دولياترئيسي

إيران: رئيسي يقدم تشكيلة حكومية طغى عليها تيار المحافظين

الارجنتين تدين تعيين وزير ايراني متهم بارتكاب اعتداء في بوينوس ايرس

قدم الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مرشحيه للمناصب الوزارية في قائمة طغت عليها أسماء محسوبة على تيار المحافظين، لعل أبرزهم حسين أمير عبد اللهيان المرشح لتولي وزارة الخارجية. وفيما لم تضم التشكيلة المقترحة أي امرأة، فقد رشح رئيسي رستم قاسمي لوزارة الطرق وبناء المدن وهو الذي عمل كمستشار لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري، إلى جانب ضابطين سابقين آخرين في الحرس هما وزير الداخلية أحمد وحيدي والسياحة عزت الله ضرغامي.
عرض الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي مرشحيه للمناصب الوزارية، في لائحة طغت عليها أسماء من التيار المحافظ أبرزها حسين أمير عبد اللهيان المرشح لتسلم وزارة الخارجية.
ويأتي ترشيح الدبلوماسي عبد اللهيان في وقت تخوض الجمهورية الإسلامية مع القوى الكبرى مباحثات لإعادة بعث الاتفاق حول برنامجها النووي، الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018.
ولم تضم التشكيلة المقترحة وفق الأسماء التي نشرها الحساب الرسمي للحكومة على «تويتر»، أي امرأة. ومن المتوقع أن يعلن مجلس الشورى الذي يهيمن عليه المحافظون، اللائحة السبت، قبل أن يشرع في إجراءات منح أعضائها الثقة لتعيينهم بشكل رسمي.
وخلف المحافظ المتشدد رئيسي المعتدل حسن روحاني الذي اعتمد سياسة «انفتاح نسبي» على الغرب، كانت أبرز نتائجها إبرام اتفاق مع ست قوى كبرى بشأن برنامج طهران النووي عام 2015.
وأتاح الاتفاق رفع عقوبات مفروضة على إيران مقابل الحد من أنشطتها النووية، لكن مفاعيله باتت شبه لاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحادياً منه وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران. وستكون من أولى مهام حكومة رئيسي، ومن ضمنها وزارة الخارجية، استكمال مباحثات فيينا التي تشارك فيها الولايات المتحدة بشكل غير مباشر.

من هو عبد اللهيان؟

وصف التلفزيون الرسمي الإيراني عبد اللهيان (56 عاماً) بـ «دبلوماسي مرموق لمحور المقاومة»، في إشارة إلى طهران وحلفائها في المنطقة. ويتمتع عبد اللهيان، وفق وسائل إعلام إيرانية، بعلاقات وثيقة مع حلفاء لإيران مثل سوريا وحزب الله اللبناني وفصائل عراقية. كما سبق له أن نشر مقالات عن السياسة الخارجية على الموقع الإلكتروني للمرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي.
وأدى عبد اللهيان مهمات دبلوماسية مرتبطة بالجوار الإيراني. وكان عضوا أساسيا في الوفد الذي أجرى مباحثات مع مسؤولين أميركيين في بغداد في 2007، تتعلق بالوضع الأمني في العراق بعد الغزو الأميركي. وعلق على تلك المباحثات على تويتر في 2018 قائلاً «التفاوض مع الولايات المتحدة لم يكن يوماً أمراً محظوراً»، بل المشكلة هي «التنمر الأميركي».
وأجرت طهران والقوى الكبرى ست جولات مباحثات في فيينا بشأن الاتفاق النووي في نيسان (ابريل) وحزيران (يونيو)، دون تحديد موعد لجولة جديدة. وأكد مسؤولون إيرانيون أن استئنافها يرتبط بتولي الحكومة الجديدة مهامها، فيما أشار مسؤول أوروبي إلى احتمال أن يتم ذلك في أوائل أيلول (سبتمبر) المقبل.

عبد اللهيان ودول الخليج

ويعد المرشح لمنصب وزير الخارجية، والحاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة طهران، من المطلعين على شؤون منطقة الخليج، وسبق أن شغل منصب سفير إيران في البحرين بين العامين 2007 و2010.
ومنذ 2011، تولى عبد اللهيان منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية، وبقي في المنصب مع وزيرين مختلفين هما علي أكبر صالحي (في الحكومة الثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد)، ومحمد جواد ظريف (في حكومة روحاني الأولى). لكن عبد اللهيان استبعد من المنصب في 2016 من قبل الوزير الحالي ظريف، في خطوة لقيت انتقادات واسعة من التيار المحافظ حيال روحاني ووزير خارجيته.
بعد ذلك، رفض تولي منصب سفير في سلطنة عمان، وفق وكالة «إسنا»، وانتقل للعمل في الأعوام الماضية كمعاون خاص لرئيس مجلس الشورى (البرلمان) للشؤون الدولية.

ضابطان سابقان في الحرس

وعلى صعيد المناصب الوزارية البارزة الأخرى، رشح رئيسي جواد أوجي لوزارة النفط، علماً بأنه سبق له أن شغل منصب نائب للوزير، ويتولى حالياً الإدارة التنفيذية لشركة الغاز الوطنية. أما وزير النفط السابق رستم قاسمي، فطرح اسمه لوزارة الطرق وبناء المدن.
وعمل قاسمي، الذي تقدم بترشيحه للانتخابات الرئاسية في 2021، كمستشار الشؤون الاقتصادية لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري.
ومثل قاسمي، ضمت التشكيلة الحكومية ضابطين سابقين آخرين في الحرس على لائحة العقوبات الأميركية، هما وزير الداخلية أحمد وحيدي والسياحة عزت الله ضرغامي.

وزير متهم

في السياق دانت الحكومة الارجنتينية الاربعاء قرار الحكومة الايرانية تعيين في منصب وزير الداخلية احمد وحيدي احد المتهمين في تنفيذ الاعتداء بالقنبلة ضد مركز يهودي في بوينوس ايرس اوقع 85 قتيلاً في 1994.
وقالت وزارة الخارجية في بيان «تعرب الارجنتين مجدداً عن ادانتها الشديدة لتعيين احمد وحيدي في منصب وزاري في ايران».
وأضافت «تعلن حكومة البيرتو فيرنانديز أن تعيين احمد وحيدي لتولي منصب في الحكومة الايرانية وتحديداً وزارة الداخلية يشكل اهانة للقضاء الارجنتيني وضحايا الاعتداء الارهابي ضد الجمعية الاسرائيلية الارجنتينية».
وذكرت وزارة الخارجية ان تعيين وحيدي وزيرا للدفاع منذ آب (اغسطس) 2009 «اثار قلقاً كبيراً لدى الحكومة الارجنتينية ويستحق اشد الادانات».
ووحيدي احد كبار المسؤولين الايرانيين الملاحقين من القضاء الارجنتيني الذي يتهمه بالاطلاع بـ «دور اساسي في اتخاذ القرار والتخطيط للاعتداء الذي وقع في 18 تموز (يوليو) 1994 وأصدرت شرطة الانتربول بحقه مذكرة توقيف دولية» وفق البيان.
وبعد 27 عاماً على الاعتداء لم يتم توقيف اي شخص.
كما دعت الارجنتين الحكومة الايرانية الجديدة الى «التعاون كلياً» ليحاكم الأشخاص المتهمون من القضاء الارجنتيني «امام المحاكم المختصة» في هذا البلد حيث لا ينص القانون على محاكمات غيابية.

فرانس24/ أ ف ب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق