في اتجاهات متعددة، ساعد في ذلك التعثر الواضح في المجال العملياتي بدءا بالغارات الجوية، وانتهاء بالقوات التي بدأت تتوافد تباعاً ولكن على شكل خبراء، ومستشارين.
على الارض، تصدر الجانب العملياتي التقارير الميدانية، وخصوصاً في مجال المواجهات التي تتواصل في ميدنة «عين العربط». اضافة الى ما يجري في العراق.
فقد اغلقت القوات الكردية طريقاً تستخدمه جماعة الدولة الإسلامية في إرسال الإمدادات الى قواتها في البلدة السورية على الحدود التركية وهو ما يمثل أول مكسب كبير ضد الجهاديين بعد أسابيع من المعارك.
وقالت المصادر إن قوات البشمركة الكردية العراقية عبرت الحدود الى كوباني يوم 31 من تشرين الاول (اكتوبر) لمساعدة المقاتلين الأكراد في البلدة. وأضافت أن القوات تمكنت من قطع الطريق الذي يؤدي إلى قرية حلنج إلى الجنوب الشرقي.
ورغم أهميتها الاستراتيجية المحدودة فان معركة كوباني (عين العرب) أصبحت رمزا للمعركة ضد الدولة الاسلامية.

نجاح الاكراد
وقال ادريس ناسان وهو مسؤول محلي في كوباني ان القوات المناهضة للدولة الاسلامية سيطرت على تل ميستانور الاستراتيجي والطريق الذي يمتد بجانب التل.
كما نجح المقاتلون الاكراد في استعادة السيطرة على شوارع وابنية في جنوب المدينة الحدودية مع تركيا اثر اشتباكات مع عناصر تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية (داعش).
وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان وحدات حماية الشعب وقوات البشمركة التي تقاتل الى جانبها في المدينة المعروفة باسم كوباني قصفت نقاط تمركز لتنظيم الدولة الاسلامية الذي قصف بدوره مناطق عدة في عين العرب. كما نفذت طائرات التحالف الدولي ليلاً، ثلاث ضربات استهدفت تجمعات ونقاط تمركز لتنظيم الدولة الاسلامية الجهادي المتطرف في جنوب شرق المدينة الواقعة في محافظة حلب الشمالية.
ويأتي تقدم المقاتلين الاكراد بعد ساعات قليلة من اعلان قائدة القوات الكردية في المدينة نارين عفرين ان قواتها حققت تقدماً في كوباني، وذلك خلال اتصال هاتفي معها اثناء اجتماع كردي في باريس. وشددت نارين عفرين واسمها الحقيقي ميسا عبدو (40 عاماً) على ان قواتها ستحرر المدينة منزلاً منزلاً، وانها مصممة على سحق الارهاب والتطرف المتمثل بتنظيم داعش.
من جهته كشف رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي صالح مسلم على هامش هذا الاجتماع الذي عقد لدعم المدينة ان القوات الكردية تتقدم على الارض في كوباني شارعاً شارعاً، مضيفاً ان التقدم بطيء لان داعش فخخ المنازل التي انسحب منها.
إلى ذلك، وصل خمسون جندياً اميركياً الى قاعدة عسكرية عراقية في الانبار تمهيدا لوصول عدد اكبر لتدريب القوات العراقية، بعد اعلان الرئيس باراك اوباما بدء مرحلة جديدة في الحملة ضد «داعش».

جنود اميركيون
واعلنت واشنطن قبل ايام عزمها على مضاعفة عدد جنودها في العراق بهدف تدريب القوات العراقية والكردية على قتال التنظيم الذي رجحت واشنطن اصابة عدد من قادة الصف الثاني فيه اثر ضربات جوية للتحالف الدولي الجمعة، من دون ان تؤكد اصابة زعيمه ابو بكر البغدادي.
وتقع القاعدة في الانبار كبرى محافظات العراق والحدودية مع سوريا والاردن والسعودية. وباتت غالبية المحافظة تحت سيطرة التنظيم رغم الضربات الجوية للتحالف بقيادة واشنطن. وهي المرة الاولى يتواجد جنود اميركيون في العراق خارج بغداد واربيل عاصمة اقليم كردستان، منذ انسحاب القوات الاميركية في العام 2011.
وقال اوباما في تصريحات صحافية الاحد ان المرحلة الاولى كانت تشكيل حكومة عراقية شاملة وذات مصداقية.
واضاف، وبدلاً من مجرد محاولة وقف تقدم تنظيم الدولة الاسلامية، نحن الان في وضع يؤهلنا للبدء ببعض الهجوم، مؤكداً ان قواته لن تشارك في القتال بل ستدرب المجندين العراقيين وعشائر سنية تقاتل التنظيم.
واكدت المتحدثة باسم البنتاغون ان الفريق العسكري الاميركي في الانبار ليس مكلفا تسليم اسلحة للعشائر السنية التي تقاتل ضد التنظيم، والتي تعرضت لعمليات قتل جماعي على يديه مؤخراً.

لجنة تحقيق
في سياق مغاير، أعلن المتحدث باسم السلطة القضائية الاتحادية عبد الستار البيرقدار عن تشكيل لجنة تحقيقية خاصة بجريمة سبايكر. وقال انه تم تشكيل لجنة تحقيقية خاصة بالجريمة التي قتل فيها حوالي 1700 جندي. وسيكون مقر اللجنة المحكمة المركزية في بغداد. واضاف البيرقدار ان هذه الخطوة جاءت للتعجيل بحسم القضية وتقديم الجناة الى المحاكم المختصة. يذكر ان تنظيم داعش قتل قبل ثلاثة اشهر ما يقرب من 1700 من الجنود الموجودين في قاعدة سبايكر حيث مقر كلية القوة الجوية بتكريت.
الى ذلك، أعفى حيدر العبادي، رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة الأربعاء، 26 قائداً عسكرياً من مناصبهم.
وفي خبر عاجل بثته قناة العراقية، شبه الرسمية، ذكرت أن العبادي أصدر أوامر بإعفاء 26 قائداً من مناصبهم وإحالة 10 آخرين إلى التقاعد، وتعيين 18 قائداً في مناصب جديدة في وزارة الدفاع.
وكانت اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق في مجزرة «الصقلاوية والسجر» في محافظة الأنبار غربي العراق، أوصت بإحالة ضباط كبار بالجيش إلى المحاكم العسكرية بسبب تقصيرهم الذي تسبب في إهدار دماء العراقيين.
ووقعت المجزرة المقصودة في شهر أيلول (سبتمبر) الماضي بمحافظة الأنبار وراح ضحيتها 66 جندياً عراقياً بين قتيل وجريح فضلا عن خطف 85 آخرين على يد تنظيم داعش الذي يسيطر على معظم مساحة المحافظة ومناطق أخرى شمالي وشرقي البلاد.

عواصم – «الاسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق