دولياترئيسي

البابا فرنسيس من كوبا الى الولايات المتحدة

وصل البابا فرنسيس بعد ظهر الثلاثاء الى الولايات المتحدة آتيا من كوبا حيث كان في استقباله الرئيس باراك اوباما وقرينته وسط مشاعر متفاوتة لدى الاميركيين بين آمال الاكثرية وتحفظات قلة منهم.
 
ووصل البابا الذي يزور الولايات المتحدة للمرة الاولى في الساعة 16،00 بالتوقيت المحلي (22،00 ت غ) الى قاعدة اندروز العسكرية قرب واشنطن.
وكان اوباما الذي لا يخفي اعجابه بـ «بابا الفقراء» وقرينته ميشيل في استقباله لدى خروجه من الطائرة.
وقد علقت وسائل الاعلام الاميركية الموجودة في الطائرة البابوية، اهمية كبيرة على تغطية رحلة بابا حصل على تأييد حوالي 66% من الاميركيين. لكن مواقفه المنفتحة في قضايا المجتمع سببت له عداوات حادة لدى المحافظين والاوساط الاقتصادية الليبرالية، من وول ستريت الى حزب الشاي وفي صفوف الجمهوريين.
ومجرد مجيئه الى كوبا حيث تجنب توجيه انتقادات حادة الى الرئيس راوول كاسترو، لم يؤد إلا الى ازعاج الذين يعتبرون هذا البابا ماركسياً مموهاً او خائناً للعقيدة الكاثوليكية، والذي يتخذ موقفاً يتسم بالمرونة الشديدة حول العقيدة.
والمواضيع التي سيتطرق اليها البابا في الولايات المتحدة، وخصوصاً الخميس في الكونغرس والجمعة في الامم المتحدة، تتمحور حول مسائل بالغة الاهمية تثير انقسامات حادة.
ومن هذه المواضيع التي تطرق اليها في كتاباته، حماية اللاجئين واستضافتهم، والدفاع عن البيئة، مع دعوة حازمة الى القيام بثورة بيئية جذرية، وانتقاد ديكتاتوريات التكنولوجيا والمال، والتشهير بمسؤولية بائعي الاسلحة والقوى العظمى في «الحرب العالمية الثالثة المجزأة» التي يدأب على التنديد بها.
وقد أعد البابا اليسوعي المعروف بمرونته وحزمه، بعناية خلال الصيف خطاباته التي سيلقيها في واشنطن ونيويورك. فاذا لم يتخذ مواقف معادية للاميركيين، كما يقول معظم الخبراء، فانه يوجه انتقادات الى بعض الانحراف الذي وقع فيه دعاة التحرر، على صعيد الحرية التي تشكل ركيزة المثل الاميركية.
وستجري زيارته وسط تدابير امنية مشددة، لأن الشرطة الاميركية تريد تدارك اي خطر بحصول اعتداء على البابا الذي يحرص على التنقل بسيارته المكشوفة حتى يكون على اتصال مباشر مع الناس.
ويتضمن برنامج الزيارة ايضاً عدداً كبيراً من اللقاءات مع مهمشي المجتمع الاميركي والمهاجرين والمشردين والمسجونين.
وقرر ايضاً ان يترأس في نيويورك احتفالاً يشارك فيه رجال دين من مختلف الاديان في موقع مركز التجارة العالمي، للتنديد بالارهاب وتأكيد الاحترام بين الاديان.
وسيشيد خلال احتفال آخر في فيلادلفيا مع الاميركيين من بلدان اميركا اللاتينية، بالقيم المؤسسة لاميركا مثل الحرية الدينية.
وسيرأس في فيلادلفيا السبت والأحد اختتام اللقاء العالمي للعائلات الكاثوليكية، الذي من المتوقع ان يحضره مليون ونصف مليون شخص، وسط تدابير امنية مشددة ايضاً.
وغادر الحبر الاعظم الثلاثاء كوبا قرابة الساعة 12،30 (16،30 ت غ) بعد نشاط اخير مخصص للعائلات.
وبذلك، يكون قد انهى زيارة للجزيرة الشيوعية استمرت اربعة ايام في مرحلة تقارب مع الولايات المتحدة بفضل الدور الذي اضطلع به الفاتيكان والبابا فرنسيس.
وقد اختتم فرنسيس زيارته في سانتياغو دي كوبا، المعروفة بمرفئها الكبير في شرق الجزيرة، والتي انطلقت منها الثورة الكوبية، والقريبة من قاعدة غوانتانامو الاميركية.
واحتفل بالقداس الاخير في كنيسة سيدة الاحسان «دل كوبري» الواقعة على التلال الخضراء القريبة من المدينة، والتي صلى فيها الاثنين من اجل مستقبل الشعب الكوبي.
ودعا الكوبيين الى الاقتداء بالعذراء مريم «لبناء الجسور، وتحطيم الجدران، وزرع بذور المصالحة»، في تلميح ضمني الى المصالحة بين كوبا والولايات المتحدة مؤخراً.

ا ف ب
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق