افتتاحية

لمصلحة من كل هذا العنف؟

لصالح من أطلقت الصواريخ صباح الأحد الماضي، من الأراضي اللبنانية الى فلسطين المحتلة، ومن هو المستفيد منها؟
هل هي رسالة تحذيرية والى من؟
هل هي رد مسبق على ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان؟
هل كان الضرر الذي أحدثته هذه الصواريخ يوازي الضرر الذي أصاب لبنان معنوياً، لأنها اعتبرت خرقاً للقرار 1701، ومادياً على الأراضي المقصوفة من جراء القذائف التي تساقطت من الجانب الإسرائيلي على الجنوب؟
من أطلق هذه الصواريخ؟
يبدو أن الدولة كلها وقسماً كبيراً من الشعب باتوا يعلمون من يوجه هذه الرسائل في كل مرة تكون خطوة ما، لا تلائم المصالح الإقليمية، فإلى متى هذه السياسةالمعادية؟
ان اسرائيل تلقت الصواريخ بفرح كبير، فهي كانت تبحث عن وسيلة لتخفيف الضغط عليها، في مفاوضات السلام بينها وبين الفلسطينيين فجاءتها الرسالة على طبق من فضة لتناور وتماطل وتحاول وقف المفاوضات. فبعد ان أعلن ان مفاوضات السلام تحقق بعض التقدم بفعل الضغط الأميركي، حاولت تطويق التفاؤل بالإعلان عن موجة جديدة من الإستيطان علّ ذلك يثير الفلسطينيين فيوقفون المفاوضات ويخرجونها من مأزقها، فإذا بالصواريخ تقدم لها هذه الهدية. وسنرى في الأيام المقبلة كيف ستستغلها في محادثاتها مع وزير خارجية الولايات المتحدة القادم الى المنطقة.
ثم لصالح من اغتيل رجل الفكر العميق والاعتدال الوزير السابق محمد شطح ومن هو المستفيد من قتله؟
هل ان المقصود القضاء على الحكمة والتعقل ومساندة العنف والارهاب؟ وهل يعني اغتيال محمد شطح غير ذلك؟
لماذا يستهدف فريق واحد من اللبنانيين فيتم القضاء على رجالاته الكبار، الواحد تلو الاخر؟
هل المقصود اسكات جميع الأصوات ليبقى صوت واحد عالياً لا يجد من يقارعه، وأي جهة اقليمية او دولية تقف وراء هذه الإغتيالات؟
نسمع يومياً ان العالم كله يدعم لبنان ولن يسمح بإنهياره، ولكن الكلام يبقى كلاماً ولا يجد من يترجمه الى أفعال تضع حداً لهذه الإعتداءات المتواصلة؟
لماذا يقف العالم متفرجاً على تدمير بلد قدم أجمل نموذج للعيش المشترك، فإذا بالمتضررين يحاولون القضاء عليه؟
هل ان لبنان الرسالة لم يعد قائماً في حساباتهم؟ ان كانوا فعلاً جديين فليتصرفوا ويأخذوا المبادرة وينتشلوا بلاد الحريات والديموقراطية من براثن الذين يتربصون به شراً، وإلا ضاع كل شيء ولا يعود ينفع الندم.

«الأسبوع العربي»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق