سينما

نصف قرن من الانجازات المسرحية في فيلم «جبارة»

50 عاماً من سيرة عملاق المسرح ريمون جبارة، تحوّلت  فيلماً وثائقياً من اعداد نصري البركس وإخراجه. مدة الفيلم 120 دقيقة  مقسمة على خمسة اقسام تروي كلها سيرة ريمون جبارة الفنية وأهم انجازاته ومساهماته في الحركة المسرحية الحديثة في لبنان على مدى أكثر من نصف قرن، من خلال ابرز المحطات الفنية والثقافية والتاريخية التي طبعت تلك الحقبة من تاريخ لبنان الممتدة من اواخر خمسينيات القرن الماضي وحتى نهايته، وصولاً إلى بعض اعماله الاخيرة. كما يتضمن الفيلم مقابلة مع ريمون جبارة واخرى مع ممثلين ونقاد عاصروه ورافقوه في ابرز اعماله امثال انطوان كرباج، رفعت طربيه، كميل سلامة، جوزيف بونصار، مي منسى، غبريال يمين، جوليا قصار، وانطوان ابي عقل.

من البدايات
في القسم الاول سنتابع بدايات جبارة كممثل في معهد المسرح الحديث، وفرقة المسرح الحديث، اللذين التحق بهما، مرورا بأهم الاعمال التي شارك فيها مع فرقة المسرح الحديث، وحلقة المسرح اللبناني، وفرقة المسرح الحر، التي ساهم في تأسيسها، وغيرها من الفرق المسرحية والمسرحيين، وذلك بين العامين 1960  و1970، حيث لمع نجمه على خشبات المسارح، واصبح من ابرز الممثلين الموهوبين واكثرهم  براعة.
وفي القسم الثاني نتابع كيف بدأ تجربة الاخراج والتأليف، اضافة الى استمراره في التمثيل في اعمال  متنوعة،
وحتى اندلاع الحرب اللبنانية في العام 1975، مروراً بأول اعماله المسرحية «لتمت  دزدمونا»، ثم  «تحت رعاية زكور»، وبداية تمارين مسرحية «دكر النحل» التي توقفت بسبب الحرب.
ويتناول القسم الثالث فترة الذروة الانتاجية في مسرح ريمون جبارة، رغم زمن الحرب والصعوبات التي ولدتها، اي فترة ما بين العامين 1975 و1986، حيث قدم «شربل»، و«زردشت صار كلباً»، و«محاكمة يسوع»، و«قندلفت يصعد الى السماء»، و«دكر النحل» ورائعته الفنية «صانع الاحلام» التي نالت جوائز في مهرجانات عربية وتقدير النقاد على السواء. اما القسم الرابع فيركز على مرحلة الخيبة بين العامين 1987 و1990، وهي مرحلة تعيين ريمون جبارة مديراً عاماً ورئيساً لمجلس ادارة تلفزيون لبنان، فانصرف الى عمل اداري انهكه وابعده قسرياً عن المسرح، وادى في النهاية الى اصابته بعارض صحي خطير، كانت نتيجته شللاً نصفياً وبداية مرحلة صراع قاسية في حياته.

العودة المتقطعة
القسم الخامس هو مرحلة العودة المتقطعة بين العامين 1993 و2013، حيث قدم في فترات متباعدة مسرحيات «من قطف زهرة الخريف»، و«بيكنيك على خطوط التماس»، واعاد عرض «زردشت صار كلباً» و«شربل» مع جيل جديد من الممثلين، كما اخرج مسرحيات للكاتب انطوان غندور هي «يوسف بك كرم» و«طانيوس شاهين» و«نقدم لكم وطن»، الى اخر مسرحياته «مقتل إن واخواتها» في العام 2012. ويتناول الفيلم ايضاً «ريمون جبارة الاعلامي من خلال مساهماته في الصحافة المكتوبة والصحافة المسموعة عن طريق زاويته الاسبوعية في صحيفة «النهار»، وبرنامجه »الو ستي» الذي يبث عبر اذاعة «صوت لبنان» منذ سنوات. ويضيء هذا الفيلم ايضاً على ريمون جبارة الاستاذ الجامعي حيث بدأ يعلم في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية بعد افتتاحه، ودوره في اعداد اجيال من الممثلين والمخرجين المسرحيين».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق