سياسة لبنانية

جريج : أدعو المجتمع المدني إلى انتفاضة لانتخاب رئيس

أكد وزير الإعلام رمزي جريج الموجود في القاهرة للمشاركة في أعمال مجلس وزراء الاعلام العرب، في حديث إلى جريدة «الأهرام» المصرية نشر اليوم «أن البلاد من دون رئيس مثل الجسد من دون رأس، وأن المسؤول عن الفراغ هما حزب الله والتيار الوطني الحر. وطالما أن هذين الفريقين متفقان على مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس، فإن النصاب لا يتوفر لانتخابه»، داعياً إلى «انتفاضة من المجتمع المدني والمفكرين والنخبة للضغط بشكل ديموقراطي لحث المقاطعين لجلسات الانتخاب على تغليب المصلحة الوطنية».
ولفت إلى أن «تورط حزب الله في سوريا لم يحم لبنان»، معلناً أن «مفاوضات الإفراج عن أسرى الجيش تسير فى الطريق الصحيح وتحقق تقدماً ملموساً».
وقال الوزير جريج رداً على سؤال: «إن لبنان يتمتع حسب الدستور بالحرية الإعلامية، وغالبية المحطات تابعة لأطراف سياسية سواء محلية أو خارجية، وهو أمر لا يمكن معالجته، إلا بتشريع جديد، ولعل أزمة هذه المحطات تمكن المشرع من إعادة تنظيم هذا القطاع بشكل ما، والضغط على المحطات للتعاون في ما بينها بخلق مجالات تعاون فى الإعلانات والبرامج بحيث تعالج مشكلتها المالية فتكون أكثر استقلالاً وفائدة لجميع المشاهدين وليس لفصيل معين».

الاستحقاق الرئاسي
وعن شغور منصب رئيس الجمهورية قال: «البلاد من دون رئيس مثل الجسد بدون رأس، والمسؤول عن ذلك من يقاطع جلسات النواب التى تجتمع لانتخاب الرئيس، وإذا كان مجلس النواب مدد لنفسه حتى 2017، فإن المادتين 75 و74 من الدستور تجعلان من المجلس هيئة ناخبة للرئيس قبل الشروع فى أي عمل تشريعي، وشغور منصب الرئيس يعطل التشريع. أعتقد أن المسؤول عن هذا التعطيل هو حزب الله والتيار الوطنى الحر برئاسة العماد ميشال عون. هذا أمر غير دستوري، وطالما أن هذين الفريقين متفقان على مقاطعة جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، فإن النصاب لا يتوفر لانتخاب رئيس، وهذا يتطلب انتفاضة من المجتمع المدني والمفكرين والنخبة للضغط بشكل ديموقراطي لحث المقاطعين على تغليب المصلحة الوطنية والرجوع إلى ضمائرهم، بدلا من التمسك بالأنانية وتحالف يعطل مؤسسات الدولة».
أضاف: «لا أنكر أن هناك بعداً إقليمياً فى مسألة انتخاب الرئيس، ولكن لو أراد الشعب اللبناني انتخاب رئيس فلن يستطيع أحد معارضته، وإذا كان للقوى الإقليمية مصالح وتريد فرض إرادتها على الشعب اللبناني، فعلى الشعب ان ينتفض وعلى ممثليه من النواب أن يقوموا بواجبهم فى انتخاب الرئيس، ولا أعتقد أن السعودية تضع أي فيتو على مرشح معين لرئاسة الجمهورية، أو لا تريد انتخاب رئيس جديد، وأتمنى أن ينطبق ذلك على إيران، على الرغم من أن حزب الله يقول إن ملف الرئاسة بيده وليس بيد إيران التى يتأثر بها، ولا أدري إلى أي مدى صحة ذلك، لكن ما يقوله حزب الله إنه يدعم العماد عون فى الملف الرئاسي ويتمسك به حتى يعلن عون عدم رغبته فى الرئاسة».

الحوار
وعن مدى نجاح الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وبين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية في حل مشكلة الرئاسة، قال: «هناك خلافات كثيرة بين تيار المستقبل وحزب الله، مثل التورط فى سوريا وسلاح الحزب الذي جعله دويلة داخل الدولة، ومثل هذه الخلافات لن تحل بسهولة، لكن الحوار بينهما يزيل بعض التشنج فى الخطاب السياسي والإعلامي، وإذا لم يتطرق إلى الملف الرئاسي والاتفاق بشأنه فلن يؤدي الحوار إلى شيء».
أضاف: «أما الحوار بين العماد عون والدكتور جعجع فيتناول الدور المسيحي في لبنان، ولا أعتقد أن أحدهما سيتنازل للآخر عن فرصته فى الترشح لرئاسة الجمهورية، لأن العماد عون يصر على تنازل سمير جعجع، وجعجع يريد دولة مدنية وينتقد تدخل حزب الله فى سوريا ويريد إنهاء حالة دويلة حزب الله داخل الدولة، وعون لن يتبنى برنامج جعجع لتحالف عون مع حزب الله، ولذلك ينحصر الحوار بينهما في قانوني الانتخاب والجنسية بعيداً عن الرئاسة».

حزب الله
وعما إذا كان يعتقد أن وجود حزب الله في سوريا أنقذ لبنان من داعش والنصرة أو ورط لبنان في مواجهة حتمية مع التنظيمين التكفيريين، أجاب: «أحد أسباب هجوم الإرهابيين على لبنان هو تورط حزب الله في سوريا، فتورطه لم يحم لبنان كما يقول السيد حسن نصرالله وهذه وجهة نظره، لكن هذا التدخل الذي كان في البداية كما قال الحزب لحماية المراقد الشيعية المقدسة، تطور في ما بعد لمواجهة كاملة في القصير والقلمون والقنيطرة مع التكفيريين، ما أدى إلى اشتعال الجبهة اللبنانية خصوصاً في الشمال، ولم يساعد على حفظ لبنان من هجمات الإرهابيين التي يواجهها الجيش اللبناني ببسالة ويدفع من دماء أبنائه الكثير. كذلك هناك ضحايا لحزب الله نتيجة تدخله فى سوريا».

الأسرى
ورداً على سؤال قال: «أعتقد أن مفاوضات الإفراج عن أسرى الجيش تسير فى الطريق الصحيح، وتحقق تقدماً ملموساً بواسطة الخلية التى يشرف عليها رئيس الوزراء شخصياً، ولا أريد الخوض في التفاصيل حرصا على نجاح المفاوضات».

الفكر التكفيري
وعن كيفية مواجهة الفكر التكفيري في المنطقة، قال: «أدعو الأزهر لاستعادة دوره التنويري فى التعريف بالإسلام المتسامح، وكذلك أدعو المفكرين والكتاب والصحافيين، لأن كل الآيات القرآنية تدعو لقبول الآخر والتعايش معه ولن يفعل ذلك غير مصر، الدولة الكبيرة المتسامحة نموذج العيش المشترك. وأعتقد أن مصر بقيادة الرئيس السيسي وبأزهرها العريق تستطيع أن تنهض بالأمة لأنها علمت العروبة الفكر التنويري والطليعي، وهي بقيادتها وتاريخها وثقلها يجب أن يكون لها دور كبير فى إحياء التضامن العربي فى وجه ما تتعرض له المنطقة من تحديات، وأنا واثق من أن مصر تستعيد دورها الريادي».

لبنان ومصر
وعن مدى تأثر لبنان بغياب مصر خلال العقود الماضية، قال: «تأثر لبنان سلباً بغياب مصر، سياسياً وثقافياً واقتصادياً وإعلامياً، وعلى الرغم من أن الصحافة المصرية في أصولها لبنانية إلا أننا والعرب جميعاً استفدنا وتعلمنا من مصر».
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق