سياسة لبنانيةلبنانيات

الانتخابات الرئاسية طبخة بحص والنازحون بين الاغراءات الاوروبية والتحرك اللبناني

يحافظ الوضع الحربي من غزة الى جنوب لبنان على وتيرته التصاعدية في وقت، بدأت اسرائيل تستعد لاجتياح رفح، اخر معقل لحماس كما تدعي، رغم معارضة دولية واسعة، نظراَ لما يمكن ان يحدثه من مجازر بحق المدنيين، وقد تجمع في تلك البقعة اكثر من مليون ونصف المليون شخص. وتضغط الولايات المتحدة لتأمين المدنيين ونقلهم الى مناطق آمنة، قبل القيام باي خطوة. اما الوضع في الجنوب اللبناني فهو ايضاً يحافظ على سخونة معينة يتوسع احياناً ليتعدى الخطوط المرسومة، وقد اصبح الحديث عنه تكراراً. فهو يختصر بغارات جوية مدمرة، يشنها العدو على قرى وبلدات الجنوب، فيوقع المزيد من الضحايا بين قتيل وجريح، ويدمر المنازل ويلاحق السيارات بالمسيرات المفخخة، ويزرع الدمار في كل مكان ويفسد الارض بقنابل فوسفورية، تجعلها غير صالحة للزراعة على مدى سنوات طويلة. وترد المقاومة على هذه الاعتداءات بقصف كثيف بالصواريخ الموجهة مستهدفة تجمعات ومراكز الجيش المعادي، وتحقق فيها اصابات مباشرة. وهكذا فان الحديث عن الجنوب اللبناني يتكرر يومياً بصورة مشابهة. وابرز الاعتداءات الاسرائيلية امس غارة على بلدة عدلون في منطقة صيدا، اسفرت عن سقوط عنصرين لحزب الله وقد رد الحزب على هذه الغارة فاعلن انه رداً على العدوان على بلدة عدلون شنت المقاومة هجوماً جوياً مركباً بمسيرات انشغالية واخرى انقضاضية استهدفت مقر قيادة لواء غولاني ومقر وحدة يغوز 21، من ثكنة شراغا شمال مدينة عكا، واصابت اهدافها بدقة. وهذه اول مرة يتوسع العدوان الاسرائيلي الى منطقة صيدا واول مرة يصل الرد المقاوم الى شمال عكا. كذلك شن العدو غارة على بلدة جانين اسفرت عن سقوط مواطنة وابنة شقيقها وجرح ستة اخرين بتدمير منزلهم بالكامل.

على الصعيد الديبلوماسي لا تزال المساعي قائمة لتنفيذ القرار 1701 كاملاً، وهذا يعني انسحاب اسرائيل من جميع النقاط المحتلة واعادة تثبيت الحدود وفق اتفاقية الهدنة 1949، وبذلك يعود الهدوء الى المنطقة. الا ان حزب الله يرفض البحث باي من الحلول قبل انتهاء حرب غزة.

اما سياسياً فيمكن القول انها حركة بلا بركة. هناك مساع صادقة وناشطة لانتخاب رئيس للجمهورية، الا ان المواقف المتصلبة للقوى المحلية المختلفة يعرقل التوصل الى حل. فقد زارت اللجنة الخماسية الرئيس نبيه بري وغابت عن اللقاء السفيرة الاميركية ليزا جونسون بداعي السفر وحضرت نيابة عنها القائمة باعمال السفارة اماندا بيلز. وتم خلال اللقاء عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية، لا سيما استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية ونتائج اللقاءات التي اجراها سفراء اللجنة مع الكتل النيابية والقوى السياسية.

بعد اللقاء تحدث السفير المصري فقال: طرحنا على الرئيس بري بعض الاستفسارات والايضاحات والردود التي ستساعدنا من اجل مزيد من الخطوات، بدءاً بانتخاب رئيس في اقرب وقت ممكن. ورفض الدخول في التفاصيل ولكنه قال هناك ثلاثة امور اولها ان الحوار او النقاشات تفضي الى شيء في غاية الاهمية، انه في جلسة نيابية يدعو لها الرئيس بري وبنصاب كامل وهذا في غاية الاهمية ايضاً. والامر الثالث ان الرئيس بري تحدث اليوم عن اهمية وضع اطار زمني لهذه الانتخابات، ونرجو انه في الفترة المقبلة تجعلنا نصل الى هذا النطاق الزمني الذي سيكون قريباً. ويتبين من هذه التحركات انها حركة بلا بركة، وان انتخاب رئيس طبخة بحص في مجلس نيابي مقفل ومفتاحه في يد رئيسه.

هذا وواصلت الحكومة بحث قضية النازحين السوريين. وعقد اجتماع لهذه الغاية نشرنا تفاصيله امس. وعلم ان اللواء الياس البيسري سيزور سوريا الاسبوع المقبل لاجراء محادثات حول ما تم بحثه في اجتماع السرايا. في المقابل تكثف الدول الاوروبية نشاطها لابقاء النازحين على الاراضي اللبنانية على الاقل كما تقول حتى نهاية 2027. وستزور لبنان منسقة المفوضية الاوروبية فان ديرلاين في مطلع ايار المقبل، حاملة معها اغراءات مالية وغيرها في محاولة لاقناع المسؤولين اللبنانيين بدمج السوريين في المجتمع اللبناني. والمهم الا يخضع المسؤولون لا للاغراءات ولا للضغوط، وعليهم ان يعملوا من اجل اعادة السوريين الى بلادهم او نقلهم الى بلد اخر. فلبنان نال نصيبه من هذا الحمل الثقيل جداً، واصبح من الضروري ان يرتاح. فما تسعى اليه الدول الاوروبية هو الا يصل اي من هؤلاء النازحين الى اراضيها، ولا يهمها ماذا يحل بلبنان وشعبه المنهك. وتجدر الاشارة ان لبنان ليس بلد لجوء، وبامكانه ان يتجاوز كل هذه الضغوط ويتمسك بالاتفاقيات الدولية. وبتصميم وحزم يمكن التخلص من هذا العبء.

هذا والانظار متجهة حالياً الى لقاء معراب الوطني يوم السبت والذي ستشارك فيه شريحة كبيرة سياسية وغير سياسية وتأليف جبهة تضم كل السياديين. وبالطبع ستكون المواضيع المطروحة الوضع في الجنوب والقرار 1701 وقضية النازحين السوريين وغيرهما من الملفات المطروحة حالياً على بساط البحث وخصوصاً انتخاب رئيس للجمهورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق